أمل النمر تتعايش وكورونا بالضوء والظل والكتلة والفراغ من حضن الأم وجناح طائر.. إلى شهيق وزفير الأطفال تحت أجهزة التنفس
القطيف: عبدالمحسن آل عبيد
رئة متضررة، وجه طبيب مجهد من العمل المستمر، مريضة تتلقّى التنفس الصناعي، أم بجانب ابنتها المصابة بالفيروس.. هكذا حاولت طالبة الطب أمل باقر النمر أن تعبّر عن إحساسها تجاه كورونا المستجد..
بإحساس عالٍ، وتعايش فني مع الواقع، استخدمت الفرشاة والألوان، ووظفت الضوء والظل والكتلة والفراغ في إعداد لوحات تشكيلية من صميم التجربة اليومية خاصتها. ووضعت مشاهداتها لبعض ظواهر الجائحة برؤية فنية.
وحرصت أمل النمر على أن تحمل كل لوحة رسالة مختلفة عن الرسالة الأخرى، مستثمرة فترات عملها الطويلة والشاقة ضمن طاقم العلاج التنفسي في مستشفى القطيف المركزي، حيث قضت هناك فترة تدريب الامتياز، إضافة إلى كونها ضمن مجموعة “تنفس” التطوعية، التي تهدف إلى التعريف بالعلاج التنفسي لنشر التوعية وتثقيف المجتمع.
فترة التوقف
وقالت النمر لـ”صبرة”: “حاولت أن أستغل فترة التوقف الحالية بوجودي في العزل المنزلي، في إيصال رسائل، هدفها نشر معاناة الكوادر الطبية وتوعية المجتمع برسالة مختلفة في كل لوحة، خصوصاً أنني أجد الرسم هو المتنفس للتعبير ومساحتي في نقل الأفكار”.
واعتبرت النمر، التي بدأت الرسم في سن السابعة، أن الصورة التي رسمتها، وكانت بعنوان “نفس السلام” هي الأقرب لقلبها. وتقول: “حاولت من خلال هذه اللوحة تشبيه جناح الطائر في شكل الرئتين”، مضيفة “بداخل كل منا طائر مُقيد، يريد أن يتنفس بحرية ويعيش بسلام”. في الوقت نفسه ترى أن الصورة التي تعمل عليها، وهي بعنوان “STAY HOME PLEASE” هي الصورة الأقرب إلى الواقع”.
حضن أمي
ورسمت النمر التي سبق لها المشاركة في معرضين جماعيين، 3 رسومات أخرى برسائل مختلفة ومنها لوحة “حضن أمي”، تشرح من خلالها معاناة الكادر الطبي في هذه الفترة الصعبة، ولوحة بعنوان “دعوني أتنفس” التي تعكس معاناة بعض الأطفال وتقيدهم بالتنفس داخل قناع الأوكسجين، ولوحة “روح البيت” التي تدعو إلى الرفق بكبار السن، كونهم الفئة الأكثر تأثيراً بالفيروس والخروج للضرورة فقط.
وأفصحت النمر عن آمالها في الفترة القادمة وقالت: “على صعيد الدراسة، أطمح في استكمال دراستي واتمام مرحلة الماجستير، وعلى الصعيد الفني أتمنى تمثيل وطني في مشاركات عالمية وعمل معرض شخصي خاص بي”.
رسالة خاصة
ووجهت أمل في ختام حديثها رسالة إلى المجتمع بأهمية “الإنتباه والتقيد بالإحترازات الطبية خصوصاً، مع عودة الحياة الطبيعية”. وقالت “المرحلة القادمة تعتبر مرحلة تعايش مع الفيروس وليس اختفائه، والكل مسؤول عن نفسه، إلى حين يأتي الفرج من عند الله”.
بورك صنيعك *أمل النمر* خطوات مباركة ??