“تلاحم” تبتكر برامج لإنقاذ أبناء المسجونين في تاروت من الإنحراف والضياع أنفقت 23 ألف ريال على 6 أسر العام الماضي
تاروت: زينب المرحوم، رقية آل سيف
تمتلك لجنة “تلاحم” التابعة لجمعية تاروت الخيرية آليات جديدة، وبرامج مغايرة، لتحقيق حزمة من الإنجازات في صلب اهتمامها، وهو رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم، ومد يد العون والمساعدة لهم ولأبنائهم، بهدف احتوائهم والمحافظة عليهم من الانحراف بعد فقدانهم عائلهم، كما تدعم اللجنة المُفرج عنهم وترفع الوعي الاجتماعي لديهم، ما يسهل لهم الانخراط في المجتمع من جديد.
و”تلاحم” التي تم استحداثها ضمن لجان الجمعية قبل 4 سنوات، تستهدف سد احتياجات أسر السجناء في جزيرة تاروت، والعمل على تأهيل المفرج عنهم للعودة بهم الى الحياة الطبيعية، بعد انقضاء فترة العقوبة.
الدعم النفسي
واعتادت “تلاحم” على تقديم المساعدات بشقيها، المادية والمعنوية، وذلك عبر التواصل المستمر مع أسر السجناء، والسؤال عن أحوالهم، وتلمس احتياجاتهم، والاستفادة من برامج مركز زهور المستقبل الأسرية والتربوية والإرشادية والصحية والمدرسة. وقدرت المعونات المالية المقدمة لأسر السجناء المستفيدة من اللجنة، خلال العام الماضي (٢٠١٩) بـ ٢٣،٤٧٥ ريال، بحسب رئيسها محمد حسن الصفار. وقال: “نضع في الاعتبار عند تعاملنا مع أسر السجناء أن رب الأسرة يمثل عمود الخيمة في أسرته، ووجوده في السجن ـ قطعاً ـ يحدث خللاً في البيت، وبالعادة تهجره السعادة ويسوده القلق الدائم، لهذا تحتاج أسر السجناء على الدوام الدعم النفسي والمعنوي إلى جانب الدعم المالي، لتستمر حياتهم بضغوطات أقل”.
الكهرباء والماء
وترعى اللجنة حالياً ست أسر، في حاجة للدعم والرعاية. ويقول الصفار: “نسدد إيجار منازلهم وفراتير الكهرباء والماء والهاتف، مع تقديم بعض المساعدات النقدية والعينية، يُضاف إلى ذلك الدعم المعنوي والدراسي والإرشاد الأسري.
ويقول الصفار: “نلاحظ أن أكثر ما يرهق كاهل الأسر، هو إيجار المسكن، لذلك نطمح من رجال الأعمال في إنشاء أو تخصيص بعض المساكن لأسر السجناء، وتأمينها بمبلغ رمزي أو مجاناً لحين خروج سجينهم، كما نتطلع لتأهيل ربة الأسرة أو أحد أبناء السجين للعمل لدعم الأسرة”.
الدعم في زمن كورونا
ومع ظهور أول إصابة بفيروس كورونا، سعت لجنة “تلاحم” للتواصل عن بُعد مع المستفيدين والحالات المستجدة، لخدمتهم وتحويل المساعدات النقدية عبر الحسابات البنكية.
وخلال الجائحة، أطلقت اللجنة العديد من المبادرات، لدعم الفئات المستهدفة، مثل “تكاتف” لدعم المتضررين من كورونا، ومبادرة كسوة العيد. ويؤكد الصفار أن “تفاعُل المجتمع مع مبادرة “تكاتف” كان كبيراً وملحوظاً من خلال حجم الدعم، وتلاها مبادرة “كسوة العيد”، ثم مبادرة رمضان تكاتف وعطاء، وهذ خيرُ دليل على نفوس أهل الخير الطيبة والمستعدة للعطاء”، مشيراً إلى أن الجمعية “عمدت خلال الشهور الماضية إلى أن تقديم مساعداتها عن بُعد، وذلك عبر الحسابات البنكية، والحد من الحضور الشخصي”.
التواصل الاجتماعي
واعتمدت لجنة “تلاحم” على قنوات التواصل الاجتماعي في تعزيز التواصل مع مستفيديها. ويعلق الصفار “هذه القنوات مهمة وضرورية لإيجاد حالة من التفاعل الإيجابي بين أنشطة اللجنة وبرامجها الداعمة للسجناء وأسرهم وأفراد المجتمع المحلي، إذ نسعى دائما للمزيد من تطوير عملنا في هذا المجال”.
واليوم تطمح اللجنة ـ بحسب الصفار ـ إلى تأسيس لجان مماثلة لتعزيز التلاحم بين جميع الجمعيات الخيرية في المملكة، للعمل سوياً لخدمة كل أسر السجناء، كما تأمل في الوصول إلى برامج نوعية، تسهم في تعزيز خدماتها لأسر المسجونين وتوفير احتياجاتهم.