محمد العوامي.. مهندس طائرات يحلم بالتقاط صورة جوية تجمع نخيل القطيف وضبابها انطلق من "قارب بحر".. وأدخل الرعب في قلب امرأة هندية

القطيف: ليلى العوامي

تتحدث الصور التي يلتقطها محمد زكي علي العوامي عن نفسها، وتؤكد بأن صاحبها فنان بالفطرة، يدرك جيداً اللحظة المناسبة والزواية النموذجية لالتقاط صورة تعيش في الذاكرة سنوات وسنوات.

العوامي، الذي درس هندسة صيانة الطائرات ما بين السعودية والمملكة المتحدة، من مواليد محافظة القطيف عام 1980، ولم يثنه عمله في صيانة الطائرات بأن يكون مصوراً فوتوغرافياً بدرجة “مبدع”، ترافقه الكاميراً أينما حل، ليرسم بها أجمل الصور، ويصطاد اللقطات أينما كانت.

يعشق العوامي القطيف، ويرى أنها “من أجمل محافظات المملكة”، ولذلك يردد دائماً “لو اُتيح تصوير القطيف، ستكون صورة جوية لنخيلها وضبابها معاً”.

 

أول لقطة

يتذكر العوامي قصص الطفولة التي جعلته يعشق التصوير الفوتوغرافي “أحببت التصوير في سن مبكرة، واقتنيت أول كاميرا حين كان عمري 14 عاماً، لكن الهواية تطورت عام 2008 باقتناء أول كاميرا احترافية، وأول لقطة كانت لقارب بحر، أثناء إحدى السفرات العائلية لماليزيا عام 1994، وكان مع جدي السيد حسين السيد حسن العوامي ـ رحمة الله ـ”.

ويؤكد العوامي أن لعائلته دوراً كبيراً في تشجيعه عندما استشعروا موهبته في التصوير، يقول “حينما يرى الوالدان حب أبنائهما لشيء ما، ويستطيعان تحفيزهم، فلا يتأخران أبداً، وهذا ما حصل معي، فقد أهداني الوالد أول كاميرا، وكانت بسيطة، لكن بها ميزة، وهي أنها ضد الماء”.

يضيف “أقتني الآن الكثير من الكاميرات، لكن الأساسية عندي هي ثلاث كاميرات، ورغم ذلك، لا أنسى أبداً كاميرا الوالد، لأنها المحفز الأول للاستمرار في هذا المجال”، متابعاً “لا أنسى أيضاً البدايات، فكل لقطة كنت أخذها أعتبرها من أغلى اللقطات، لما تحمله من معان ومحفزات تعزز البداية، وتؤسس لنجاحات في المستقبل”.

رحلات السفر

يستثمر العوامي رحلات السفر في التقاط أجمل الصور “معظم الصور الي التقطها، تكون في السفر أو في الطبيعة، فأنا أمزج بين المغامرة والسفر وبين التصوير الفوتوغرافي؛ لهذا السبب معظم صوري تحمل ذكريات جميلة، ولكن رغم كثرة سفرياتي ومغامراتي، تبقى صور مدينتي القطيف العزيزه على قلبي”.

آلاف الصور

خلال 26 عاماً، أمسك فيها العوامي الكاميرا هاوياً ومحترفاً، أنتج  آلاف الصور “منذ العام 1994 حتى اليوم، وأنا أمارس التصوير، والتقطت آلاف الصور كباقي زملائي المصورين، أعرض حالياً أكثر من ٢٠٠ صورة على حساباتي في مواقع  التواصل الاجتماعي وموقعي الشخصي”.

يقول العوامي “كنت ضمن فريق عمل همسات ضوئية، وأشارك سنوياً ضمن معارضها، وشاركت في معرض بهانس العالمي مرتين، ولي مشاركة واحدة مع جماعة التصوير الضوئي في القطيف، كما شاركت في بعض المسابقات الدولية في بداياتي”.

جبال الهملايا

لا ينسى العوامي موقفاً حدث له، أثناء زيارته جبال الهملايا “في إحدى مغامرتي هناك، وتحديداً في شمال الهند، ذهبنا وسط الجبال، في مناطق نائية جداً، ما أتاح لنا فرصة المبيت تلك الليلة هناك، وفي الصباح الباكر، ذهبت لتصوير المنطقة بعدستي الكبيرة الحجم، التي أدخلت الرعب على قلب سيدة من إحدى القبائل التي تسكن المنطقة، عندما اعتقدت اني أحمل سلاحاً موجها إليها، بينما كنت أرغب في تصويرها، وهي ترعي الاغنام”.

كل الصور عزيزة

يعتز العوامي بجميع صوره ولقطاته بلا استثناء “المصور لا يمكن أن يحدد صورة معينة ليعتز بها، فجميع ما يلتقطه هو بحد ذاته يحمل قيمة لديه”. ويتابع “اعتزازي يتساوى في جميع أعمالي، ويشجعني على مواصلة هوايتي، وأرى أن المصور الناجح هو الذي يعمل لإرضاء نفسه، وليس الآخرين”.

الرسام والمصور

يوضح العوامي الفارق بين المصور والرسام “المصور يذهب ليبحث عن اللقطة، أمَّا الرسام في أغلب الأحيان يرسم من مخزونة الفني والفكري”.

وتأثر العوامي بعدد من المصورين من محترفي تصوير الاند سكيب في مقدمتهم الاسطورة Ansel Adams ويقول: “في بدايتي، لم أعرف الكثيرين من مشاهير فن التصوير، ولكن مع مرور الوقت، عرفت الكثير منهم، وعرفت المزايا التي يتمتع بها كل منهم عن الآخرين”.

 

‫5 تعليقات

  1. الفنان العزيز صاحب الابتسامة الجميلة التي لها اثر واضح على اعماله و لقطاته حيث تتجلى بها الحياة بسبب انعاكس ابتسامته. محمد صاحب اخلاق جميلة و رائعة و دائما متفائل مما لا شك في ان هذا ساعده الابداع خاصة بان التقاطه يصبح من القلب. ليس هذا فقط، فمن شاهد مونتاجاته أيضا عرف بان لها طعما خاص. سعيدون بك و إلى الأمام أنت و امثالك المبدعين من أبناء و بنات الوطن.

  2. الصديق الفنان المبدع محمد زكي قامة فنية كبيرة وانسان اروع…يحب القطيف ويحب توثيق جمالها وقد ابدع في ذلك مرارا…تشرفت ان يكون معنا ضمن طاقم همسات ضوئية وقد اضاف لنا الكثير خصوصا انه يحب كثيرا الخروج عن النمطية واضافة افكار جديدة للحدث..اتمنى له كل التوفيق

  3. فخورين فيك ايها الفنان المبدع محمد فجميع صورك فيها نفحة من الجمال وحزمة من المشاعر الصافية المترجمة بالضوء.
    اتمنى ان تحقق جميع احلامك وتضع القطيف على خريطة الفن الفوتوغرافي العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×