التويجري بأفكار “جريئة” يرفع حظوظ المملكة في قيادة منظمة التجارة العالمية عرض رؤيته وبرامجه لتطوير المنظمة وتخليصها من أزماتها وبيروقراطيتها
القطيف: صُبرة
بثقة وثبات، وقف مرشح المملكة لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية محمد مزيد التويجري أمام وسائل الإعلام العالمية في جنيف، عارضاً رؤيته وبرامجه لتطوير المنظمة، وسبل تخليصها من أزماتها وبيروقراطيتها، معلناً أن لديه “حلولاً ناجعة” لكل مشكلة.
التويجري الذي يتكئ على خبرات علمية وعملية، منذ حصوله على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود عام 1998، بدت أفكاره وأطروحاته بمثابة “خارطة طريق” لتفعيل دور المنظمة الدولية، وسعى ليبدو في حديثه مقنعاً ومنطقياً وواقعياً، خاصة عندما أكد الحاجة إلى دراسة الوضع الحالي للمنظمة بشكل دقيق لمعرفة جذور التحديات، ووضع سيناريوهات متعددة للحلول، مع الاعتماد على آلية للحوكمة ومتابعة الأداء من خلال مؤشرات قياس واضحة، والعمل على إعادة الثقة في المنظمة.
حظوظ كبيرة
تبدو حظوظ التويجري في تولي المنصب كبيرة، عندما يواجه يوم الأربعاء المقبل 7 مرشحين، يتنافسمعهم على المنصب ذاته، يمتلك كل منهم سيرة ذاتية لا يُستهان بها، بيد ان التويجري يتفوق عليهم برؤيته وأفكاره الجريئة، النابعة من خبرات تفوق ربع قرن، تنقل خلالها الرجل بين عدد من المناصب القيادية التي أهَّلته للترشح لشغل هذا المنصب.
فالتويجري وزير سابق للاقتصاد والتخطيط، إلى جانب عضويته في مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية من العام 2017 إلى 2020، وقبل هذا تولى منصب نائب وزير الاقتصاد والتخطيط، والأمين العام للجنة المالية في الديوان الملكي، ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، ورئاسة برنامج التحول الوطني، وتأسيس شراكات استراتيجية في عدة دول.
يضاف إلى هذا وذاك، الدعم الذي سيجده التويجري كونه مرشحاً من المملكة العربية السعودية، المصدِّر الأكبر للطاقة في العالم، وهي أيضاً عضو مجموعة العشرين الاقتصادية، والرئيس الحالي للمجموعة.
منهجية تفاوض
جرأة التويجري في طرح رؤيته، جعلته يؤكد على الملأ أن من أبرز التحديات التي تواجه منظمة التجارة العالمية غياب القيادة والإدارة الفعالة، ما يحتم على الجميع الانخراط في العمل المستمر والمكثف مع الأعضاء جميعاً في جميع الملفات الحالية والمستقبلية، مع ضرورة تبني منهجية تفاوض أكثر حيوية وفاعلية للتغلب على جميع التحديات التي تواجهها المنظمة.
وكان التويجري أكثر واقعية، عندما دعا في مشوار الإصلاح، إلى التركيز على “النجاحات” وليس على “الخلافات”. وقال إنه يتطلع إلى قيادة المنظمة وتنفيذ إصلاحات بتوافق جميع الأعضاء، في إشارة إلى قدرته على وقف الحروب الاقتصادية بين الدول الكبرى، عبر تعزيز التفاهمات بينها حول الملفات الخلافية.
ولم تغفل رؤية التويجري أهمية تمكين النساء في المناصب القيادية في المنظمة. وتعهد أن يكون للمرأة دوراً محورياً في تطوير المنظمة ودعمها في التغلب على التحديات الحالية، ولكن الأهم ـ من وجهة نظره ـ هو اختيار من هو أنسب لمستقبل المنظمة.
اشادات وتوقعات
ترشيح التويجري لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، كان محل اهتمام شخصيات سعودية بارزة، رأت أن المملكة تقترب من قيادة العالم اقتصادياً، من خلال هذه المنظمة، فضلاً عن رئاستها الحالية لاجتماعات مجموعة العشرين.
ورأى وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح أن التويجري “يتمتع بخبرات طويلة ومتميزة تؤهله لتولي هذا المنصب”، واصفاً ترشيح المملكة له بأنه “خطوة مهمة نحو مواجهة التحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي بسبب تصاعد الخلافات التجارية مؤخراً، التي تفاقمت مع تداعيات جائحة كورونا”.
وامتدح وزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد الجدعان، “المسيرة الوطنية الحافلة والخبرات الدولية” للتويجري “هو خيرُ ممثل للمملكة في هذا المحفل الدولي، فقد تقلد عدة مناصب مهمة في مختلف القطاعات الحكومية، بما فيها منصب وزير الاقتصاد والتخطيط”.
إشادة أخرى تلقاها التويجري من القائم بالأعمال بالإنابة لوفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور خالد منزلاوي، قائلاً إن “التويجري يتمتع بسيرة ذاتية غنية، وخبرة اقتصادية ومالية واسعة من خلال تقلده العديد من المناصب في القطاعين الحكومي والخاص”، منوهاً بأهمية “تولي شخصية عربية لهذا المنصب المهم، لما يشكله العالم العربي من ثقل اقتصادي كبير وموقع جغرافي مهم يربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا”.