وصمة الكورونا

رضا عبدالله

 

عادة ما يشعر الشخص المخطئ  بتأنيب الضمير، وإذا كان خطأه كبيراً فقد تلاحقه وصمة عار لا تكاد تغفر من قبل المجتمع.

ويوجد بعض الأمراض مع الأسف يصبح المريض في أزمة اجتماعية كالمصاب بالأمراض المعدية والجنسية والنفسية، وتعود أسباب المشكلة لثقافة المجتمع نفسه وليس المرض أو المريض، إذ يُنظر له كأنه مذنب أو حامل للخطايا أو ضعيف شخصية.

وفي 2020 سنة العجائب والناس أعجب منها، ظهرت المشاكل النفسية والاجتماعية المصاحبة لفيروس كورونا، فالمصاب لا يكاد يتعافى حتى يصطدم بحائط العزل المجتمعي، فيصبح كالمنبوذ مجتمعياً، فلا يستطيع أن يمارس حياته كما كانت، فالأعين تراقبه من بعيد وكأنه شر قادم، والأبواب لا تُفتح له ترحيباً كالسابق، فلا يجد له ملجأ وكهفاً اجتماعياً إلا من هم مثله متعافين أو كما يحلو للمجتمع تسميتهم بالمصابين السابقين، وصمة عار كورونية تلاحقهم أين ما حلو وارتحلوا..

أجناة هم ليستحقوا هذا النبذ ولهم ذنوب لا تغفر؟ أم ضحايا لفيروس لا يفرق بين أحد صغير كان أم كبير، غني كان أم فقير، أم من أي طبقة كان في المجتمع ؟

علينا أن نعي أن المتعافين من فيروس كورونا لا يحملون آثام المرض أو ينقلوا العدوى لغيرهم، فهم متعافون بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بل أن الكثير منهم كون أجسادهم أجساما مضادة للفيروس مما يجعلهم مأموني الجانب أكثر من غيرهم.

ولا ننسى أن الضغط الحاصل من الحجر والتباعد الاجتماعي والإعلام العالمي له تأثيره على الصحة النفسية على كل المجتمع بما فيهم المصابين بالفيروس، فلا نحمّلهم أكثر مما هم فيه، بل علينا أن نخفف عنهم وطأة المرض ونكون خير معين لهم.

والمجتمع يسمو بسمو قيمه وترابطه وتكاتفه في الأزمات وتفهمه للظروف المتغيرة ومراعاة كل الجوانب النفسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وما هي إلا سحابة صيف سوف تنجلي وينعم الجميع بالصحة والعافية.

تعليق واحد

  1. أحسنت المقال وجزاك الله خيرا،وهذا مايجب التركيز عليه كثيرا، ومن واقع التجربة أن الضغط النفسي قد يصل الى ذروته ويسبب ضررا أكثر من أعراض الاصابة بالفايروس وهذا ما عانيته شخصيا وما يحكيه لي المتعافون من المرض ،،نسأل الله أن يشفي جميع المرضى وأن تزول عنا هذه الجائحة .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×