بعد 10 سنوات.. شابٌّ يُعيد مساعدة زواج لخيرية تاروت لتحويلها إلى عريس آخر مساعٍ لتطوير العمل وتقديم مساعدات بشكل آلي
من: زينب المرحوم ورقية آل سيف، إعلام الجمعية
بعد 10 سنوات، راجع شابٌّ جمعية تاروت الخيرية ليعيد مساعدة حصل عليها من لجنة الزواج سابقاً، ويطلب تحويلها إلى أي مستفيد آخر في حاجة إليها.
وتتردد تفاصيل هذه القصة في أروقة الجمعية، ويستشهد المسؤولون بتفاصليها لتأكيد التفاعل الطيب والنبيل من مستفيدين يتمتعون بصفات الإيثار والتضحية ونبل الأخلاق.
في المقابل، يشكو المسؤولون أنفسهم من مستفيدين آخرين، لا يعلنون معلوماتهم الأساسية بصراحة، في خطوة للحصول على أكبر نسبة من المساعدات، وإن كانوا لا يستحقونها وفق المعايير المتبعة، بحسب رئيس لجنة التكافل الاجتماعي في الجمعية عبدرب الرسول آل درويش.
ونجحت لجنة التكافل الاجتماعي في الجمعية رغم العوائق والتحديات، في تقديم مساعداتها إلى أكبر عدد من المستفيدين الذين تضرروا من احترازات جائحة كورونا، من خلال منهجية تتقصى المعلومات الكاملة من كل مُستفيد، للتأكد من مدى احتياجه. وتواجه اللجنة تحديات وعقبات كثيرة، ولكنها تتغلب عليها بمزيد من الجهد وابتكار المشاريع الجديدة.
عمل اللجنة
ويتلخص نشاط لجنة التكافل في عمل بحوث جديدة لجميع المتقدمين الجدد للحصول على مساعدات، وتحديث البحوث القديمة بشكل دوري لجميع المستفيدين، وتقديم العون للفقراء والأرامل والمطلقات، والتعاون مع جميع اللجان الأهلية والمشايخ والأعيان داخل المجتمع في كل ما يتصل ببحث الحالات التي ترد عن طريقهم، وكذلك القيام بأعمال إنسانية طارئة (غير مجدولة) لدى اللجنة، مثل مشروع تكاتف وغيرها”.
دراسة الحالات
ومع ظهور أول إصابة بجائحة فيروس كورونا في المملكة، وبالتحديد في 2 مارس الماضي، اتخذت جمعية تاروت إجراءات لمساعدة أكبر عدد من المتضررين من الجائحة على مستوى المنطقة. ويقول آل درويش: “بلغ عدد المتقدمين للحصول على مساعدات آنذاك 350 متضرراً، ولم يكن هناك وقت كاف لدراسة الحالات بصورة دقيقة من كثرتها”.
ويضيف آل درويش لـ”صُبرة”: “أكثر المتضررين بشكل مباشر هم شريحة سائقي مركبات التوصيل وأصحاب الأسواق المتنقلة وحراس الأمن وبعض المتوقفين عن العمل”، موضحاً أن الجمعية، ممثلة في لجنة التكافل، “بادرت بتنفيذ مشاريع لتعزيز المساعدات، لعل أهمها مشروع تكاتف، كما سعت اللجنة بشكل دائم لتقديم المساعدات بشكل آلي، وذلك بالدفع مباشرة إلى حساب المستفيد البنكي، إلى جانب العمل على زيادة المساعدات الغذائية لجميع المستفيدين”.
أهل الخير
ويشيد بفئة المتبرعين لبرامج اللجنة، ويقول: “أهل الخير لم يقصروا مع اللجنة والجمعية ككل في تقديم المساعدات للفئات المستهدفة، ونحن فخورون بتجاوب المجتمع معنا”. ويتابع “سعينا أيضاً إلى تقديم المساعدات العينية من أجهزة كهربائية، وسداد إيجارات المساكن، بجانب الدعم المعنوي”، مشيراً إلى أن اللجنة تسعى بشكل دائم إلى “تطوير آلية عملها، وتقديم المساعدات بشكل آلي، من خلال العمل على زيادة المساعدة الغذائية لجميع المستفيدين”.
ويرى آل درويش أن المستفيدين من الجمعية “يحتاجون أكثر إلى كافة المساعدات، وفي المقدمة الأجهزة الكهربائية بأنواعها المختلفة، والمساعدات التعليمية، وكذلك قيمة إيجارات السكن، مضافاً إلى المساعدات الطبية”.
آلية التواصل
ويتحدث رئيس اللجنة عن آلية التواصل مع المستفيدين، ويقول: “التواصل مع المجتمع ضروري ومهم في إيصال المعلومات لجميع شرائح المجتمع، وفي الوقت الحالي نحتاج إلى بذل جهد أكثر لتطوير هذا التواصل، ونحن راضون عن العمل الحالي، والزملاء المعنيون بهذا الدور يقومون بجهود كبيرة لخدمة المستفيدين من أبناء المجتمع”.
لا يخفي آل درويش عن طموحات اللجنة في “استقطاب كوادر للعمل التطوعي مع الجمعية، خصوصاً المتخصصين في مجال بحث الحالات”. ويقول: “نتطلع لتأمين مكان مناسب لعمل اللجنة في المبنى الإداري الجديد، وأيضاً التفكير في مشروع استثماري يدعم الجمعية وبرامجها”.