أرقامنا السرية.. تحمينا وتحاصرنا…! استطلاع لـ "صُبرة": 80% من الناس يرون في كثرتها "عبئاً" على حياتهم
42% يستخدمون بين 5 و 10 أرقام يومياً
الجارودية: فاطمة المحسن
كلمة مرور للصرّاف الآلي، وكلمة أخرى للهاتف المصرفي، وثالثة للجوال، ورابعة لنظام “أبشر”، وخامسة لنظام “نور”، وسادسة للبريد الإليكتروني، وسابعة لـ “فسبوك”، وثامنة، وتاسعة، وعاشرة، وحادية، عشرة، وثانية عشرة.. وهكذا هي حياتنا اليوم. تُحيط بنا الكلمات السرية لتأمين أموالنا وخصوصياتنا، وإدارة أعمالنا.
قبل 30 سنة فقط؛ لم يكن يحمل الأرقام السرية إلا أصحاب صناديق “التجوري” التي يحتفظون بها في منازلهم، لحفظ النقد والوثائق. أما الآن؛ فكل منا لديه قائمة ضرورية من الأرقام السرية. لا يمكن لحياتنا أن تسير على وتيرتها إلا تحت حماية هذه السرية الخانقة…!
عبء 80%
في استطلاع أجرته “صُبرة” أفاد 30.1% بأن وجود كلمات المرور يشكل عبئاً فعلياً على حياتهم، في حين أفاد 50% أنه يشكل عبئاً “أحياناً”، ما يعني أن 80.1% يعبّرون عن ضيقهم لأنهم مُجبرون على استخدام الكلمات السرية في حياتهم اليومية.
الاستطلاع شارك فيه 136 شخصاً، 65.4% رجال، و 34.6% نساء. وقال 42.6% من إجمالي المشاركين في الاستطلاع إنهم يستخدمون من 5 إلى 10 أرقام سرية يومياً، و 39% يستخدمون من 1 إلى 5 أرقام، و11% يستخدمون من 10 إلى 15 رقماً، وأخيراً هناك 7% يستخدمون يومياً أكثر من 15 رقماً..
نسيان واسترداد
وفي الاستطلاع نفسه؛ ذكر 14% منهم أنهم نسوا أرقامهم السرية أكثر من 12 مرة خلال عام 2017. في حين أفاد 25% أنهم نسوها أكثر من 6 مرات خلال العام نفسه، و 22% نسوها أكثر من 3 مرات، و26% نسوها أكثر من مرة. أما الذين لم ينسوا أياً من أرقامهم السرية خلال العام نفسه فوصلت نسبتهم إلى 13.2%.
19.31% وجدوا صعوبات “كثيراً” في استراد أرقامهم، و 35.6% “قليلاً”، و 26% “نادراً”.. أما الذين لم يجدوا أية صعوبات في استرداد أرقامهم فوصلت نسبتهم إلى 19.3%؟
جانب إيجابي
وتقول روز الطوال، وهي إدارية تنسيق مشاريع في إحدى الشركات، إن كثرة الكلمات السرية وتصنيفها يشكل عبئاً كبيراً عليها. وعلى الرغم من وجود جانب إيجابي يتمثل في أهمية الرقم السري لحماية الخصوصية والمحافظة عليها، فإن “نسيان أو فقدان الرقم السري، يتبعه تعطيل المصالح والعجز عن استمرارية استخدامها، وحتى إن وجدت بعض الحلول المساعدة كخاصية نسيان الرقم السري وما إلى ذلك، فإن ذلك لا يفي دائماً بالغرض أحياناً كحل بديل ووقتي وليس حلاً جذرياً”.
علي الملا: أتعامل مع 25 رقماً سرياً يومياً بكل سهولة
ويؤيدها عباس الرضا، منسق تدريب، مبيناً أن صعوبة استرداد الأرقام السرية تكمن في الشروط التي تضعها بعض الجهات بضرورة أن تكون الأرقام السرية بمواصفات خاصة كما يحدث في البنوك غالباً.
سمية الهاشم: بسبب النسيان فقدنا بيانات 200 طفل
مواقف محرجة
حسن المدن رئيس جمعية الجارودية الخيرية، يستشهد بأحد المواقف التي صادفته مع أحد البنوك، حيث قام بإدخال الرقم السري خطأ ثلاث مرات بغرض تحويل مبلغ من المال إلى إحدى قريباته، وتم إيقاف الحساب الخاص به ووقع في حرج مما دفعه إلى طلب تحويل المبلغ من أحد أصدقائه واعطائه المبلغ، وبدأ بعد ذلك في رحلة استعادة الحساب.
ويُعلل الخطأ الذي وقع فيه بأنه قد يكون بسبب عدم توحيد الأرقام السرية لحساباته.
حسن مدن: عطل البنك حسابي.. فوقعت في حرج مع قريبتي
فقدان بيانات
سمية الهاشم، إدارية في جمعية خيرية تتحدث عن تجربة مريرة، بعد، فقدانها كلمة سر نظام بيانات تخص أكثر من 200 طفل في روضة. وتقول “من أصعب المواقف التي مررت بها”. وقالت “بعد محاولات مرهقة عبر المبرمج وبمساعدة حثيثة من بعض الأشخاص تم استرجاع النظام لكنه كان خالياً من البيانات، وهو ما شكل صدمة لطاقم الروضة والجمعية”، مؤكدة أهمية حفظ الأرقام السرية في دفتر منعزل لا يمكن أن يطاله فايروس.
روز الطوال: حماية ضرورية.. لكنها قد تعطل المصالح
توحيد الأرقام
وترى اختصاصية الأشعة أفراح أبو شومي أن توحيد الأرقام السرية ليس بالأمر السهل، فلكل جهة طريقة مختلفة في تسجيل كلمة السر، ولذلك فإن تدوين الكلمات السرية في دفتر خاص بالرغم من وجود برامج تحفظ الكلمات السرية أفضل من تلك البرامج، خوفاً من حدوث اختراق لها.
وأشارت إلى حالة مرت بها.. هي نسيان أحد أرقامها السرية في العمل، مبينة أنها لجأت إلى كتابة الأرقام المهمة في دفتر بعد أن فقدت هاتفها المتنقل الذي كانت تدون فيه الملاحظات المهمة بما فيها الأرقام السرية الخاصة بها.
أفراح أبو شومي: لا غني عن الدفتر الورقي في حفظ الأسرار
التأمين أفضل
ويرى الفوتوغرافي محمد العامر، أن تأمين الحساب هو الأفضل، حيث أن أغلب الأنظمة سواء الرسمية أو التجارية أو برامج التواصل الاجتماعي لديها ميزة تأمين الحسابات، وهي بمثابة كلمة سر أخرى قوية لا يمكن اختراقها.
عماد دهنيم: الرقم السري النموذجي غير قابل للنسيان والاختراق
25 رقماً
علي الملا، مشغل غرفة تحكم في جهاز حكومي، يصف تعامله مع أكثر من 25 رقماً سرياً، بأنه عملية سهلة، متى ما قام الشخص بتنشيط ذهنه عبر عملية حسابية معينة يستطيع بها حفظ هذا العدد من الأرقام، شريطة أن ترسم هذه العملية، بحيث من السهولة استذكارها ومن الصعوبة تخمينها من أي شخص.
وقال إن “الهاكرز” يبدأ ببرنامج الواتساب، لسهولته في عملية اختراق الأرقام السرية المهمة للشخص، ومن خلاله يصل إلى البريد الإلكتروني ومنه إلى جميع حساباته الخاصة سواء التجارية أو غيرها.
ويستذكر أصعب المواقف التي مر بها وهو نسيانه للرقم السري الخاص بجهاز الكمبيوتر في العمل، وبه عدة أرقام سريه تتجاوز أصابع اليد، وذكر أن استرجاعه لم يكن بالأمر الصعب، ولكن توقيت نسيانه هو ما حال دون استرجاعه، حيث كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع مما يعني انتظاره إلى بدء أيام الدوام حتى يستطيع استرجاعه من مديره في العمل، مما جعله يسجل دخول بحساب شخص آخر ويُحسب له كل العمل الذي قام به ذلك اليوم لهذا الشخص.
عباس الرضا: شروط استراد الرقم تزيد الصعوبات
نصائح
عماد دهنيم “فني صيانة أجهزة حاسب آلي”، يُشير إلى سهولة استرداد الأرقام السرية في حال فقدانها إذا كان للفرد بريد إلكتروني موحد لجميع حساباته. ويقدم نصائح لتكوين كلمات سر غير قابلة للنسيان والاختراق، ومن أهمها أن تحتوي على أحرف صغيرة وكبيرة وأرقام، كذلك ألا ترتبط بمعلومات شخصية يسهل تخمينها للمخترق، والمهم أن يتم تغييرها كل فترة من الزمن.