محمد ناصر: عشت مع “كورونا” شهراً واكتشفته بالصدفة آلام المرض كانت أهون عليه من خوفه من نقل العدوى لأسرته
القطيف: ليلى العوامي
عاش الشاب محمد ناصر محمد المحمد (25 عاماً) شهراً “قاسياً”، منذ اكتشافه في “صدفة عشوائية” إصابته بفيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19)، مطلع شهر مايو الماضي، وحتى تعافيه منه مطلع يونيو.
لم يشعر المحمد، الذي يسكن حي العنود في مدينة الدمام، بأي من أعراض المرض قبل أن تُظهر نتيجة الفحص إصابته به، إلا أن الأعراض ظهرت لاحقاً، لكنها كانت أهون عليه من الضغط النفسي الذي عانى منه لخوفه من أن يكون نقل العدوى لوالديه وأخوته، قبل أن تظهر فحوصاتهم نجاتهم من الإصابة.
فحص عشوائي
روى محمد لـ”صبرة” قصته مع “كورونا” منذ الإصابة وحتى التعافي، قائلاً: “في الرابع من مايو الماضي تلقيت اتصالاً من قبل الفحص العشوائي، لإجراء فحص كورونا، في الوقت الذي لم يظهر عليّ إي من أعراض المرض. قمت بإجراء الفحص بعدها بيومين في مركز صحي إسكان الخبر، واتصلوا بي في التاسع من الشهر نفسه لإبلاغي بإصابتي بفيروس كورونا”.
احترازات وصدمة
في البداية تعجب المحمد: “كيف؟ وأنا لم أخالط أحداً، وقد اتخذت كل الاحترازات أثناء عملي (موظف في القطاع الخاص)، وفي أي مكان أكون فيه”، مضيفاً: “شكلّ خبر إصابتي بالفيروس صدمة كبيرة لي ولأسرتي، ومن الصعب أن أحدد كيفية إصابتي بالضبط، فأنا كنت محتاطاً على الدوام”.
ولكنه يقر أنه شعر في البدء بالخوف، مبرراً ذلك “بسبب ما كنا نسمع عن خطورة الفيروس، فكل الدول علقت أعمالها ونشاطها بسببه، وها أنا أصاب به”.
الخوف على الأسرة
اما الخوف الأكبر الذي انتاب المحمد وسبب له “أزمة وتوتراً” فهو خوفه من أن يكون نقل العدوى لوالديه وأخوته الذين يسكنون معه في المنزل، مبيناً أنه في إجراء احترازي أخضعوا جميعاً للفحص، ويقول: “كنت قلقاً جداً عليهم، والحمد لله رب العالمين كانت نتائجهـم سلبية (سليمين)”.
ويتابع: “نقلوني إلى فندق ويندام غاردن في الدمام في اليوم التالي لظهور نتيجة الفحص. وبعد أقل من أسبوع ظهرت علي الأعراض: كحة، زكام، وصداع مزعج ومستمر، ألم في الصدر، ضيق في التنفس، وألم في العظام، واستمريت في أخذ العلاج، وبقيت في الفندق حوالى 25 يوماً”.
الحرمان من الأسرة في العيد
في اليوم الأخير من شهر مايو الماضي، أخذت منه مسحة، وفي الثالث من يونيو الحالي كانت نتيجة المسحة سلبية، لتنهي هذه النتيجة حوالى الشهر من العيش مع “كورونا”.
ويحمد محمد ناصر محمد المحمد، الله على هذه التجربة، بقوله: “عشت هذه التجربة بخيرها وشرها، وكان شيئاً صعباً بالنسبة لي، خصوصاً أنه تزامنت فترة مرضي مع حلول عيد الفطر، وكنت بعيداً عن أهلي، فيما يفترض أن أكون بينهم”.