القطيف.. سيارات ودمى ترسم فرحة “استثنائية” في نفوس أطفال الروضة الثالثة حمود ينتظر.. سارة متلهفة.. وحسن يترقب ساعة الصفر
القطيف: ليلى العوامي
في رحلة بدأت من منزل التوأم حوراء وأحمد الصفار في حي الناصرة، وانتهت في منزل سارا التاروتي في حي الخامسة بالقطيف، حملت المعلمتان في الروضة الثالثة بالقطيف صفاء العبيدي وذكريات الصيقل، هدايا التخرج لطلابهما، ووزعتاها عليهم في منازلهم، متنقلتين بين 12 حياً: الناصرة، الجزيرة، المدني، الحلة، الجارودية، الخويلدية، التوبي، عنك، الشويكة، المجيدية، الخامسة، والدبيبية.
الهدايا التي كان يفترض أن يتسلمها 32 من طلاب وطالبات الروضة في شهر مارس الماضي، تأجلت بسبب جائحة كورونا، التي أدخلت القطيف وأهلها في حجر صحي شامل، تعطلت معه كل ملامح الحياة، بيد أن العبيدي والصيقل، قررتا يوم الجمعة الماضي زيارة طلابهما في منازلهم، ووزعتا الهدايا عليهم واحداً تلو الآخر، في مشاهد رصدت لهفة الأطفال واشتياقهم لرؤية معلماتهم، كما كشفت عن فرحة “استثنائية” للصغار وهم يستلمون هداياهم.
تقول المعلمة صفاء العبيدي (تخصص رياض أطفال) “في كل عام، كنا نقيم للأطفال حفل تخرج داخل الروضة، يحصلون فيه على هدايا التخرج، التي كنا نشتريها قبل الحفل بفترة، لنتمكن من تأمين العدد المطلوب والمناسب من الهدايا”.
تكشف صفاء عن الاستعدادات للحفل، الذي تم إيقافه بسبب الجائحة “اشترينا الهدايا المطلوبة يوم الجمعة 6 مارس الماضي، واتفقنا مع المتجر، وكان في الدمام، على إيصالها للقطيف يوم الثلاثاء 10 مارس استعداداً لحفل التخرج، لكن مع الأسف، دخلت المحافظة بدءاً من 8 مارس في حجر صحي تأجلت معه معالم الحياة”. وتابعت “في أول يوم، بعد فك الحجر عن القطيف، ذهبت لاستلام الهدايا من المتجر، وبقيت لدي في منزلي إلى أن جاء يوم الجمعة الماضي، وفيه تم توزيع الهدايا”.
تتابع صفاء “ما دفعني لهذه المبادرة، حجم الحزن الشديد الذي كنت أشعر به وأنا أشاهد الهدايا أمامي في زوايا المنزل، كنت أحلم بأن أرسلها لأطفالي، تحدثت مع زوجي عن رغبتي هذه، فشجعني كثيراً عليها، واتفقت وزميلتي المعلمة ذكريات الصيقل على توزيعها على الأطفال في منازلهم، بعد استشارة القائدة جنة المقبل، التي رحبت بالفكرة كثيراً”.
اختيار الهدايا
“لم يكن اختيار الهدايا عشوائياً” بحسب صفاء العبيد. وتقول “الأبطال لهم ما يناسبهم، والأميرات لهن ما يفرحن به، حيث نراعي شروطاً عدة، منها أن تكون موحدة، ومتوفرة بعدد كافٍ للجميع، أن تكون آمنة للأطفال ذات جودة، ومحببة لهم”. وتابعت “اخترنا 16 دمية للبنات 16 سيارة للأولاد، وعند ساعة الصفر وهي 3,45 عصر الجمعية الماضي، انطلقنا وزرنا 24 منزلاً موزعة في الأحياء المجاورة، وسلمنا الأطفال هداياهم”.
وتسرد العبيدي مواقف صادفتها وزميلتها أثناء توزيع الهدايا “من المواقف الطريفة والحزينة في الوقت نفسه، اندفاع الأطفال إلينا بسرعة لاحتضاننا، وفي الوقت نفسه، يمنعنا فيروس كورون من الاقتراب منهم، لم أتمالك نفسي، وانا أرى يد صغيري عيسى تمتد لي، فأمسكته”.
وتضيف “حينما اقترب حسن مني كثيراً، ولم يكن يرتدي الكمامة، نظر لي وهو يوبخ نفسه قائلاً “نسيت نسيت الكمامة”، في المقابل، وقف حسن نصيف أمام نافذة منزله دون أن يشعر بالتعب، وهو ينتظر وصول المعلمة من الساعة الرابعة إلى وقت المساء. ورغم التحديات، أصرت زهراء هاني على احتضان معلمتها، ولم تأبه بكورونا”. تتابع العبيدي “عندما وصلنا إلى منزل مريم اليوسف، فوجئنا بابتسامتها الساحرة لا تفارقها، وهي تقترب مني بسرعة بمجرد أني هممت بالنزول من السيارة”.
وتقول: “شعرت ببعض الحزن، حينما لم نستطع الوصول لبعض الأطفال؛ بسبب إصابة أفراد من عائلاتهم، فأجلنا الإستلام لحين تماثلهم للشفاء”، مضيفة “بعض الاطفال لم يتواجدوا في منازلهم وقت توزيع الهدايا، فأتوا لمنزلي ومنزل المعلمة ذكريات لاستلام الهدايا”.
ويرى حسين القديحي زوج العبيدي في إيصال الهدايا للأطفال في منازلهم تجربة إنسانية، تبعث السعادة والسرور “غمرتني السعادة، وأنا أشاهد ابتسامة الأطفال وفرحتهم تفقز من عيونهم، وشدَّ إنتباهي تعلقهم الكبير بمن علمتهم”.