أحمد الصفار وحكايته مع “كورونا” والسكري.. بدأت بالكحة في انتظار التعافي تجاوز المضاعفات بالثقة في الله.. وتلقى رسالة وزارة الصحة بكل ثبات
القطيف: ليلى العوامي
بين الإيمان بقضاء الله، والحيرة من أمره، عاش الحاج أحمد سعيد الصفار فترة لن ينساها. هذه الفترة تبدأ من لحظة إصابته بفيروس كورونا المستجد، وتمتد إلى أن منّ الله عليه بالشفاء، والخروج من هذه التجربة سالماً معافى، رغم إصابته بمرض السكري.
وتجسد “الإيمان بالله” لدى الصفار (60 عاماً)، عندما وصلت جواله رسالة تُخبره أن نتيحة المسحة التي أجراها “إيجابية”، انتابته “الحيرة”، فهو يريد أن يعرف من أين وصلته العدوى؟ رغم أنه ملتزم تطبيق جميع الإجراءات الصحية الموصي بها من وزارة الصحة.
ولكن الصفار يعود من حيرته ويردد “قدر الله وما شاء فعل والحمد لله، فالمرض ليس باختيارنا، والتزامنا واجب علينا؛ رغم التزامي لكنني أصبت، وقد يكون هناك ناقل للعدوى، وأنا لا أعلم به؟ فمناعتي بسبب السكري ضعيفة، وانتقاله لي سهل”.
تفاصيل الإصابة
يصف الصفار حياته بـ”العادية جداً”، مؤكداً أنه منذ ظهور الجائحة، يطبق الارشادات الصحية الموصي بها، مثل لبس الكمام واستخدام المعقمات وعدم مخالطة الناس، والأهم من ذلك التباعد الاجتماعي في كل مكان يذهب إليه، خاصة أنه مصاب بمرض مزمن (السكري)، ما يُضعف مناعته، ومع هذه الاحترازات، لم يسلم من الإصابة بالفيروس.
يتذكر الصفار تفاصيل قصة الإصابة بالمرض “في يوم من الأيام، شعرت بأعراض تبعث على القلق، مثل الكحة الجافة، وكانت غريبة وشديدة، لأول مرة أشعر بها في حياتي، لم أكن أتصور أن تكون عرضاً من أعراض كورونا، وكنت أتوقعها إنفلونزا عادية، وستذهب إلى حال سبيلها”.
ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة بين 38 الى 39 درجة، والشعور بألم شديد في الرأس، وفقدان حاستي الشم والتذوق، فضلاً عن الضعف الجسدي، ساورته الشكوك بأن يكون السبب الإصابة بفيروس كورونا، فقرر أن يقطع الشك باليقين، ويذهب لإجراء الفحص.
الرسالة المزعجة
يواصل الصفار الحديث “راجعت يوم الثلاثاء 14 يوليو الماضي مركز صحي عنك، وطلبت إجراء مسحة الكشف عن كورونا، وبعد الانتهاء، أخبرني الموظف المختص أن النتيجة ستظهر بعد يومين، وسيتم إرسال رسالة إلى رقم جوالي، وبالفعل وصلتني الرسالة في اليوم التالي (الخميس) تقول “عزيزي أحمد صاحب الهوية 00000 وزارة الصحة تبلغك بأن نتيجة فحص كورونا كوفيد 19 التي أجريت لك بتاريخ 14 يوليو إيجابية (مصاب)، وسيقوم الفريق الطبي بالتواصل معك، يجب عليك اتباع التالي: اعزل نفسك عن أفراد أسرتك ولمتابعتك الصحية حمل تطبيق تطمن”.
يعلق الصفار على رسالة الوزارة “عادة هذه الرسالة تصل للجميع، وتصيب بالبعض منهم بالهلع والخوف للوهلة الأولى، ولكنني والحمد لله، رغم أنني مصاب بالسكري، إلا أنني توكلت على الله، وكانت لدي الثقة في المولى عز وجل أنه سينقذني من هذا المرض”.
يتابع “يوم الجمعة 24 يوليو قررت أن أعزل نفسي في المنزل، وكانت حالتي مستقرة في أول أيام العزل، ثم أصبحت صعبة في اليومين التاليين، قبل أن تتحسن بعد ذلك. وكنت أتواصل مع الأطباء المختصين من خلال تطبيق تطمن، وهم يتابعوني أيضاً”.
أفراد الأسرة
يحمد الصفار، الله أن أحداً من أفراد أسرته لم يصب بأذى “معي زوجتي وابني وابنتي، والحمد لله لم يصب أحد منهم بأذى، فقد قاموا جميعاً بعمل مسحة للاطمئنان”.
وعن العزل المنزلي يقول “أبدأ يومي كما المعتاد، بقراءة الأدعية وأجزاء من القرآن الكريم، بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي داخل البيت، ومشاهدة التلفزيون، وقراءة الكتب. وكان الأهل والجيران يسألون عني يومياً، وكنت أجيبهم بأن الله سيشفيني بإذنه، ولا أخفي أن السؤال عني منحني المزيد من الثقة والتفاؤل بأن الله سيمن علي بالشفاء، وقد حدث والحمد لله”.
وينصح الصفار الجميع التزام الإجراءات الاحترازية والوقائية حتى يتجنبوا الإصابة بالمرض، يقول “على الإنسان أن يفعل ما عليه، ويترك الأمور لله، يدبرها كما يشاء”.