الأكاديمي آل ربح: “الفاشنستات” يستعرضن أشكالاً ولا يقدمن محتوى مفيداً دعا إلى التصالح مع الذات والابتعاد عن الإفراط في المثالية

القطيف: ليلى العوامي

اعتبر الأستاذ المساعد في علم اجتماع الدين والنظرية الاجتماعية في جامعة غراند فالي الحكومية بولاية ميشغان الدكتور عبدالله فيصل آل ربح، غالبية ما تقدمه الفاشنستات “استعراض شكل أكثر منه طرح محتوى مفيد”، مبيناً أنه “الغالب” في السوشيل ميديا.

ورغم أن الربح أبدى في لقاء حواري مساء أمس (الجمعة)، مع الإعلامية الكويتية أفراح كيتي، احترامه لحضور المرأة في السوشيل ميديا، لكنه قال: “هناك قلة قليلة ممن يقدمن محتوى يستحق”، مقراً بأنهن “استطعن بطريقة أو أخرى جذب المتابعين، خصوصاً من الشباب”.

واستدرك الدكتور عبدالله خلال مشاركته في اللقاء الذي حمل عنوان “هل نحن ممثلون على مسرح الحياة؟”، قائلاً: “إذا كان مقدم المحتوى شخص متصالح مع نفسه؛ فليأخذ راحته، فهم لا يمثلون المجتمع، بل هم مجرد استهلاك”.

الإعلام والتغيير

وأشار آل ربح، إلى دور للإعلام في تغيير المفروض وتحويله إلى مقبول، وعن الدور الاجتماعي؛ قال: “إنه يلعب دوراً كبيراً في البناء الاجتماعي، والكثير من السلوكيات تغيرت بسبب الإعلام، الذي ساهم في تطبيع بعض السلوكيات”.

وكي نتغلب على هذه الظواهر السلبية التي يعيشها المجتمع؛ رأى أن الأكاديمي لا يملك السلطة “فمهمتنا هي الإلقاء والتحليل والاقتراح، والسلطة عند أصحابها”.

ولفت إلى أن أفراد المجتمع “ما زلوا يؤمنون بالسلطة التقليدية، ويعتقدون أن علم الاجتماع هو هواية وليس علماً”، وقال: “أستطيع القول إن البناء يلعب دوراً، هو بناء الواقع الاجتماعي الذي يحدد المقبول من المرفوض”.

الإفراط في المثالية خطأ

وحذر آل ربح من الإفراط في المثالية، موضحاً أنه “ليس من العيب أن نؤدي أدوارنا، فنحن بشر، ولدينا أدوار يجب أن نؤديها على أكمل وجه، وهذه طبيعة بشرية، فلن تنجح في حياتك ما لم تصنع التوزان في أدوراك الحياتية”.

وأكد “ألا يطغي دورك باعتبارك أستاذاً جامعياً على دورك باعتبارك أباً داخل المنزل وصديقاً مع من حولك، ولا تقبل لنفسك أن تتكور في دور واحد وتخفي بقية الأدوار، فأنت ستدمر حياتك ولن تفوز، فالسعادة تكون في التوازن”.

ممثلون أو متفرجون

وإجابة على السؤال الذي حمل عنوان اللقاء “هل نحن ممثلون على مسرح الحياة؟”، دعا الأكاديمي آل ربح إلى “أن نحدد الأنماط العشرة لعلم الاجتماع: الثقافة، الهوية، التنشئة الاجتماعية، القواعد الاجتماعية، القيم، الأدوار، المكانة، البناء، والتخالف أو الاختلاف.

وقال: “الدور الاجتماعي هو ما يهمنا في هذا اللقاء”، مؤكداً أن للإنسان مجموعة من الأدوار في حياته عليه أن يؤديها، “وكل دور عبارة عن توقعات اجتماعية، فأن أكون أباً وزوجاً وصديقاً وأستاذاً ولاعب رياضة، وقد أكون جميع هذه الأدوار في آن، والدور عبارة عن عضويات في مجموعات مختلفة”.

وأضاف الدكتور عبدالله آل ربح: “لدنيا مسرح كبير، والناس ما هم إلا ممثلون يؤدون أدوارهم على هذا المسرح، وهم في جميع تصرفاتهم ممثلون أو متفرجون”.

وأكد أهمية الظروف الحياتية في بناء الشخصية، وقال: “احتكاكنا بالآخرين يحدد أفعالنا وأفعال الأخرين، فنحن عندما نمشي ونتحدث فنحن نتعامل مع الآخرين، وتعاملنا يكون على الحدث الذي نتعامل به، أو نقدمه، وكأفراد في المجتمع يجب نعي أدوارنا ضمن المجموعات التي ننتمي لها، ولدينا عادات وتقاليد تميزنا، ولكن في النهاية هناك قواعد عامة تنطبق على غالبية المجتمعات”.

أبطال كورونا

وإجابة على سؤال: هل صنعت كورونا أبطالاً حقيقيون؟ قال: “إن الجائحة صنعت الكثير من الأبطال، سواءً الحقيقيين أو الوهميين، فمن أدى دوره بإخلاص؛ صنع من نفسه بطلاً حقيقياً، وفي المقابل؛ من حاول التسلق على الجائحة للوصول إلى الجماهيرية؛ فلن يتمكن من البقاء في المشهد”، لافتاً إلى أبطال حقيقيين كثيرين لم نرهم، ولكن ستظهر بطولاتهم يوماً ما.

وأشار آل ربح إلى أن ممارسة البطولة، باعتبارناً آباءً أو أمهات نحو الأبناء “يكون من خلال وعي دورنا كأب أو أم، ومحاولة الإبداع في هذا الدور، فمن خلال الوعي والإدراك بأهمية أدوارنا والالتزام بها، ومحاولة الإبداع من خلالها؛ نستطيع الحفاظ على أدوارنا، وألا نضعف فيضيع ما صنعناه لأنفسنا من بطولة أمام الجمهور”.

سيرة ذاتية

الدكتور عبدالله فيصل آل ربح: مواليد العوامية عام 1977.

– تتركز اهتماماته البحثية في منطقة الشرق الأوسط والأدب والمجتمعات الإسلامية، خصوصاً في منطقة الخليج.

– حصل على الدكتوراه في علم من جامعة ولاية ميشيغان، إيست لانسينغ عام 2014، وماجستير في علم الاجتماع من جامعة ولاية ميشيغان، بالإضافة إلى البكالوريوس والماجستير في الأدب العربي من جامعة الملك سعود.

– نشر عدداً من المقالات الأكاديمية وفصول كتب تركز على الدين والشرق الأوسط والحركات الاجتماعية والتعليم وشارك في أكثر من 20 مؤتمراً علمياً بمحاضرات بحثية، إضافة إلى كتاب حول شعر الشاعر العراقي الكبير السيد مصطفى جمال الدين.

– قبل انضمامه إلى Grand Valley، عمل آل ربح أستاذاً مساعداً زائراً بجامعة ولاية ميشيغان، ومحاضراً غير متفرغ في جامعة ولاية ساجيناو فالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×