المختصون يحذّرون والمغردون يُجيبون.. لماذا هجمت الأرقام الكبيرة على القطيف بلا تراجع..؟ 55% يرجحون إهمال الاحترازات.. 29% يرون التوسع في الفحص.. و16% يختلفون

القطيف: شذى المرزوق

في يومٍ واحد سجّلت محافظة القطيف 386 إصابة بفيروس كورونا المتسجد، 304 في القطيف، 81 في صفوى، وحالة واحدة في سيهات. جاء الرقم الصادم اليوم بعد انخفاض أمس الذي سجّل 29 إصابة في القطيف، و58 في صفوى. إصابات اليوم (الخميس) صادمة بالفعل، خاصة أنها جزء من منحى متذبذب مرتفع منذ بداية مايو.

“ًصُبرة” أجرت استطلاعاً مع الجمهور، عبر حسابها في “تويتر”، ووجهت سؤالاً عن سبب هذا الارتفاع، فجاءت الإجابات كالتالي..

55% من المشاركين قالوا إن السبب هو إهمال الاحترازات الوقائية، فيما قرّر 29 أن السبب يكمن في تفعيل الفحص المستمر وتكثيف نشاط الفحص. لكن 16% من المشاركين كانت لديهم إجابات أخرى.

القطيف أكثر التزامًا

بعض المغردون رأوا أن القطيف ـ برغم ارتفاع عدد الاصابات فيها ـ أكثر التزامًا من بقية المناطق، وعلل ذلك المغرد “وجيه” الذي قال “الارتفاع متوقع مع الرفع التام للحظر وعودة الحياة مع الأخذ بالاحتياطات وعودة الموظفين والنشاطات التجارية والرياضية لما كانت عليه بالإضافة لتداخل المجتمع القطيفي مع بعضه البعض.. من ناحية الالتزام أعتقد بان اهل القطيف من اكثر الناس الملتزمين بالاحترازات”.

ويتفق معه عبدالواحد الإسماعيل بقوله “من وجهة نظري مجتمع القطيف أكثر تقيداً بالاحترازات من غيره، أذهب الى الدمام بسيارتي أكثر من ثلاث مرات في الاسبوع وأرى الاهمال وعدم التقيد ما لا أراه في القطيف، هذا لا يعني أن الكل ملتزم بنسبة ١٠٠٪.”

التجمعات ثم التجمعات

وجاءت ردود أخرى تضع التجمعات والثقة في الزيارات العائلية والاطمئنان لها كسبب آخر، ومنها ما شددت عليه الروائية أميرة المضحي حين كتبت “التجمعات.. التجمعات.. التجمعات”. وكذلك المغرد “بو جواد” الذي كرر في تغريدته “تجمعات.. تجمعات.. تجمعات”.

وكتب علي عبدالله العرفات “التجمعات وعدم الاحتراز لها الدور الكبير”. في حين أشارت معلمة التمريض السابقة صديقة الابراهيم “”التجمعات ٥٠ نفر في مكان مغلق مستحيل تتطبق فيه أي احترازات. قللوا العدد رجاء”.

ودون محمد قريريص مستنكرا “الثقة القاتلة “ما أزور أحد .. بس الاهل”. بينما كتب الشاعر فريد نمر “الإطمئنان للأهل والأرحام والمقربين بثقة عالية دون حذر”.

ومن حساب الموالية للعترة الطاهرة كتبت “السبب كذلك: التجمعات”.

ترابط معقد

وفي المعنى نفسه كتب المصمم الفني محمد عادي “مجتمع القطيف مجتمع اجتماعي والترابط الاجتماعي في داخله معقد مما يصعب تطبيق التباعد الاجتماعي لدى البعض وياثر على مدى تلاشي جائحة كورونا ونرى الارتفاع الحاد في الأعداد”.

أما الشاعرة وفاء مطيلق فقد اكتفت بالإشارة إلى التهويل.

ومن جهته وجّه منير بو بشيت نصيحة “علينا أن نهتم بالإحترازات المطلوبة”.

الفحص النشط عاملاً

“صُبرة” حملت الأسئلة، أيضاً، إلى استشاري الطب الوقائي والصحة العامة الدكتور علي حسين الحداد الذي أشار إلى سبب ارتفاع عدد الحالات اليوم يعود لعوامل عديدة.. فقال “قد يكون منها التوسع في إجراء عمليات الفحص اليومي النشط والموسع وهذا بكل تأكيد بسبب عدم التزام فئة معينة من المجتمع بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من ترك المسافة الامنة وتغطية الأنف والفم وغسل اليدين والتراخي و التساهل  في ذلك والاستمرار في المناسبات الاجتماعية والاجتماعات العائلية واللقاءات دون الإلتزام والتقيد”.

وأضاف الحداد “نحن أمام مفترق طرق: الطريق الأول عنوانه الالتزام ويؤدي ـ إن شاء الله تعالى ـ إلى الاحتواء والسيطرة والتحكم في انتشار الوباء ومكافحته، وهذا يكون بتعاون الجميع”

أما السبب الثاني ـ حسب الحداد ـ فـ “عنوانه الاستهتار والتراخي، وهذا يؤدي إلى تفشيات أكثر وأكبر واتساع دائرة نطاق الجائحة وقد تقود إلى ارتفاع الإصابات، ثم قد تؤدي إلى ارتفاع عدد الحالات الحرجة ثم لارتفاع عدد الوفيات، لا سمح الله، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع.

تأخر النتائج المخبرية

من جانب موازٍ ترى استشارية الصحة العامة والوبائيات الدكتورة علياء الناجي أن “تأخر ظهور النتائج المخبرية والاعلان عنها عامل أساسي مسبب لارتفاع عدد الحالات، مما يجعل العدد المعلن عنه كبيراً مقارنة بما سبقه من الأيام، وتشير بالأمس كان عدد الحالات ٢٩ بينما اليوم ٣٠٤ حالة مما يعني ١٧٠ حالة في اليوم أي نفس المستوى اليومي”.