القطيف.. محال الملابس قبل العيد “الحالة قشرة” مع “كورونا” تخفيضات كبرى تفشل في زيادة المبيعات وعيون الباعة على موسمي محرم والمدارس

القطيف: ليلى العوامي

ما أشبه الليلة بالبارحة، لم يشفع عيد الأضحى المبارك، لمحال الملابس الجاهزة في القطيف، فغرقت  في دوامة من ركود المبيعات، بفعل جائحة كورونا، رغم قرار عودة الحياة إلى طبيعتها، في تكرار لمشهد عيد الفطر الماضي، الذي مرّ هو الآخر على هذه المحال دون حركة كبيرة في المبيعات.

يتفق باعة ومسؤولون في محال الملابس الجاهزة في المحافظة على أن مبيعات العيد ـ حتى هذه اللحظة ـ دون المستوى، ولا ترتقي إلى ثلث ما كانت عليه قبل الجائحة، معتبرين موسم عيد الأضحى “قد فلت منهم، كما فلت من قبله عيد الفطر”، وقالوا إن الأمل معقود على موسمي محرم والعودة إلى المدارس.

في المقابل، تنوعت أساليب تعامل المواطنين مع المناسبة، فبعضهم حرص على شراء ملابس العيد من الأسواق، والبعض وجه بوصلته للمتاجر الإلكترونية، وآخرون فضلوا صنع الملابس في المنزل.

“الحالة قشرة”

“الحالة قشرة” هكذا بدأت راوية المبارك، الموظفة في أحد متاجر بيع الملابس الجاهزة في القطيف، كلامها، عندما سألناها “كيف هو حال بيع الملابس بعد قرار العودة بحذر؟”

راوية، التي تعمل منذ 10 سنوات في هذه المهنة، بدأت بائعة، حتى أصبحت مديرة المعرض، تقول “لم تمر علينا سنة كهذه، ركود غير طبيعي، خسائر تصل نسبتها 75% ما اضطرنا لعمل تخفيضات تصل الى 70% على العديد من الأصناف”.

تتوقع المبارك أن تنتعش المبيعات قليلاً هذه الأيام، “ففي الأيام الأولى من هذا الأسبوع بدأنا بالبيع، ولكنه ليس كالسابق، حركة الشراء ضعيفة، واستطيع وصفها بأنها شبه ميتة”.

رواتب “ساند”

تتفق سارة الحمود، التي تعمل موظفة مبيعات (كاشير) في أحد محال بيع الملابس مع رواية. وتقول “انخفضت مبيعاتنا بنسبة 85% بسبب عدم اعتمادنا على المبيعات الإلكترونية، ومازالت حركة البيع ليست كالسابق، يوم نبيع بـ1000 ريال، وأخرى لا نبيع شيئاً”.

وتتابع “مع اقتراب عيد الأضحى؛ نجد أن المبيعات ضعيفة، سيدتان كل ساعة ونصف الساعة، واحياناً في فترة الصباح لا نستقبل متسوقين، ووسط النهار نجد أن الناس كُثر في المجمع، ولكنهم لا يشترون ملابس”. وتقر سارة بتأثر وظائف باعة المحال “أرباح المتاجر تأثرت كثيراً، ورواتبنا نستلمها من ساند”.

قبل الجائحة

لم يختلف كلام سميرة شاكر الموظفة في أحد المتاجر عن سابقتيها، وذكرت أن نسبة المبيعات في المتجر “لا تتعدى 45% مقارنة في ما قبل الجائحة، ومنذ أن عدنا بحذر، والناس تتهافت على الشراء، وبدأت ترتفع بنسبة جيدة، والتخفيضات لها دور في رفع معدل المبيعات خلال الأيام السابقة”.

ثياب السواد

يتوقع حبيب آل عمار، صاحب محل لبيع الملابس، أن تشهد الأيام المقبلة حالاً أفضل من ناحية المبيعات. يقول “مبيعاتنا انخفضت بنسبة 85٪ تقريباً مقارنة في السنة الماضية، ونتوقع بعد العيد وضعاً أفضل، خاصة مع  قرب شهر محرم، فأغلب المآتم رجعت للقراءة، ونلاحظ حالياً بدء سؤال العملاء عن ثياب السود، وفي الوقت نفسه يقترب موسم الدراسة، ونتفائل بالخير حسب ما رأيناه من الأيام السابقه القليلة”.

4 مواسم

“زبون أو زبونان في اليوم، وأيام ما فيه أي زبون” هذا ما لخص به حسين محمد علي وضع محله الذي يعمل في الخياطة الرجالية في القطيف. يقول “انخفضت مبيعاتنا بنسبة 70% عن العام الماضي، عادة لدينا 4 مواسم مهمة في العام، عيد الفطر، وهو الاقوى، وانتهى بدون ثمار، ويجي حالياً موسم عيد الأضحى، والحركة خلاله في العاده متوسطة، وها هو دون المستوى، وننتظر نتاج موسم شهر محرم لخياطة الملابس السوداء، بالإضافة إلى موسم المدارس الذي لا نعلم كيف سيكون وضعه”.

شهر محرم

في محل آخر، يقول المسؤول أحمد فاضل عبدرب النبي “الإقبال يعتبر ضعيفاً، والناس مازالت خائفة قليلاً، يوم نبيع، ويومان لا نبيع، ولكن الحمد لله على كل حال”. ويتابع “مع الأسف، خسرنا موسمين مهمين، وهما شعبان ورمضان”.

وعن مبيعات عيد الأضحي، يقول “شغلنا قليل جداً مقارنة في أي وقت مضى، والإقبال ضعيف، خاصة أن شهر محرم على الأبواب، وعدم افتتاح المآتم سيؤثر علينا، وشغلنا سيكون شبه قليل، وما سيزيد الأمر تعقيداً إذا جاء الموسم الدراسي وأصبجت الدراسة عن بُعد”.

صُنع في المنزل

وعلى الجانب الآخر، تجيد مريم آل تحيفة خياطة ملابس أطفالها بنفسها. وتقول “منذ كان عمري 6 سنوات، وأنا أتعلم الخياطة على الماكينة، واليوم أحيك ملابس العيد لبناتي، بسبب جائحة كورونا، التي ألزمتنا البقاء في المنازل، وعدم الاختلاط بالآخرين، خوفاً من التقاط العدوى”. 

وتتابع “البقاء في المنازل لا يمنع أن يتمتع الصغار بارتداء ملابس العيد الجديدة، لتخفف عنهم تداعيات كورونا، فيستقبلون العيد بملابس صُنعت في المنزل، وهذا ما فعلته أيضاً في عيد الفطر”.

التقارب الاجتماعي

ومنذ ظهور الجائحة، تفضل وصال الباقر التعامل مع المواقع الإلكترونية في شراء ما تحتاج إليه. وتقول “مواقع البيع الالكتروني انتعشت في فترة الجائحة، ولم أجد وأفراد أسرتي بداً من التعامل معها، سواءً في عيد الفطر الماضي، أو الأضحي الحالي، خاصة أننا لا نذهب إلى الأسواق، ونخشى من التقارب الاجتماعي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×