أمجد الرويس يُدوزن «كورونا» موسيقياً في «أشرس» معاركه منذ أسبوعين المُلحن الأسمر ذو القلب الأبيض أصيب بالفيروس ولكنه على وشك الشفاء منه
القطيف: ليلى العوامي
عرفت الأذن الموسيقية للمنطقة الشرقية عموماً، والقطيفية خصوصاً، أمجد الرويس منذ سنوات، فهذا الشاب «ذو البشرة السمراء والقلب الأبيض» كما يصفه أصدقاؤه، رفدها بأجمل الألحان وشنفها بأعذب الجُمل الموسيقية سواءً في «ثقب أوزوني»، أو «خارج السيطرة»، أو «دمعة براءة»، أو «محاكمة السيد X»، وغيرها الكثير من الأعمال الفنية والمسرحية.
للرويس ذو السنوات الـ39، وجه آخر فهو ممرض في أحد مستشفيات المنطقة، ويخوض حالياً آخر أيام معركة «شرسة» مع عدو خفي، قرر أن يُدوزنه موسيقياً لينتصر عليه، هو عدو لم يره، ولكنه يستشعر حضوره منذ حوالى أسبوعين؛ إنه فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19).
الإصابة بعد الحجر
يحكي أمجد لـ«صبرة» قصة إصابته بالفيروس التي بدأت بعد عودته إلى عمله، يقول «بعد أربعة أسابيع حجر على محافظة القطيف، عدت لعملي ممرضاً. رغم احترازنا ولكننا معرضون في نهاية المطاف للإصابة، والحمد لله على كل حال».
ويوضح أنه في يوم السبت 27 يونيو الماضي (6 ذو القعدة الجاري)، «شعرت بضيق شديد في النفس، وكنت أظن أن الأمر طبيعي، فأنا أساساً مصاب بالربو منذ أن كنت صغيراً، ظننت بأنني سأذهب للمستشفى، واخذ الأوكسجين كما يحصل كل مرة، وأعود للمنزل، اضطررت لأن أذهب للمستشفى، وكان ذلك ليلة الأحد من نفس اليوم، وكان الوقت منتصف الليل، استقبلوني وبعد أن رأوا حالتي أدخلوني مباشرة إلى غرفة الإسعاف، وتم وضع الاوكسجين عليَّ لمدة 30 دقيقة».
إنذار عارض
يستمر أمجد في سرد قصته مع الفيروس «انتهيت من الأوكسجين وشعرت بأنني في أفضل حال، وعدت للمنزل وكانت جميع أموري طبيعية، وفي صباح يوم الأحد جلست من نومي بخير وعافية، رغم التأخر ليلاً في النوم، أنهيت كل مهامي الصباحية بنشاط وهمة، وخرجت متوجهاً لعملي وصلت وبدأت ممارسة مهامي اليومية، وكنت أشعر براحة، والألم الذي شعرت به من ضيق في الليلة الماضية انتهى الحمد لله».
واكتشفت إصابتي
أثناء العمل؛ سأل أمجد الرويس عن أحد زملاءه حين افتقده، فقيل له إنه مصاب بـ«كوفيد-19» يقول «شعرت أن علي أخذ مسحة، للتأكد من سلامتي احترازاً، فهو زميلي. وظهرت النتيجة في نفس اليوم، كانت إيجابية للأسف، وفور أن سمعت النتيجة فكرت في والدتي حفظها الله، فتحدثت معها هاتفياً وطلبت منهم ومن بقية أفراد العائلة في المنزل أن يخلوه ويذهبوا إلى بيت جدي».
عزل الرويس نفسه في المنزل، ولكونه ممرضاً قام بعلاج نفسه بنفسه، إذ كان لديه أوكسجين في المنزل، وكان يشعر أيضاً بشد في العضلات والقدم اليسار، يقول «كنت أشعر بشفط مثل الكهرباء، وكنت أستخدم الفيتامينات، والحمد لله بقيت لدي أيام قليلة لتنتهي أيام العزل وينتهي كل شيء، والحمد لله بدأت صحتي تتحسن، وكفانا الله وإياكم شر هذا الفيروس ويطيل أعماركم جميعاً».
رسائل للمصابين والمتعافين.. وأمي
يوجه الرويس رسالة للأحبة المصابين والمتعافين «صديقي في الإصابة بهذا الفيروس؛ تغلب على الألم النفسي، فهو العلاج الأول قبل أي شيء، لا تخف من هذا فيروس؛ قوة مناعتك ستقضي عليه بإذن الله، أمَّا أنت أيها الحبيب المتعافي؛ فاهتم بصحتك وصحة عائلتك ومن حولك، فالالتزام ثم الالتزام بالإجراءات الوقائية التي لن تأخذ من وقتك الكثير: كمامة وغسل الأيدي بالماء والصابون، والتباعد ستكفيك بإذن الله هذا العناء الذي نشعر به نحن المصابون».
ولأمه يقول: «الكلمات لا تساعدني على إيصال كل ما في قلبي من كلمات، ولكن: الله يطول عمرك أيتها الغالية، دعاؤك لي أشعر به يلامس روحي كل ساعة، لا حرمني الله هذا الدعاء».
وللأصدقاء والزملاء في المملكة والخليج والوطن العربي «شكراً لتواصلكم بالسؤال عني، سواءً كان بالاتصال، أو عن طريق السوشيل ميديا، الحمد لله أنا في الحجر حالياً، الله لا يحرمني منكم جميعاً».