400 أسرة تضرّرت من إيقاف الأسواق الشعبية في القطيف البلدية توضح: 3 أسباب تمنع تحقيق مطالب الباعة

القطيف: معصومة الزاهر

مرة أخرى؛ تعود مشكلة الأسواق المتنقلة في القطيف إلى الظهور في “صُبرة”، بعد مطالبة العديد من الباعة العاملين فيها، بالحديث عن معاناتهم المعيشية بسبب استمرار إيقاف، بالرغم من قرار عودة الأنشطة التجارية لاستئناف النشاط.

ويطالب الباعة في هذه الأسواق بالسماح لهم بالعودة، مع وضع احترازات مناسبة، بدلاً من إيقافها وتعطيل مصادر أرزاقهم.

ويعمل في هذه الأسواق أكثر من 400 بائع، ينتقلون بين قرى القطيف ومدنها، حاملين بضائعهم لعرضها أمام الزبائن. وأكد بعضهم أن قرار الإغلاق دفعهم إلى “البيع الإلكتروني” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنهم فشلوا في ذلك.

في المقابل، ألمحت البلدية إلى صعوبة عودة هذه الأسواق للعمل، مشيرة إلى أن هناك 3 أسباب قوية تعيق هذه العودة.

متجر إلكتروني

البداية، كانت مع البائع محمد سعيد المقرقش “أنا دون عمل منذ بداية الأزمة، وأخشى عدم عودة السوق نهائياً، فقد عادت أسواق الأحساء، ونحن لم نعد”. ويكمل “إن كان وجود العمالة الوافدة معنا في السوق يسبب مشكلة، فنحن سنقف مع البلدية في منعهم، لأننا متضررون منهم، وبإمكان البلدية وضع مراقبين”.

15 ألف ريال

ويؤكد علي محمد الدخيل، وهو من سكان صفوى، صعوبة الحياة بسبب عدم عودة الأسواق المتنقلة “لا يستطيع الكثير منا فتح متجر إلكتروني لجهلنا بهذه التقنية، ونحن نقف في مناطق الأسواق لمدة ثلاثة ساعات فقط طلباً للرزق، ولا نسبب إزعاجاً للأهالي الذين يرفضون وجود الأسواق بالقرب منهم”، مضيفاً “دعمت الجمعيات الخيرية بعض الباعة في البداية بمبلغ 1000 ريال شهرياً، وعندما نستمع لشكوى من يصل راتبه إلى 15 ألف ريال من كثرة المسؤوليات، فماذا نقول نحن؟”. واختتم حديثه قائلاً “نعلم أن حكومتنا لن تُقصر معنا، ونعرف تماماً بإنها ستجد حلاً لنا”.

أما أحمد المسقلب فيخشى عدم عودة الأسواق قريباً، ويقول “أفكر كثيراً كيف أدبر أموري إن لم تعد الأسواق للعمل من جديد، وماذا سيفعل زملائي أيضاً؟ ولا أجد حلاً سوى عودة هذه الأسواق للعمل من جديد، فنحن نعتمد في دخلنا على هذه الأسواق.

 

رؤية البضائع

وحاول هاني عبدالله آل حميد إيجاد حل للمشكلة، فاتجه لفتح حساب خاص له عل تطبيق انستغرام، ويقول “لم أنجح في هذه الخطوة، لحاجة الزبون رؤية البضاعة قبل شرائها لتقييم الخامات الداخلة في صناعتها”.

ويُكمل “إذا ما عدنا إلى الأسواق، سنكون عند حسن الظن بنا، وسنلتزم بكل الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا”، مضيفاً “أسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والكادر الصحي، فالجميع بذل جهداً في مقاومة الجائحة”.

سد الاحتياجات

ويعمل علي حسن الكعيبي في السوق منذ سنوات طويلة. ويقول “درست في الجامعة، وحصلت على مؤهل ودورات تدريبية كثيرة”.

وأضاف “عندما أغلق السوق أبوابه، اتجهت للعمل في أحد المطاعم، لسد احتياجات أسرتي، ولكن في الوقت نفسه لن أتردد في العودة إلى  السوق إذا ما عاد للعمل من جديد، لأنه دخله يفوق دخلي من المطعم”.

إعادة النظر

ويقول رضا آل جواد “عمري اليوم يتجاوز الـ40 سنة، وبدأت العمل في السوق المتنقلة منذ 22 سنة، ومع قرار حظر التجول وإغلاق الأسواق، اتجهت للعمل في توصيل الطلبات للمنازل، حتى أوفر لأسرتي احتياجاتهم في تلك الفترة، فلدي خمسة أطفال، وآمل أن تعود الأسواق المتنقلة للعمل من جديد”. ويتفق أحمد العبدالعال مع آل جواد في الرأي، ويطالب بإعادة النظر في قرار منع الأسواق المتنقلة، ويثق في إيجاد حل منصف ونظامي.

ترتيب العودة

ويعيل رضا حسن القديحي 8 أفراد، منهم 5 أبناء عاطلين عن العمل، ويعتمد على السوق كمصدر دخل آخر نظراً لضعف راتبه. ويقول “آمل من الجهات المختصة ترتيب العودة، وسنكون حذرين ونلتزم كامل الإحترازات المطلوبة للحد من انتشار فيروس كورونا”.

ويؤكد حبيب أبو عبدالله “نحن مجموعة كبيرة من باعة الأسواق المتنقلة، البعض منا تجاوز الـ40 عاماً، ولا نملك مهناً أخرى غير البيع في هذه الأسواق”. ويتابع “بينما سمحت الحكومة باستئناف جميع الأنشطة، لم تعد أسواقنا أسوة ببقية الأسواق الأخري، فقد منعتنا البلدية بالرغم من ارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والتزام التباعد”.

قرار العودة

ويضيف فاضل الزاهر “باعة الأسواق المتجولة من أكبر المتضررين، بالمقارنة مع بقية الأسواق، فهي التي استمر منعها من البلدية على الرغم من قرار عودة جميع الأنشطة، فمن الصعب علينا ترك هذه الأسواق، وإن حديث سنبقى بلا عمل”.

ويقول وائل علوي الجراش “استأنفت الأسواق ببقية المناطق عملها مثل سوق الحريم في الدمام، أما نحن، فمازال السواق مغلقاً”، مضيفاً “تجمع الزبائن لدينا أقل من تجمعهم في السوبر ماركت”.

متقاعدون يرتزقون

وضمت هذه الأسواق باعة من فئة المتقاعدين الذين سعوا إلى زيادة دخلهم. ويذكر طاهر أحمد البراهيم “أنا متقاعد، ولصعوبة المعيشة، لجأت للبسطات منذ خمس سنوات، خاصة أن راتبي التقاعدي لا يكفي حاجتي وحاجة أسرتي، فأنا أنفق على بيتين ولدي زوجتان، وتأثر دخلي منذ إغلاق السوق مع بداية الجائحة”.  متقاعد آخر يدعى محمد علي آل خريدة، يقول: “لدي أسرة كبيرة العدد، راتبي 2330 ريالاً، وهو لا يكفينا، فكانت البسطة توفر لي دخلاً إضافياً لي منذ 30 سنة”.

البلدية ترد:

من جهتها، وأرجعت بلدية محافظة القطيف استمرار إغلاق الأسواق المتنقلة في المحافظة إلى 3 أسباب. وقالت على لسان عبد الباري الدخيل “أول هذه الأسباب وجود منع من قبل الجهات العليا، لم يُرفع حتى الآن، والثاني لمخالفة هذه الأسواق الأنظمة، لأنها غير نظامية وغير مصرح بها، أما السبب الثالث فيتثمل في عدم وجود الاحترازات الوقائية الكافية داخل هذه الأسوق للحد انتشار فيروس كورونا، وهناك شكوى من المواطنين أصحاب البيوت المجاورة لهذه الأسواق، يطالبون بوقفها، بسبب وجودها بالقرب من منازلهم”.

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×