أمين العالي بكى طويلاً حين أصابته “كورونا” خوفاً على أمه.. ثم بدأ بالصفير لا يعرف كيف التقط الفيروس ولكنه نقل العدوى لجميع أفراد اسرته إلا ابنه
صفوى: أمل سعيد
كان يحول اليوم الدراسي إلى وقت من المتعة والدهشة معاً، تتابعه عيون الصغار وهو يتغنى بالحروف الهجائية أو بجداول الضرب، طبيعته المرحة ومزاجه الهادىء لم يتغيرا حتى وهو يواجه عدواً بشراسة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19).
أمين العالي، مدرس الصفوف الدنيا في مدرسة ضرار بن الأزور، بصفوى، أصيب بـ”كورونا”، لكنه لا يعلم يقيناً من أين؟ وكيف؟، يقول العالي “منذ بداية الأزمة وأنا ألتزم منزلي حتى قبل فرضه رسمياً، لا أخرج منه إلا مضطراً، أمي الغالية؛ حرمت نفسي من حنانها المباشر، حرصاً على سلامتها، واكتفيت بالمهاتفة اليومية”
لكن الفيروس “عدو خفي يترصد بضحاياه من حيث لا تحتسب، ويتسرب مع الهواء الذي تتنفس” بحسب العالي.
البداية التي أعرف
يحكي العالي بداية مشوار “كورونا” كما يتوقعه “اتصلت الوالدة طالبة دواء لها من الصيدلية، وخشيت أن تحزن لو توانيت في تنفيذ طلبها. خرجت واشتريت الدواء متسلحاً بكل الاحترازات الممكنة؛ الكمامة والتباعد، وعدم لمس الأشياء؛ حتى أني فتحت باب منزل أمي دون لمسه بيدي، سلمت ورحبت من بعيد، وضعت الدواء وأوصيت العاملة المنزلية أن ترمي الكيس الذي لمسته، وتعطي الدواء لأمي، ودعتها وذهبت للبيت”
كان ذلك قبل أن تظهر عليه أي أعراض تشير إلى الإصابة، ويكمل العالي “شعرت بالتعب والإنهاك غير المبرر في كل جسدي، نمت في الصالة مجهداً، ثم اعتزلت أهلي احتياطاً، وتناولت خافض الحرارة ليلاً بعد ارتفاعها، ومع أنني ليلتها شعرت بالاختناق؛ إلا أني حسبتها انفلونزا عادية، واكتفيت بخافض الحرارة لثلاثة أيام”.
ومع استمرار ارتفاع درجة الحرارة، التي قاربت الـ 40، قرر العالي الذهاب للمستشفى وعمل فحص “كورونا”، وهكذا كان.
يقول العالي “بدأت أشعر بالاختناق أكثر، فكنت أشرب الماء وآخذ نفساً عميقاً بعده لأفك الخنقة، وفي الرابع من يونيو وردني اتصال من وزارة الصحة لجرد المخالطين، وحين أخبروني بدأ جسمي يرتعش، بكيت كثيراً خشية على أمي، راجياً من الله أن يحفظها، ثم تنفست عميقاً واستغفرت ربي راضياً بقضائه، إذ لا أعلم كيف التقطني هذا الفيروس، ولا كيف التقطته”.
يذكر العالي أنه حين وصلته رسالة وزارة الصحة التي تؤكد إصابته، بدأ بالصفير، وكما كان يفعل مع طلبته الصغار، راح يردد الألحان، منشداً تارة ومغنياً أخرى، إلى أن هدأت نفسه واستقرت.
عائلتي الصغيرة بين يدي كورونا
لم تكد تخف وطأة المرض على العالي إلا وتلقى خبر إصابة زوجته، ثم العاملة المنزلية، ثم ابنتيه فاطمة وزينب. أصيبت العائلة كلها سوى ولده الذي سلم من قبضة “كورونا” مع أنه محاط بالمصابين.
عندها كسر العالي عزلته، وخرج من غرفته ليكون مع أفراد أسرته، يصبرهم حيناً ويصبرونه أخرى.
كان ظهور الأعراض وشدتها متفاوتاً بين أفراد العائلة، وكان للعالي النصيب الأوفر من الألم والمعاناة، خاصة شعوره المتكرر بالاختناق، وأنه بحاجة إلى مزيد من الهواء، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار شراء أنبوبة أوكسجين، يقول “ذات يوم قاس، وكنت محتاجاً لأنفاس أوكسجينية أقوى، اتصلت بإحدى الصيدليات؛ وسألت الصيدلي إذا كان يتوفر لديهم الأوكسجين، وبكم؟ أجابني: نعم، وسعره 15 ريالاً فقط، فقلت له متعجباً من انخفاض السعر: هل ستجلبون لي جهاز الأوكسجين أتنفس منه على الباب وتأخذونه معكم؟! عندها فهم الصيدلاني ما أعنيه، وضحك على سوء الفهم، وأجابني بأنه كان يقصد مُظهّر صبغة الشعر، وأردف إن طلبي في المستشفى”.
تزجية الوقت
كما كل الأوقات المؤلمة والحزينة؛ كان وقت العزل يمر بطيئاً جداً وثقيلاً على العالي وعائلته، وكان لا بد من استثمار ولو جزء منه فيما يخفف من ثقله، وحول هذا يضيف “أشعر أحياناً بالوهن، فأتلو بعض الآيات التي كان لها دوراً كبيراً في تحسين نفسيتي وامدادي بالقوة، وأحياناً أتناول بعض الكتب الإلكترونية، وفعلاً كان ذلك يساعد في قطع بعض الوقت”.
أحبتنا نحن معكم
“في فترة إصابتي وإصابة أسرتي لم يكن بمقدورنا توفير احتياجاتنا، لكن أحباؤنا لم يقصروا في ذلك، فكان الدواء يحضر ساعة طلبه، ومؤونة البيت تتوفر بانتظام، وكان لسان حالهم يقول: نحن معكم، حتى وإن حالت بيننا الأبواب المغلقة، فلهم مني كل الحب والشكر والامتنان”.
المحطة الأخيرة
لم تكن الرحلة هينة على العالي وأفراد أسرته، لكنهم قضوها معاً، يقول “حرصت وعائلتي على بعض العادات الصحية التي ترفع من مقاومتنا، أتعبتنا كورونا، لكننا تغلبنا عليها أخيراً، والحمد لله ها نحن اليوم في أتم الصحة والعافية”، مضيفاً “لي كلمة أخيرة لمجتمعي وأحبتي وأهلي: الدواء قادم بحول الله، وإلى أن يحين ذلك علينا بالدعاء المتواصل لبعضنا، وارتداء الإيجابية التي تعين الجسم على مقاومة هذا الداء وأشباهه، ولنبتعد قدر الإمكان عن الأخبار السلبية التي تضيف داءها على دائنا.. والاحتراز قدر الإمكان، وليحفظكم الله من كل مكروه”.
الحمد لله على السلامة يالغالي وحمدا لله على سلامة العائلة الكريمة والله يمن على مرضى المؤمنين والمؤمنات بالصحة والعافية بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العالمين عَلَى سلامتكم ولا أراكم الله مكروه والمؤمن مبتلى
الحمد للله على السلامة ايها المربي الفاضل وحفظكم الله من كل مكروه تحياتي لك وللعائلة الكريمة
الحمد لله على السلامة استاذنا الطيب وابعد الله عنا وعنكم كل مكروه ،، ايمانك هو عنوانك يالغالي ،، عودا حميدا لك ولكل العائلة الكريمة .
الحمد الله على سلامتكم وأدام الله عليكم ثياب العافية وحماكم من كل مكروه بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ??
الحمد لله على سلامتك استاذي الغالي وحفظ اهلك من كل سوء ببركة الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ?