بعد الشماسي.. مالك فتيل يبتسم للصحيح: نخلة القطيف تُحيّيك
مالك فتيل
مـــا كــنـتُ عــن ردِّ الـجـميل بـعـاجزٍ
أبـــداً، وما أنـــا في الـثـنـــــاءِ أنــوْفُ
لـــم أدّخـــر شُــكـراً لأهـــلِ صـنـيـعةٍ
إنَّ الـتـعـفُّفَ فـــي الـجـــمـيلِ مَـحـيْفُ
“فَـلْيُسعِدِ الـنُطقُ” الـرجالَ إذا بــــــدا
أنَّ الـــمــقــالَ لـــقــدرهــا مـــزفــوفُ (1)
لـكـنَّ “شُـكـراً” فــي مـقـامك وُرطـــةٌ
مــــا قــدَّهــا الـتـعـجـيلُ والـتـســويفُ
محشــــورةٌ في الصـدرِ يكظمُها الحشا
ويــخـافُ أن يُـزري بــهـا الـتـوصـيفُ
* * *
يـــا شـاعـراً أهــدى الـفـضاءَ نـجـومَهُ
فــتــلأْلأت فــــي صـفـحـتـيهِ حـــروفُ
شــعَّـتْ عــلـى لُــغـةٍ فــجـدَّ ربـيـــــعُها
الــــــوردُ أنْـــــدى والــنــبـاتُ رفـيــفُ
وهـَطلتَ تَـروي مـن نـداك عِــــــطاشها
الــفــكـرُ يــرعــى والــخـيـالُ يــطــوفُ
مــا هــالَ شِـعـرَكَ والـحيــــــاةُ شـحيحةٌ
أنَّ الـتـبـصّـرَ فـــي الـشـعـــورِ كـفـيـفُ
كـالسُحبِ تُـنعِمُ مـن عُـصارةِ روحِــــــها
لــــــم يُــثــنـهـا أنَّ الــعــطـاءَ نـــزيــفُ
* * *
أهــديـتـهـا خـــيــلَ الــكــلامِ ومــالَــــــهُ
-فــضــلاً- وأنــــت لـمـثـلـها مــعــروفُ (2)
أشــبـعـتَ فــيـهـا كِـبـرَهـا وغُــــرورَهـا
وتـقــــــــــولُها: “مــاذا عـسـايَ أُضِـيـفُ؟!” (3)
سِـحـراً أضـفـتَ ولـيـسَ يُـعرفُ ســـــرَّهُ
مـــن يَــرقـبُ الـعـطَّارَ حـيـن يَــــــدوفُ؟
كـنـتَ الـقــــــريبَ إلــى نـفـــوسِ مـدينةٍ
تـــرضــاك مــنــهـا نــخـــلـةٌ وسُــقــوفُ
فــلأنـت إذ نــاديـتَ كُــنـتَ بـسـوحــــــها
ولأنــتَ أقــــــــربُ إذ هـَمَـستَ: قـطـيفُ
———————-
(1)، (2) تضمين من بيت المتنبي:
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
(3) تضمين من بيت الصحيح:
يـــا آيـــةَ الـبـحـرِ الــتـي صَــدَحَـتْ بـهـا
أمــواجُــهُ.. مــــاذا عــسـايَ أُضِــيـفُ؟!