حورية السيد مهدي خرجت منتصرة من “معركة كورونا” بعد 16 يوماً من المواجهة قريبتها نقلت لها العدوى وتسلحت بـ"الصبر والإيمان والدعاء والصدقات"
القطيف: ليلى العوامي
استقبلت حورية علوي السيد مهدي خبر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بفلب هادئ، وعلى الفور قررت أن تبدأ رحلة المواجهة والتحدي، التي استمرت 16 يوماً من العزل المنزلي، انتهت بالشفاء التام، والعودة إلى حضن أسرتها.
حورية البالغة من العمر 61 عاماً، كانت تؤمن بأن الله لن يتخلى عنها في هذه الأزمة، خاصة أنها أصيبت بالفيروس في لحظات، كانت تجسد فيها أعلى مراتب البر بوالدتها المريضة.. ومع انتهاء الأزمة، لم تنس أن توجه 3 رسائل لأفراد المجتمع، تلخص فيها عصارة تجربتها مع المرض.
الحاجة حورية أو “أم حيدر”، معلمة متقاعدة من سكان جزيرة تاروت، وتعيش في منزلها مع زوجها وأولادها.
سبب الإصابة
تكشف حورية عن سبب الإصابة بالفيروس “والدتي سيدة طاعنة في السن، وتحتاج إلى عناية طبية على مدار الساعة، وتم الإتفاق بيني وبين أشقائي على تقاسم جهد هذه الرعاية، بحيث يُخصص لكل واحدة يوم كامل أسبوعياً، وأتذكر في اليوم المخصص لي، حدث أن خالطت إحدى قريباتي، تبين لاحقاً أنها مصابة بالمرض، لذا أعتقد أنني أصيبت بسبب هذه المخالطة بها”
وتتذكر تفاصيل ما حدث بعد ذلك “أصيبتُ بالفيروس يوم الإثنين 22 يونيو الماضي، وقبل هذا التاريخ، كنتُ حريصة على اتخاذ جميع الإجراءات الإحترازية، وفي أوقات السماح بالتجول، كنت التزم البقاء في المنزل، وعند خروجي أحرص على لبس الكمامة والقفاز، وأتفادى الاقتراب من الآخرين، مع غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار”.
ظهور الأعراض
ولا تنسى حورية ما حدث في يوم إصابتها بالفيروس “منذ أن ظهرت الأعراض على قريبتي، عرفت أنني مصابة بصورة مؤكدة، فبادرت بالذهاب لمستشفى صفوى العام يوم 24 يونيو الماضي، هذا اليوم لا يمكن نسيانه، خاصة فترة الانتظار الطويل لأخذ المسحة، كان الوقت يمر بطيئاً جداً، أُخذت المسحة مني ومن المخالطين الآخرين، وبعد أربعة أيام من الفحص، وبالتحديد يوم السبت 27 يونيو، أبلغتني الجهة المختصة في وزارة الصحة عبر رسالة على الجوال بأن النتيجة إيجابية (مصابة)، وأُرفِقت مع الرسالة رسائل أخرى تشمل الإجراءات الواجب اتباعها أثناء العزل المنزلي”.
وتتابع “بفضل من الله، منزلنا كبير وواسع، ما ساعدني على الاعتزال داخل غرفة خاصة مهيأة، لم أغادرها إلا بعد انتهاء فترة العزل، واختفاء الأعراض التي كانت موجودة بصورة متوسطة، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في العظام، وشعور بالإعياء والإرهاق”.
وتقول “لمواجهة هذه الأعراض ولتعزيز المناعة، حرصت على تناول بعض الفيتامينات، والمعادن، وأكثرت من تناول المشروبات الدافئة، مثل مزيج الليمون والزنجبيل والعسل الطبيعي والماء الدافئ، إضافة إلى التغذية الجيدة والمتوازنة”. وأضافت “ونتيجة للعزل المحكم، والإلتزام التام بالإجراءات الإحترازية من قبل الجميع، لم يصب أي من أفراد العائلة بالمرض”.
الدعاء والصدقة
تكشف الحاجة حورية السيد مهدي عن عوامل الشفاء التي استعانت بها، مؤكدة أهمية الجانب النفسي والمعنوي في العلاج. وتقول “استقبلت وعائلتي هذه الأزمة بنفس هادئة وبوعي كبير والتزام منضبط، وكان التزامنا الإجرائي معززاً بالدعاء والصدقة، والإكثار من التعبد؛ إذ أصبح العزل فرصة عظيمة للتفرغ للعبادة، والتوجه لله سبحانه بالدعاء، والحمد لله لم يخب دعاؤنا، ورجاؤنا ولله الحمد والمنة، حيث انتهى كل شيء بسلام في 13 يوليو”.
3 رسائل مهمة
وترى الحاجة حورية أن تجربتها مع المرض أقل بكثير مما صورة الإعلام، وتقول “الصورة السائدة عن الفيروس أنه خطر وشرس، لا سيما مع ما يبث إعلامياً عنه، وبسبب الأعداد الهائلة من المصابين والمتوفين، بما في ذلك من توفى في القطيف؛ ولكن تجربتي الشخصية مع المرض كانت مغايرة، من حيث اعتدال الأعراض، فضلاً عن الثقة في الله بأنه من الممكن تجاوز المرض، والانتصار عليه”.
ولخصت حورية السيد مهدي تجربتها مع المرض في 3 رسائل توعوية، وجهتها إلى الجميع، قائلة في الأولى “احترز جيداً، فأنت لا تدري كيف ستلتقط المرض، إن أقل خطأ أو تساهل من الممكن أن يكلفك صحتك، وقد يكلفك حياتك”، مضيفة في الثانية “الإصابة بالمرض لا تمثل نهاية العالم، عندنا في المملكة وفي كثير من دول العالم نسبة التعافي إلى عدد الإصابات يفوق الـ80%، وهو في طريقه للارتفاع، بسبب زيادة الوعي، وتنامي درجة الالتزام”، وجاء مضمون ثالث رسالة “لا تيأس، خذ بأسباب تقوية المناعة المادية الجسمانية، وكذلك المناعة المعنوية باللجوء إلى الله، ولن تخيب بإذن الله”.