غربة فيتنام “الإجبارية” أعادت كمال المعلم إلى الخط.. والخاتمة آية الكرسي رسمها على جدران مسجد في "هانوي"

القطيف: صُبرة

لم يستقبل الكثيرون من المسافرين حول العالم خبر إغلاق الدول لمطاراتها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد بصدر رحب، بل كان القلق وأحيانًا الغضب سائدًا خاصةً مع طول فترة الانتظار والإغلاق.
مشاعر قد تكون انتابت بالفعل الفنان التشكيلي السعودي كمال المعلم الذي اضطر إلى المكوث في فيتنام دون مصير محدد، لكن الفارق أنه أبى أن يرحل دون أن يترك أثرًا لن يذكّره فقط بأشهر الغربة الإجبارية بل سيبقى أثرًا له وللفن السعودي كما هي عادته في تاريخه الفني الطويل. فالخطط وإن اختلفت، تبقى روح الفن هي الملهمة.
كانت “الخطة” أن يشارك المعلم في أحد المعارض الفنية المقامة في فيتنام، ومع الإغلاق وإبلاغه بالمكوث هناك لحين فتح الطيران من جديد، صارت خطته أن يخط آية الكرسي في مسجد النور الواقع في العاصمة “هانوي”.
وبخط “جلي الديواني”، أنهى المعلم، أمس (الاثنين)، لوحته الجديدة، التي تكفل بكل مصاريفها “لوجه الله تعالى” على حد قوله. يضيف: “كان من المقرر أن أضيف إليها بعض الآيات وأبيات من الشعر الذي يمدح الرسول مثل:

بلغ العلى بكماله

كشف الدجى بجماله

حَسُنت جميع خصالهِ

صلوا عليه وآله

ولكن بسبب توجيهات سفارة خادم الحرمين الشريفين في هانوي بالعودة إلى الوطن الغالي اكتفيت بآية الكرسي”.
يعود المعلم، لكنه يقرر أن تتضمن زيارته الجديدة إلى فيتنام بحثًا عن المساجد في مدن وقرى المسلمين لمزيد من خط الآيات على جدرانها.
قد تكون الجائحة خلفت مصائب بالفعل، إلا أنها في حالة المعلم فوائد للفن، فكان الإغلاق السبب في عودته إلى ممارسة الخط بعد توقف دام 30 عاماً، بعد آخر مرة خط فيها الآيات القرآنية على جدران “الحسينية الزينبية” في الحي السيهاتي المعروف بـ “الطابوق” بطلب من سيدة يحترمها كثيراً، هي أم جاسم السكيري.

ويمثل الخط أحد الفنون التي يتميز بها المعلم، ابن سيهات، الذي يطوف العالم مشاركًا في معارضه المستمرة؛ فهو معروف أيضًا بالرسم والنحت والكتابة المسرحية والشعر والعزف الموسيقي.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×