الممرضة يقين الرواغة صارعت “كورونا” وأبعدته عن جنينها بالصبر والمعنويات مرتفعة أكدت أن الوباء لا يعرف الرحمة ولا يفرق بين ضحاياه
سيهات: شذى المرزوق
كانت ممرضة الطوارئ يقين إبراهيم الرواغة حاملاً في شهرها الثامن، عندما تلقت خبر إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما سبب لها انهياراً تاماً، خوفاً على سلامة الجنين الذي لم يُبصر النور بعد، وعلى طفلتها ذات الأعوام السبعة.
تقول يقين، الحاصلة على بكالوريوس تمريض، “لم أتوقع أن أكون مصابة بالفيروس، رغم أنني أقابل العديد من المصابين يومياً، فأنا أتخذ كل الإجراءات الاحترازية أثناء العمل لتلافي الإصابة بالوباء، خاصة أنني حامل في الأسابيع الأخيرة، ولدي أسرة تضم طفلة صغيرة”.
قانون الرحمة
تكمل يقين “هذا الفيروس لا يخضع لقانون الرحمة، فهو لم يرحم كبيراً ولم يتجاوز صغيراً، ويستهدف الجميع، مع اختلاف الأعمار، وهذا بحد ذاته كان مصدر قلقي الدائم، من احتمالية انتقال العدوى لكل أفراد عائلتي بمن فيهم جنيني الصغير، إلا أنني تمسكت بالصبر والمعنويات المرتفعة حتى تجاوزت الأزمة بسلام”.
تسترجع يقين بدايات ظهور الأعراض لديها “في الثامن من شهر يونيو الماضي، أصابتني الكحة، وشعرت بضيق خفيف في التنفس، ولم أطيق صبراً للانتظار أكثر، فأسرعت لعمل المسحة التي أثبتت إصابتي بالفيروس”.
تطورت الأعراض
تتابع “بعد يومين تطورت الأعراض بظهور ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع أرهقني، مع فقدان حاستي الشم والتذوق، هذا عدا الإسهال”.
تضيف “بمرور 3 أيام من مرحلة الحجر، حيث كنت تحت عناية واهتمام زوجي، هاجمني الفيروس بضراوة، وبدأت الأعراض في الازدياد، وأكدت نتيجة الفحص إصابتي بالفيروس، ما دفعني إلى الدخول في فترة حجر دامت 14 يوماً”.
فترة الحجر
تكمل يقين الرواغة قصتها “بعد مرور فترة الحجر، رفض الفيروس أن يدعني بسلام، وظهرت نتيجة المسحة الثانية بعد الحجر ايجابية، وأكملت فترة حجر أطول وصلت إلى 3 أسابيع، فضيتها في معاناة كبيرة، خاصة مع طفلة صغيرة يصعب علي اقناعها بعدم الاقتراب مني، فكانت تعود لي برسوماتها وأسئلتها الطفولية التي لا تنتهي، وأحاديثها المستمرة، ما بين لحظة وأخرى، ومن رحمة الله، أنها لم تُصب، وبقيت سليمة حتى نهاية رحلة العلاج”.
وعن فترة الحجر تذكر “استخدمت جهازاً صغيراً لمعرفة مستوى الأوكسجين المتشبع بالدم طوال هذه الفترة، ولله الحمد تجاوزنا هذه المرحلة بخير، بفضل دعم زوجي لي، ومواساته، ومشاركتنا معاً هذه المواجهه ضد الفيروس حتى الشفاء منه”.
الاجتهادات الشخصية
يعثت يقين برسالتها للمجتمع، داعية إلى ضرورة “التزام الإجراءات الوقائية، من تباعد ولبس الكمامات”، مشددة على أهمية العامل النفسي لتخطي فترة الإصابة”، مؤكدة ضرورة استقاء المعلومات الصحية من مصدرها وعدم العمل بأي توصيات أو نصائح يغلب عليها طابع الاجتهادات الشخصية.