نظرة حول “حلال المشاكل” أو قصة عبد الله الحطاب
الشيخ علي الفرج
ملخّص قصة حلال المشاكل أن رجلًا مؤمنًا فقيرًا يسمى: عبد الله الحطاب، يكتسب قوته من ذهابه إلى البراري وسفوح الجبال واحتطابه ما أمكنه من الحطب، وبيعه بعد ذلك في السوق. ولسوء حاله المادية، دعت زوجته الله أن يزيد في رزقهم ويذلّل لهم ما يصيبهم من مشكلات، فجاءها طيف علّمها هذين البيتين لقضاء الحاجات وحلّ المشكلات:
ناد عليا مظهر العجـــــائب
تجـــده عونا لك في النوائب
كـــــل هم وغم سينجـــــلي
بولايتك يا علي يا علي يا علي
وأخذ عبد الله الحطّاب يردّدهما في كل مشكلة تواجهه، وفي كلّ مرة ينجو لقراءته هذين البيتين.
الرأي الفقهي حول قراءتها
ولكثرة دوران هذه القصّة في المجتمعات الموالية، وردت إلى الفقهاء استفتاءات بخصوص هذه القصّة، وقد اختلفت إجاباتهم عن هذه الاستفتاءات: بين مجوّز لقراءتها دون التعرّض لصحّتها من عدمه. وبين مجوّزٍ لقراءتها مع نفيه لصحّة القصّة، كما هو رأي السيد الخوئي (ره). وبين من يرى في قراءتها إشكال، وذلك للاطمئنان أنها منحولة.
التتبّع التاريخي لورود البيتين الواردين في القصّة
ترتكز القصّة على مسألة الاستعانة بأهل البيت (ع) في تفريج الكُرَب وحلّ المشكلات، وتركّز على الإمام علي (ع) بصورة خاصّة، ومناداته في ذلك ببيتين خاصّين اللذين لم يردا في هذه القصّة بالخصوص، وإنما يردان في مجموعة من المصادر، لعلّ أقدمها كتاب (المصباح) للشيخ الكفعمي (905هـ)، حيث قال: «ومما ذكر لرد الضايع والآبق تكرار هذين البيتين:
ناد عليًا مظهر العجائب * تجده عونًا لك في النوائب
كل هم وغم سينجلي * بولايتك يا علي يا علي يا علي».
والكفعمي (ره) في ذكره لهما بأنهما ممّا يورَد لرفع المحَن والابتلاءات، إنما يذكر ذلك من باب المجرّبات، وليس رواية عن أهل البيت (ع) أو ما شابه ذلك.
كما ذكرهما الفيض الكاشاني (1091هـ) بعد ذلك في (الرسائل 13: 69)، والعلامة المجلسي في (زاد المعاد: 561)، مع اختلاف بينهما.
ولكنّ العلامة المجلسي يذكرهما في بحار الأنوار، ج٢٠/ ٧٣ في سياق حديث عن النبي (ص) بأنه نودي في يوم الأحد:
«ناد عليا مظهر العجائب
تجده عونا لك في النوائب
كل غم وهم سينجلي
بولايتك يا علي يا علي يا علي».
وقد استنكر صاحب نشرة البحار على هذين البيتين بقوله: «الجملة الأخيرة (البيتين) فيها غرابة ولا تلائم سابقاتها، والظاهر أنها من زيادة بعض الجهلة، أو الصوفية المضلّة الذين يزعمون أن هذه الجملات (الجُمَل) تكون دعاءً فيذكرونها وردًا وذكرًا، غفلةً عن معناها، بل بعضهم يرون للمداومة على ذكرها فضيلة ليست للصلاة، حفظنا الله عن البدع واتّباع الأهواء».
إلى أن نصل إلى كتيب انتشر في المجتمعات الموالية بعنوان: (حلال المشاكل) أو (قصة عبد الله الحطاب)، الذي يبدو أنه ظهر منذ مئة وخمسين سنة أو أقل، ولا سند له ومصدر واضحًا نُقِلَ عنه.
مناقشة مضمون القصّة
القصّة لا تُذكر ضمن أحداث تاريخية محدّدة، ولكنها أحداث وقعت في زمن قريب من زمننا؛ لأنّها تتحدّث عن مواساة هذه العائلة لأحداث مرّ بها أهل البيت (ع)، كما أنها كتبت بلغة عربية لا تخلو من أخطاء لغوية وتعبيرية بعيدة تمامًا عن أجواء المصادر التاريخية والحديثة وأقرب إلى الحكايات الشعبية.
وهو أمر ينطبق حتّى على البيتين الواردين فيها، إذ يفتقدان إلى الوزن العروضي السليم، بل يظهر أن ناظم البيت الأول يختلف عن ناظم البيت الثاني.
ويضاف إلى ذلك أن القصّة تفتقد إلى الحبكة القصصية. ومن ذلك أن عبد الله الحطّاب، بمجرّد أن روت له زوجته بقصّة الرجل الذي علّمها البيتين، علم أنه الخضر (ع)، دون رابط واضح بين معالم ذلك الرجل وبين شخصية الخضر (ع).
ومن ذلك أيضًا: أن عبد الله الحطّاب قرأ البيتين وأنجده الإمام علي (ع) أول مرّة دون وجود للحلوى، بينما تشترط أحداث القصّة لاحقًا وجود الحلوى لينجدهم الإمام علي (ع).
وغيرها من المؤاخذات الفنية، التي يضاف إليها بعض المؤاخذات العقائدية، من قبيل معاقبة الأسرة وكأنها ارتكبت إثمًا بالسجن لأنها غفلت عن قراءة حلال المشاكل ليلة الجمعة، في حين أنه في أعلى مستويات هذه القصّة أنه مستحب، ولا يعاقب المؤمن أخرويًّا على ترك مستحبّ، فكيف يعاقب على تركه دنيويًّا؟!
انا أرى ان مثل هذه المواضيع لا يتدخل فيها الا مراجع الدين بحكم الاختصاص فهم من نرجع لهم في الاحكام الشرعية والمسائل الابتلائية فإذا فتحنا المجال لغير أهل الاختصاص من غير المراجع فهذه مشكلة لان الجميع سيتدخل وستصبح فوضى وكلًا يدلو بدلوه مع عدم الاختصاص , فمن يريد فهذه ابواب المراجع مفتوحة للسؤال أما أن نأخذ من هذا وذاك فستصح فوضى ومشكلة قراءة حلال المشاكل بما أنها موجودة ف يمجتمعاتنا فهي مسألة يمكن الرجوع فيها إلى المراجع فهم المخولين فقط في بيان حكمها.
اقراها بنية رجاء المطلوبية ياشيخ فهذا مخرج للجميع
المخارج الشرعية كثيره والثقافة لاتنحصر على قراءة الموروث الشيعي فقط