الخليفة للآباء: وفِّروا البدائل لأطفالكم قبل أن تطالبوهم بترك أجهزتهم الذكية

تاروت: زينب البدر

بعبارات واضحة ومباشرة، حذرت الأخصائية علياء الخليفة من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على النشء، مشيرة إلى أن المجمتع اليوم في ظل التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية بات يشارك الأسرة في مهمة التربية، مؤكدة أن قضاء الطفل أوقاتاً طويلة مع الأجهزة الذكية، يرجع إلى رؤيته الكبار يقضون أوقاتاً مماثلة مع أجهزتهم.

وقالت علياء، الحاصلة على ماجستير في الطفولة المبكرة إن “التربية الرقمية هي نتيجة تأثير التكنولوجيا الحديثة في سلوكيات وأفكار وتوجهات الناشئين الصغار”، مشيرة إلى “العديد من الأسباب التي تحفز الأطفال على استخدام الأجهزة الذكية”، ورأت أن هناك العديد من الأسر في ظل الجائحة تتساءل بقلق عن الطريقة المثلى لقضاء الوقت مع أطفالهم الذي يتم إهداره غالبا على الإنترنت.

جاء ذلك في ندوة نظمتها اللجنة الصحية، التابعة لجمعية تاروت الخيرية الأسبوع الماضي، ضمن برنامج “إيلاف” عبر منصة “انستغرام” بعنوان “التربية الرقمية”، أدارتها رؤى أمان، وشارك فيها العديد من المهتمين والمهتمات بالشأن التربوي.

تقليد الكبار

وأوضحت علياء أن من بين الأسباب التي  تجعل الطفل يرغب في استعمال الأجهزة الذكية لوقت طويل هو تقليد الكبار، والشعور بالاستقلالية والتمكن، وقالت “حين يقوم الطفل بضغط الأزرار يشعر بأن يمكنه أن يقوم بأشياء عديدة في العالم الافتراضي”.

وأضافت أن “الاجهزة الرقمية في زماننا الحالي كما لها سلبيات كثيرة، لها أيضا إيجابيات مهمة، أبرزها الاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة واكتساب المفيد منها، والتعلم في مجالات كثيرة، ومن بينها كل ما يرتبط بشؤون التربية، وهذا بدوره يمكن أن يساعد الأبوين على تربية أطفالهم تربية سليمة”.

اعتقاد خاطئ

وتابعت أن “بعض الأسر قد يلجأ لحرمان أطفالها من استخدام الأجهزة الذكية بشكل مطلق، معتقدين أنه الحل الأنسب، وهذ اعتقاد خاطئ”، مشددة على ضرورة أن يكون للأسر وعي كامل بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي كالتنمر والاستغلال وغيرها”.

ودعت علياء الأسر إلى ضرورة “تنمية مهارات التعامل مع أطفالهم، وفهم دوافع سلوكهم، لأن العالم الافتراضي عالم شاسع، ويجب أن تطلع الأسرة على كيفية استخدام أطفالهم لمواقع التواصل ليتمكنوا من وضعهم في المسار الصحيح”.

اتخاذ القرارات

وأشارت علياء إلى أهمية الحوار بين الوالدين والطفل، ومشاركته في اتخاذ القرارات، كتحديد قوانين لاستخدام الأجهزة الذكية، ووقت للعب، واتباع طريقة التدرج في اقناع الطفل التي يحددها التربويون قد تمتد من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، كما ينبغي افهامهم أن الجهاز الرقمي وسيلة وليس غاية، وأنه من الكماليات وليس من الحاجات الملحة”.

وقالت “عندما يختلط الطفل بالمجتمع، يكتسب سلوكيات أخرى من الأطفال الآخرين، وهنا يأتي دور المجتمع في التوعية وتثقيف الأطفال عبر برامج تنمي ذواتهم وليس العكس”.

توفير البدائل

وقبل الختام، قدمت علياء بعض النصائح للأسرة من شأنها إبعاد الأطفال عن الأجهزة الذكية قائلة “يجب على الوالدين توفير البدائل للأطفال كشراء بعض الألعاب المسلية والمفيدة التي تنمي قدراتهم ومشاركتهم اللعب، إلى جانب تخصيص ركن للقراءة لهم في المنزل، وآخر للعب، وثالث للتشكيل والعديد من الأشياء الأخرى المفيدة والبسيطة التي من الممكن ممارستها مع الأطفال أو بمفردهم لتسليتهم وإشغالهم عن الأجهزة الإلكترونية بالقدر الممكن”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×