حتى لا تعيش في القطيف “براقش”…!

الدكتور حسين آل مطر*

 

 

كثيرٌ منّا يعرف ما هي “براقش”، ويعرف قصة المثل القائل “جنت على قومها براقش”. والأمثال تُضرب ولا تُقاس، كما يفهم كثيرٌ منا أيضاً.

خطر في بالي هذا المثل؛ وأنا أتابع ـ عن كثب وتخصُّص ـ الانتشار المتسارع لحالات كورونا في محافظة القطيف. إنه انتشار مخيفٌ فعلاً. وقد وصل معدل الانتشار الأسبوعي حتى تاريخ 7 يونيو الجاري إلى 4.32. ومعنى ذلك أن إصابة شخص واحد بالفيروس تؤدي الى إصابة 4 اشخاص آخرين.

هناك أسباب متعددة، وما يهمّني ـ في هذا المقال ـ هو الوقوف على سبب مهم هو حالة الذعر عند المخالطين. أعني أولئك المخالطين الذين لم تظهر عليهم أي أعرض بالإصابة. فقط لأنهم خالطوا خافوا، ولأنهم خافوا هرعوا إلى الفحص آملين الحصول على اطمئنان يؤكد لهم أنهم لن يدخلوا الإحصاءات اليومية التي تُعلنها الوزارة.

قد يكون القلق طبيعياً إذا كان في حدّ معقول. أما أن يتحوّل إلى ذعر؛ فإن ذلك يعني حدوث مشكلة لا تقل عن مشكلة الإصابة من الناحية النفسية.

بعض القلقين يحاول التحايل على الإجراءات، وقد يصل الأمر إلى ادعاء وجود أعراض لديه من أجل الحصول على فرصة الفحص، ويُضطر الطبيب إلى أخذ مسحة منه.

قد يكون هذا الإجراء معقولاً في بداية انتشار المرض، ومحدودية المصابين. أما الآن فلم يعد هذا القلق معقولاً، ولا التحايل مقبولاً من الناحية الإكلينيكية.

نشرات وزارة الصحة فيما يخصّ المخالطين الذين لم تظهر عليهم أي أعراض. دورهم أن يعزلوا أنفسهم في المنازل مدة أسبوعين واتباع التعليمات. _إنها التعليمات نفسها التي تعطى للمصاب بدون أعراض.

بناءً على هذا، أنصح كل مخالط لم تظهر عليه أعراض أن يعزل نفسه في بيته لمدة، وإذا حصلت عنده أعراض فعليه مراجعة أحد مراكز “تطمّن” التي خصصتها وزارة الصحة لهذا الغرض..

إن زيادة نسبة انتشار المرض من الشخص الواحد لها عواقب وخيمة، ومنها الرجوع الى عزل المنطقة، وهذا ما لا يتمناه أي شخص، وتوابعه معروفة للقاصي والداني.

_______

*استشاري أمراض المناعة والربو والحساسية بمستشفى الحرس الوطني

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×