[كورونا] الحلاقون والكوافيرات قبل العيد.. خوف وخسائر وإغلاق محتمل ينتظرون زبائن لا يأتون والاحترازات قلصت الخدمات واستبعدت الأطفال
القطيف: شذى المرزوق
يبدو المشهد في صالونات الحلاقة بالقطيف، مقلقاً، الخوف يبلغ ذروته، السبب معروف: “كورونا”. فبينما يقدم الحلاق خدماته بتوجس وحذر، خوفاً من أن يكون عميله مصاباً بالفيروس، يتلقى الأخير الخدمة حابساً أنفاسه للسبب ذاته. ولا يختلف المشهد كثيراً عنه في مراكز التجميل النسائية في المحافظة.
وبعد نحو شهر من قرار عودة الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها، جاءت حصيلة صالونات الحلاقة الرجالية، ومراكز التجميل النسائية مخيبة للأمال والتوقعات، بسبب ضعف الإقبال عليها، الذي عزته مصادر إلى تأثر الناس – من الجنسين – بتداعيات “كورونا”، وتفضيل البعض البقاء في المنازل، وعدم مغادرتها إلا لأسباب قوية، ليس منها ـ بحسب المصادر ذاتها ـ الحلاقة للرجال والتجميل للنساء.
خيبة أمل
تفوح رائحة خيبة الأمل من عبارات الحلاق الهندي وسيم، وهو يحصي خسائره. فهو يعمل منذ أكثر من 10 سنوات في محله بحي الديرة في سيهات، وطيلة هذه السنوات كان يحقق ما يحلم به. يقول “الوضع اليوم تغير، الخسائر كبيرة، وتراجع أعداد الزبائن بات ملحوظاً، اختلفت نسبة الإقبال على المحل اليوم عنه في السابق، بفارق كبير يصل إلى 90%، ما تسبب للعاملين في هذا القطاع في صدمة”.
يفتح وسيم أبواب محله في الـ9 صباحاً، ولا يغلقها إلا الـ10 مساءً. ويضيف “عدد الزبائن قليل، يصل إلى 5 في اليوم الواحد، رغم اتخاذ كامل الاحترازات الصحية، والعمل على تطبيق بروتوكولات العودة إلى العمل”، موضحاً أن الخدمة مقتصرة على حلاقة الشعر والذقن فقط، “فلا صبغ ولا تنظيف للبشرة، أو أي خدمات أخرى”.
إفطار خفيف
يمكث وسيم في المحل طول الوقت، لا يفارقه إلا أوقات الصلاة، ومع ذلك؛ لا يوجد زبائن، ويضيف “حالياً أصوم الأيام الأولى من ذي الحجة، واحتاج إلى العودة للمنزل لتناول الإفطار، ورغم ذلك أمكث في المحل حتى المساء، وأتناول افطاراً خفيفاً، لعل وعسى يأتي زبون، ولكن لم يتغير شيء، والإقبال نادر”.
الخدمة الوحيدة
في ذات السياق، أشار حلاق آخر، يدعى محمد شاه إلى أن العدد الذي كان يتجاوز الـ20 يومياً، يحلقون في محله، أصبح لا يزيد على 5، يطلبون خدمة تقصير الشعر فقط.
ويتابع “يوم الجمعة الذي كان يشهد إقبالاً كبيراً، أصبح كسائر الأيام، الاقبال فيه ضعيف”، مضيفاً “خدمة الحلاقة الآن لا تشمل صغار السن، وأصبحت مقتصرة على من هم فوق الـ16 سنة”.
ويرى شاه أن الخوف من الإصابة بكورونا والقلق أثناء عملية الحلاقة “أخذ حيزاً كبيراً في أوساط المجتمع، ما جعله حاجزاً لاستئناف العمل بطبيعته عند مراكز الحلاقة بشكل خاص”.
الاغلاق حل محتمل
وبنبرة آسى للحال التي وصلت إليهت المهنة، قال محمد شاه “اعتقد أن الوضع إن استمر على ما هو عليه، فقد اضطر لإغلاق المحل”، متسائلاً “من أين سأسدد ايجار المحل، وفواتيره، أو أوفر رسوم إجراءات تجديد الإقامة وما شابه ذلك، ما يجعلني أفكر بالعودة إلى وطني قريباً”.
لاجديد مع قرب العيد
ولا تختلف الحال في مراكز التجميل النسائية عنه في صالونات الحلاقة. إذ ذكرت عاملة في مركز بشارع القدس في القطيف، طلبت عدم ذكر اسمها أن الاقبال على المركز “يحدده حجم خوف السيدات من فيروس كورونا، ومستوى التقيد بالاحترازات المعمول به في المركز”.
وتابعت “كان الإقبال في بادئ الأمر ضعيفاً، إلا أننا وفقنا بنيل بعض الثقة التي ساعدت على زيادة عدد النساء المقبلات على المركز، ولكن بأعداد قليلة لا ترتقي إلى ما كنا نستقبله قبل الجائحة، خصوصاً في هذه الأيام التي يقترب فيها العيد”.
وعي عالٍ
وأكملت بالقول “زائرات المركز على نسبة عالية من الوعي بالاحترازات، لذلك تجد العميلة متيقظة لأي أمر قد تغفل عنه العاملة، وتطالب به، مثل التغيير المستمر للقفازات المستخدمة أثناء القيام بالخدمة المطلوبة، هذا عدا التزامها التام احترازاتها الشخصية، من لبس كمام وقفاز واستخدام التعقيم”.
وعن الخدمات الأكثر طلباً قالت: “الخدمات محدودة للغاية، فليس هناك مكياج، ولا حمام مغربي ولا مساج، وغالبية الطلبات تتركز على الحف والبادكير”.
وتابعت “في السابق كان بعض النساء يطلبن حلاقة شعر صغارهن، إلا أن المركز حالياً يمنع دخول من هن أقل من 10 سنوات ضمن الاحترازات المتبعة”.
كسب الثقة
وفي ذات الشارع، تحدثت صاحبة مركز آخر، مبينة أن الإقبال القليل وفترة الإغلاق تسببت في خسائر كبيرة وتراكمت الديون على مركزها، ما يعني أن عليهم تكثيف العمل لاستعادة الزبائن، وكسب ثقة النساء وكسر حاجز الخوف لدىهن”.
وأضافت “خوف الإصابة من كورونا متبادل لدى الطرفين؛ العميلة والعاملة، رغم تشديد الإجراءات الاحترازية، ما يجعل الطرقين يعيش لحظات من الخوف والترقب أثناء تقديم الخدمة”. وقالت “عاملات المركز يعملن تحت ضغط القلق والخوف من الإصابة التي قد تنقلها أي من الزائرات، لذلك هن حريصات على سلامة المقبلات وطالبات الخدمة”.
الشعور بالأمان
وأيدت رفيقة السيف مديرة مركز آخر في القطيف، ما جاء على لسان سابقاتها، حول تواضع الاقبال في بداية الأمر. وقالت “الاحترازات العالية سمحت بتزايد العدد تدريجياً، خاصة مع توفير متطلبات الزبونة، وكل ما يشعرها بالأمان، من ناحية النظافة والتعقيم أثناء أداء العمل”. وتابعت “في المركز نشدد على تطبيق الاحترازات أثناء تقديم الخدمات، ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة بسلام والعودة لسابق العهد”.
أعتقد اقفال بعض الصالونات النسائية افضل لأصحابها لتجنب الدخول في الديون ..
الإيجار و الرواتب غالية و الدخل قليل .
العناد لا يفيد .
التجارة ربح و خسارة .