“رياح الكوس” و”طباخ التمر” ينذران القطيفيين بموسم رطوبة أشد وطأة "الأرصاد" تتوقع نسباً تراوح بين 70 إلى 80%.. وآل زواد: الرطوبة أخطر من الحرارة

القطيف: شذى المرزوق

حتى ينضج الرطب في محافظة القطيف خصوصاً، وبقية الواحات المحاذية لسواحل الخليج العربي عموماً، لا بد من حلول ما يعرف محلياً بـ”طباخ التمر”، أو “جمرة القيظ”، الذي يصادف نهاية يونيو والنصف الأول من يوليو، حين تبلغ نسب الرطوبة ذروتها، مع هبوب “رياح الكوس” المُشبعة بالرطوبة، متزامنة مع رؤية نجم سهيل في السماء الصافية، وتستمر حتى سبتمبر، وربما أبعد منه إلى نوفمبر.

وكما أن هناك أصنافاً تنضج أبكر قليلاً، مثل الماجي والبكيرات والغر، فإن الرطوبة بدأت أبكر قليلاً عن مواعيدها المعتادة، إذ لفح بخارها وجوه القطيفيين مساء أمس (الأربعاء)، منذراً بموسم رطوبة “أشد وطأة” ربما.

مواعيد متفاوتة

ويقول الفلكي سلمان الرمضان لـ”صبرة”: “عادة ما يبدأ موسم الرطوبة في النصف الثاني من يوليو، مع انتهاء موسم البوارح، وهي الرياح الشمالية الغربية، ويمتد حتى مطلع سبتمبر، وقد يستمر في بعض المواسم طوال سبتمبر”.

ويستدرك الرمضان أن هذا “لا يعني أن المواسم تتطابق، فربما تتفاوت من عام لآخر، بل أنه في السنوات الأخيرة ظهر تأثير التغيرات المناخية بمخالفة المواسم لتفاصيلها المعتادة، حيث تتأخر الرطوبة عن مواعيدها، حتى أنها تتجاوز اكتوبر لنوفمبر، فتتحول لضباب مع قدوم برودة الطبقات العليا من الغلاف الجوي”، لافتاً إلى أن مراقبة الطقس لفترات بعيدة لا تعطي نتائج دقيقة.

علاقة الحرارة بالرطوبة

ويعرّف مدير إدارة التغير المناخي في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة سابقاً الدكتور فيصل مكي آل زواد، الرطوبة بأنها “كمية بخار الماء في الهواء”.

ويقول لـ”صبرة”: “إن الرطوبة النسبية تعتمد على ضغط بخار الماء في الهواء، ودرجة الحرارة”، مبيناً أنه كل ما زادت الحرارة؛ زادت قابلية الهواء للاستحواذ على المزيد من الرطوبة، فنفس كمية الرطوبة تعطي قراءة للرطوبة النسبية أعلى في الأجواء الحارة من الباردة.

ويلفت آل زواد، إلى أن الرطوبة تؤثر على إحساس المرء بحرارة الجو، ففي الهواء الحار الرطب المُشبع ببخار الماء يصعب على جسم الإنسان التكيف لتبريده من طريق إفرازات العرق، وقد تكون قراءة مقياس درجة الحرارة 42 درجة مئوية، إلا أن الإنسان يشعر وكأن الحرارة تفوق الخمسين، بسبب الرطوبة، مشيراً إلى هذا يشكل خطراً على الإنسان وقد يؤدي به لفقدان الوعي، فالخطر في هذه الحالة يعود للرطوبة، وليس للحرارة.

“الكوس” ورطوبة أغسطس

وعن نسبة الرطوبة في المنطقة الشرقية والخليج العربي، يشير آل زواد، إلى أنه مع أن المنطقة الأكثر حرارة في أجواء المملكة في فصل الصيف، إلا أن أوقات تشبع الهواء بالرطوبة تختلف من عام إلى آخر، لناحية مدتها وبداياتها. وعادة ما تكون الرطوبة النسبية عالية والهواء مُشبع بالرطوبة في شهر أغسطس، وتحديداً في العشر الأخيرة منه، وتعارف أهالي المنطقة على أن الرياح الجنوبية (الكوس) تكون مصحوبة بالهواء المُشبع بالرطوبة، وتتزامن مع رؤية نجم سهيل في السماء الصافية، وقد تستمر هذه الحالة إلى منتصف شهر سبتمبر.

الشرقية الأكثر حرارة ورطوبة

بدوره، يقول الناطق الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور حسين القحطاني: “إن منطقة الخليج العربي عموماً، والمنطقة الشرقية خاصة، من أكثر المناطق ارتفاعاً في درجة الحرارة، وبالتالي فهي أعلى المناطق رطوبة، وتتفاوت نسبتها بحسب مستوى الحالة بين 70 إلى 80%”.

وينوه القحطاني إلى أن القياس العلمي لدرجات الحرارة المعترف بها عالمياً طبقاً لمنظمة المناخ العالمية، تخضع لمعايير ثابتة، هي ان قياس درجات حرارة الهواء يكون في الظل.

وبالعودة إلى الفلكي الرمضان، فإنه يرى أن “فرص الحرارة ما تزال قائمة، فحتى نهاية يونيو والنصف الأول من يوليو تكون شدة الحرارة فيما يعرف بجمرة القيظ وطباخ التمر، والتي تعرف بحرها الشديد والجاف”.

تعليق واحد

  1. تو بدري
    موعد ظهور “سهيل” على الجزيرة العربية إبتداء من اليمن في 25 يوليو, ومن ثم يتدرج بشكل شبه يوميا حتى يرى على سواحل وسط الخليج البحرين وما جاورها في “20-25” على التحديد يم 24
    وباقي على الهقعة والهنعة “السموم/جمرة القيض” أسبوع وحرارة الليل, أما هذي الرطوبة فهي عابرة ريحة رجيه, وفي سنوات كانت تأتي أبكر بكثير من هذا الوقت.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×