ماذا يقصدون بـ ما بعد كورونا ؟؟

خالد الشيخ

“ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبل كورونا”.. كثيراً ما نسمع هذه العبارة من الساسة والاقتصاديين..

والسؤال: ماذا يقصد هؤلاء..؟ هل هم يقصدون وضع العالم الاقتصادي والعلاقات السياسية بين الدول التحالفات والولاءات فقط..؟

أم ان هناك أبعاداً أخرى اجتماعية وصحية وغير ذلك..؟

كورونا كما يقال باللهجة العامية “عفس الدنيا.. فوق تحت”، نعم “كورونا”. كشف أولاً عن عجز الانسان في مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة، وهو أيضاً كشف قدرته المحدودة في الوصول الى حل لمشاكله الاجتماعية والاقتصادية..

انتشر الفقر في يوم وليلة، وانتشرت المشاكل الاجتماعية، وتفاقمت مشاكل سابقة. كورونا أعاد الانسان الى همجيته وتوحشه، ففي المستشفيات خلعت أجهزة التنفس عن أناس ليواجهوا مصيرهم. ولم تستقبل مستشفيات الكثير من المرضى، بل تركتهم يواجهون الموت وحيدين، خاصة كبار السن، ولم يعد هناك هاجس للدول وخاصة العظمى، سوى كيف عودة حركة الاقتصاد.

عشرات الفضائح ظهرت على السطح كشفها فيروس لا يرى بالعين المجردة، أولها انهيار البنية الصحية في دول كنا نعتبرها أنموذجاً للدول النامية، عجز في الأجهزة وعدد المستشفيات وقلة الكادر الطبي والبطء في إيجاد ادوية لعلاج المصابين، كذلك عدم قدرة تلك الدول على توفير مستلزمات الناس لمدة أكثر من ثلاثة أشهر..

تشرد من تشرد، ومات من مات، وجاع من جاع، وتوجه الكثيرون للبحث عن توفير حاجاتهم بأساليب مخالفة كالسرقات والجرائم .. عشرات القصص والأفلام سوف تنتج مستقبلا عن تلك المآسي التي عرّت الكثير من الحكومات، وما زالت الأحداث مستمرة، وهي تتفاقم في كل الكوكب.

ماذا يجب أن تستفيد الدول من هذه الجائحة؟

أولها بناء اقتصاد قوي لا يمكن أن يهتز بمثل تلك الأحداث من خلال وضع أرصدة ضخمة لتلك المواقف، وأن تقوم كل دولة بتدريب أبنائها في المجالات الطبية، خاصة في مجال الأوبئة والتوسع في التوظيف في القطاع الصحي وبناء مستشفيات ضخمة وجعلها مستشفيات احتياطية للظروف الصعبة كالحروب والكوارث.

هذا ما كان يجب ان يقوله الساسة والاقتصاديون، وليس ما يقصدونه في العلاقات السياسية بين الدول. أليست صحة الإنسان وسلامته هي الأهم…؟

لابد أن يكون العلم مختلفاً بعد كورونا لمصلحة الإنسان ورفاهيته، وليس بتدمير الكوكب والبشر وسلب موارده.. لا بد من التوجه لتطوير المختبرات والأجهزة الطبية والعلاجات لتناسب انسان العصر، وأن توجه الموارد لخدمته وليس لتصنيع أسلحة الدمار..

وعلى أقلها لا بد أن تسعى كل دولة للاكتفاء الذاتي بأبنائها بقدر الإمكان حتى لا تكون عالة على دول لم تنفع نفسها في عز الازمة.

‫4 تعليقات

  1. عظمة على عظمة
    مقال جميل كعادتك استاذ خالد ومابين السطور الشيء الكثير
    نامل ان تنجلي هذه الغمة عنا وعن جميع الامم
    فالكساد الاقتصادي اضر بالجميع
    لاتعض قلبي ولاتعض رغيفي
    تحيتي و محبتي لك

  2. قرأت المقال عدة مرات
    توقفت كثيرا عند ………
    ماذا تستفيد الدول من هذه الجائحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    شكرا اخي العزيز كان مقالا يستفاد منه كثيرا
    مازلت على معرفتي بك جميلا في كل اوقاتك
    تحياتي لك واتمنى ان تكون بصحة وعافية

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×