نعود للحياة بثوب جديد
عبدالعظيم الضامن
الحمد لله رب العالمين
اليوم الأحد ٢١ يونيو ٢٠٢٠ م
تعود الحياة لطبيعتها من جديد، ونعود بحذر لسلامتنا وسلامة الجميع.
ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق، فتحية شكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين لهذا الجهد الكبير الذي سيذكره الجميع لخدمة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، وتحية إجلال وإكبار لكوادر الصحة الأبطال، الذين سطروا أروع وأجمل قصص الوفاء والإخلاص والتضحية.
أربعة شهور قضيناها بحب في منازلنا، وتحولت منازلنا لمملكة جميلة، نعش كل لحظاتنا فيها، نعيش الأمل المرتقب، ونعيش الخوف من هذا الوباء الذي راح ضحيته من داهمهم المرض وهم لا يقوون على مجابهته، لقد فقدنا أعزاء على قلوبنا ولم نتمكن من الحضور لتشييعهم لمثواهم الأخير، ولكن الأمر لله.
قضينا أربعة شهور في حالة مختلفة بين الإبداع والضجر، بين الحب والتذمر، المبدعون كانوا شعلة نشاط لا تتوقف، وكان الفن التشكيلي أحد أبطال هذه المرحلة من الحياة، لقد كان الحجر الصحي فرصة ثمينة للتشكيليين ليبدعوا في هذا الزمن الذي كان الجميع يحتاجه، وهو التفرغ الفني، وكان لنا السبق في إقامة أول معرض دولي فِي العالم، وهو معرض المحبة والسلام في زمن العزلة، وتلاه معر ض مواهب في زمن العزلة، وهكذا كانت الحركة الفنية في نشاط غير اعتيادي، أما الجانب الآخر وهو الساخطون المحبطون المتذمرون فكانوا كثر، لكن صوتهم كان خافت لا قيمة له أمام تلك الأصوات المؤثرة بالحب والحياة والأمل.
نعود اليوم للحياة بحذر شديد، حتى تزول تلك الغمة، ويبدو أن ملامح تلك الحياة هي التباعد الاجتماعي، والحرص على الصحة أكثر، وكذلك ستكون فترة مراجعة للنفس للبذخ والإسراف في مظاهر الحياة، وستكون تلك الفترة التي مرت بِنَا فرصة لنكون في منازلنا لوقت أطول، لنعيش مع العائلة بحب، ونبدع أكثر، كل في مجال عمله سيبدع حينما يكون في راحة وانسجام.