النيبال.. شعب الكمّامات الذي هزم كورونا درسٌ واضح من ذكريات مسافر
سعيد المادح
منذ سنوات وأنا كثير السفر الى دولة النيبال، تنقلتُ في مدنٍ كثيرةٍ منها. وقد لاحظتُ خلال سفري المتكرر أنَّ الشعب النيبالي لديه ثقافة استخدام الكمامة. في البداية ظننت أنّ الموضوع محصور في سكان العاصمة كاتمندو، بسبب تلوث الجو فيها.
ثم تنبهت – بعد سفرات عديدة – إلى أنَّه سلوك عام وثقافة عامة منتشرة لديهم جميعاً. إنهم يستخدمون الكمامات القماشية، وتباع في أسواقهم بأسعار زهيدة.
هذا السلوك العام؛ ساعد هذا البلد الفقير القليل في إمكانيته على أن يكون من أقل الدول إصابة جائحة كورونا.
هذا البلد الجميل لا يطل على بحار، بل محصور بين الصين والهند، وأغلب السياح والتجار يأتون إليه من الصين والهند. وبعد أنْ غيرتْ منظمة الصحة العالمية بعض الضوابط في مواجهة الجائحة، أكدتْ استخدام الكمامة مع أخذ الحيطة في تطبيق التباعد الاجتماعي.
معرفتي السابقة أملت عليّ مذاكرة هذا البلد.. ذهبت مباشرةً لأتصفح منصة فيروس كورونا العالمية، وفاجأني عدد الإصابات القليل.. حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم تتجاوز إصابات النيبال 4100 حالة، من أصل 25 مليون نسمة فيها.
عدد الإصابات يكاد لا يذكر، أضف إلى ذلك فقر هذا البلد وقلة إمكانياته مقارنة بما لدينا من إمكانيات. ومن هنا يمكن فهم السر النيبالي في مواجهة جائحة كورونا.
لو رجعنا الى الزلزال المدمر الذي أصاب النيبال في 25 من إبريل عام 2015 لوجدنا انّ عدد إصاباته لا يُقارن مع أعداد المصابين بفيروس كورونا. ضحايا الزلزال أضعافٌ مضاعفةٌ لحصيلة جائحة كورونا في بلادهم، على الرغم من قرب هذا البلد من بؤرة تفشي الفيروس وانطلاقه عالمياً فهو ملتصق بالصين، ولكنه نجا من تفشي الوباء وما لحقه من تبعات كما حدث في كل بقاع العالم.
أخيراً؛ هذا الدرس النيبالي يضعنا أمام واجبات كثيرة في وطننا. أولى الواجبات هو الأخذ بأسباب النجاة، وتوخي الحيطة والحذر، وتحويل العادات الصحية إلى سلوكيات يومية، حتى لا تذهب جهود الدولة سدى ويحصل ما لا يحمد عقباه.
حمى الله البلاد والعباد من كل سوء ومكروه وأبعد الله عنا وعنكم هذا الوباء.
يالله خذ لك
فاقد الشيء لا يعطيه
مقال رائع وجميل وفيه العبره لمن يعتبر
فالوعي بالسلوكيات الصحيه وتحمل المسؤوليه هما طوق النجاة من الجائحه
اهم شي لا يقولو عنك النبيالين انك شهرت بهم في صحيفة صبره
وخليت العالم يطلع على أرقام اصاباتهم
كعادتك دائماً متألق ابو حسين .. استمر الله يحميك ومن يعز عليك .
مقال جميل جدا يعبر عن سيادة الثقافة الواعية وأنها تعطي نتائج ايجابية