الصحيح يواجه المزيد من الردود.. أحمد الخميس: إلى فارس العِشقِ المُجنَّح
أحمد الخميس
إلى عازف الشِّعر الذي أطربني وأدهشني بمعزوفته الرائعة (آية البحر القديمة).. إلى فارس العِشقِ المُجنَّح
إلى الكبير جاسم الصحيح.
الشِّعرُ عندك دِيمَـةٌ وقطُوفُ
ونَدَى المَجاز متى هَطَلتَ كثيفُ
ياصَاحِبي أَطربتني بقَصِيدةٍ
فطَفِقتُ أرقصُ حولهـا وأطُوفُ
أيقظتَ غافيَـةَ القَصِيد فخلتني
أشدُو بلحنكَ والظِّلالُ دُفوفُ
مُذ قُلتَ: إنَّكَ بالقطيفُ مُتيَّمٌ
والشِّعرُ حتَّى لو مَجُنتَ عفِيفُ
وأنا أخَالكَ في القصِيدةِ صَادِقاً
حيثُ المُتَيَّمُ في الغَـرامِ رَهِيفُ
يا أيها البحَّـارُ إنَّكَ مَاهِـرٌ
أتَخافُ أنيَتلعثمَ التَّجدِيفُ؟
بُحْ بالغَـرامِ ولا تَكنْ مُتَكتِمَاً
يا فارساً أقدم.. أأنت ضعيف؟!
ماكان طرفـةُ بالهَوى مُتَكتِمَـاً
حتى يُظَنُّ بأنَّـهُ مَكتُـوفُ!
قد جِئتَ تَهمسُ للرِّمَـال، وباسمهـا
لكنَّ همسُكَ بالرَّجَـا مَحفوفُ!
هيَ ما عشِقتَ مِن الجَمال وربَّما
عن وَصفِ عِشْقٍ يَعجزُ التَّوصِيفُ
هي قِصَّةُ التَّاريخ مُنذُ بزوغِـهِ
أحساءُ تكتـبُ سِفرَهُ وقَطِيـفُ
سِفـرٌ من المَجد المُؤثَّـلِ باذِخٌ
لا الدَّهرُ يَطمُسهُ ولا التَّحريفُ
أُختَـانِ مِن ألَقِ الوَلاءِ وطُهـرهِ
حيث الحضَارةُ نبعهـا المَعروفُ
الخَطُّ والأحساءُ قلبٌ واحِدٌ
مَن قال أنَّ مآله التّنصِيف؟
كيتوسُ مازالت تَمُـدُّ ظِلالهـا
ولها المَراكبُ في الخليج صُفوفُ
نهَّـامُها في البحرِ يَصدحُ صوتـهُ
وصَدَاهُ في (يَامَالـهِ) معزوفُ
هي آيَـةٌ للبحرِ مِن أمواجِـهِ
تُتلَى فيَنبعِثُ الهَوى ويَطوفُ
مِن مَطلعِ الخفجيّ حتى ضِفَّـةُ
البحرين ظِلٌّ وارِفٌ وحَفِيفُ
هِـيَ مَوطنٌ للحُبِّ قد وسِعَ المَدَى
هِـيَ للعِدَاةِ صَوارِمٌ وحتُـوفُ
هِـيَ للكرامَـةِ رايَـةٌ خفَّاقَـةٌ
هِـيَ للعروبـةِ جَحفلٌ وسيُوفُ
ماذا أقولُ وقد سَكبتَ مِن الهَوى
أقداحَ عِشقٍ ماعَسايَ أُضِيفُ؟
يا صَاحِبي شُكراً وألفُ تَحيَّـةٍ
مُذ جِئتَ تهمسُ للرِّمَـال: قَطِيفُ
ومعزوفة الرد تطرب قارئيها ..
رائعة كقلمك الغدق بجماله