مندوب الصحة العالمية عبدالله يِتميغيتّا لـ “صُبرة”: 60% تفصل السعوديين عن الغرب في التبرع بالدم د. هنداوي: استشاريو نقل الدم لا يزيدون عن 12 والاختصاصيون أكثر
د. الغامدي: سباق مع الزمن للوصول إلى نسبة 100% في التبرّع الطوعي بحلول 2020
الخبر: حبيب محمود، أمل سعيد
60% من المتبرعين بالدم في المملكة؛ يتبرعون تحت ضغوط خارجة عن إرادتهم. يذهبون إلى بنوك الدم من أجل أقاربهم المرضى، أو أصدقائهم، أو معارفهم، أو لأن التبرع واقع ضمن إجراءات محددة، مثل الحصول على رخص القيادة.
أما الذين يقدّمون دماءهم طَوعاً ومن دون أيّ ضغط؛ فإنهم لا يزيدون عن 40% من إجمالي عدد المتبرعين على مستوى المملكة.
كانت هذه المعضلة واحدة من الملفات التي كانت وزارة الصحة والجمعية السعودية لطب نقل الدم تبحثانها في المؤتمر العلمي الذي بدأت فعّالياته، صباح أمس، وحشدت له 33 باحثاً من 8 دول، في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية “سايتك”. المؤتمر تجربة علمية لمواجهة تحدّيات هذا الحقل الطبي الحساس، وبحث المستجدّات.
معضلة التبرع
لكنّ معضلة الإمداد ظهرت، أكثر، في المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجمعية، وحضره وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المختبرات وبنوك الدم عبدالله الخشّان، وشارك فيه الدكتور عصام الغامدي رئيس الجمعية، والدكتورة سلوى هنداوي رئيسة خدمات نقل الدم بجامعة الملك عبدالعزيز، والدكتورة أليسا (….) رئيسة المنظمة العالمية “يقظة” لنقل الدم ونائب رئيس الجمعية العالمية لبنوك الدم، والدكتور يِتميغيتّا عبدالله مسؤول منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نقل الدم الآمن.
نسبة قليلة
وقال الدكتور الغامدي للصحافيين إن نسبة المتبرعين “طوعاً” في المملكة يُراوحون بين 30 و40% فقط. هذه النسبة تقابلها نسبة 100% في الدول المتقدمة، حسبما ذكر مندوب منظمة الصحة العالمية يتميغيتّا عبدالله في إجابة عن سؤال لـ “صُبرة”. وتواجه وزارة الصحة ـ حسب الخشان ـ سباقاً مع الزمن لتحقيق طموحات عالية سبق أن وضعتها منظمة الصحة العالمية للوصول إلى نسبة تبرع طوعي 100% في جميع دول العالم، بحلول عام 2020، أي قبل أقل من عامين من الآن..!
مراحل
وقال الخشان إن طب الدم “مجال يبدأ من المواطن وينتهي بالمواطن، يبدأ بالمتبرع بالدم وينتهي بالمريض، وفي الرحلة هذه نمر بالكثير من المراحل”. أضاف “يعمل في هذا المجال كثير من المتخصصين في العلاقات العامة والفنيين في سحب الدم وفنيين في الإجراءات المخبرية، كما يعمل فيه أطباء واستشاريون في طب نقل الدم.. هو مجال متشعب كثيرا والتطور فيه أساسي، وعلينا أن نواكبه في الخدمات الصحية التي تشهدها البلاد”.
أول بنك دم
طب الدم قديم، “منذ أول عملية نقل وحدة دم عام 1818 في العالم، وفي المملكة بدأ مع بداية المستشفيات الحديثة”، والكلام للدكتور عصام الغامدي. لكن “الطلب عليه لم يعد مقتصراً في 3 مشتقات، أصبحت تطبيقات الدم كثيرة”.
وأضاف “في المملكة 18 بنك دم إقليمياً، وهناك بنوك مركزية أخرى، وبنوك فرعية”. وفي المملكة تجهيزات متكاملة وحديثة لتطبيقات هذا التخصص الطبي المهم، من نقطة التبرع بالدم إلى ما بعد مراقبة آثار إمداد المريض به”.
أطباء
وسألت “صُبرة” الغامدي عن عدد الأطباء المتخصصين في هذا المجال؟
فقال “في كلّ منشأة صحية لا بدّ أن يكون فيها متخصص واحد في نقل الدم على الأقل، وبعض المستشفيات فيها أكثر”. لكن الدكتورة سلوى هنداوي، وهي رئيسة خدمات بنك الدم في جامعة الملك عبدالعزيز، قالت لـ “صُبرة”، بعد المؤتمر، إن عدد الاستشاريين في هذا التخصص لا يزيدون عن 12، لكن الاختصاصيين أكثر من ذلك بكثير.
نقص البنوك
وفي إجابة لسؤال أحد الصحافيين عن مشكلة النقص في بنوك الدم وعمّا تفعله الوزارة إزاء هذه المشكلة؛ قال الغامدي “هناك مبادرات كثيرة، آخرها ورشة عمل كبيرة، أمس الأول الخميس، أطلقنا فيها منصة أسميناها منصة وتين (وتين هو وريد الدم)، وقد تلقينا طلبات كثيرة”. هذه المبادرة ضمن مئات المبادرات الحكومية والأهلية والتطوعية. وهذا المؤتمر يحمل هذا الهاجس ضمن أوراقه العلمية.. وعموماً فإن هدفنا الرئيسي هو أن يكون كل التبرع بالدم طوعياً بحلول 2020، بحيث لا يكون هناك ضغط على ذوي المرضى ولا سحب دم من طالبي رخص القيادة.
ولكن “لا تزال الفجوة كبيرة ونحتاج مزيداً من العمل، من أجل أن يشعر المواطن بمسؤوليته تجاه مجتمعه ويأتى لبنك الدم ليتبرع دون أي ضغوط”.
أكثر أماناً
أما الدكتورة أليسا؛ فقد فصّل الحديث عن المسائل الفنية.. وقالت إن “نقل الدم أصبح أكثر أمناً لأن العاملين في هذا الحقل يتبعون الخطوات التي تؤكد أمان وسلامة الدم المنقول. فإذا كان الناس الذين يعملون في طب نقل الدم وبنوك الدم متدربين على مستوى عالٍ فلن يكون هناك خوف من عملية نقل الدم لأنهم يتبعون خطوات وطرق آمنة وسليمة”.
أضافت “لكن هناك بعض المضاعفات التي تحصل عند نقل الدم ليست بيد أحد ولكن لابد أن يأخذ المريض فكرة عنها ونحن نعمل بكل جهدنا من أجل أن نقلل من هذه المضاعفات وأن يكون نقل الدم آمناً 100%”.
الغرب والشرق
وسألت “صُبرة” الدكتور يِتميغيتّا عن الفرق بين بين دول العالم الثالث وبين الدول المتقدمة في موضوع الدم الآمن والقدرة على إمداد بنوك الدم بالكميات التي يحتاجها القطاع الطبي.. فكانت إجابته أن “الفرق الأهم بين الدول المتقدمة والنامية هو التبرع الطوعي بالدم. هناك يأتي الفرد برغبته ليتبرع بدمه. التوعية في البلدان المتقدمة كبيرة جداً، لذا تصل نسبة الدم المتبرع به بشكل طوعي إلى 100% حيث أنهم يتبرعون باستمرار”. يضيف “أما في البلدان النامية فمعظمها تتراوح النسبة فيها بين 30 إلى 40% وبعض البلدان تتدنى إلى 10% لذا يبرز أثر توعية المجتمع بأهمية التبرع الطوعي لما لها من فوائد للمتبرع وللمجتمع”.
المشاركون في المؤتمر الصحافي |
- عبدالله الخشان، وكيل الوزارة المساعد، لشؤون المختبرات.
- الدكتور عصام الغامدي، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب نقل الدم.
- الدكتورة سلوى هنداوي، رئيسة خدمات نقل الدم بجامعة الملك عبدالعزيز.
- الدكتورة أليسا (…..) رئيسة المنظمة العالمية (يقظة) لنقل الدم
- ونائب رئيس الجمعية العالمية لبنوك الدم.
- الدكتور يتميغيتّا عبدالله، مندوب منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
التبرع بالدم ـ 2016 |
- المتبرعون: 449,408
- إجمالي البنوك: 228.
- بنوك مركزية: 24.
- بنوك فرعية: 107.
- مراكز نقل الدم: 97.
- استهلاك البلازما والصفائح: 312.26 وحدة
- استلاك بلازما طازجة: 180.537 وحدة
- استهلاك صفائح: 151.313 وحدة
اقرأ أيضاً