الحوشان ينعى “طوى” ويُصدر “البيان قبل الأخير” تزامناً مع معرض الكتاب
القطيف: صُبرة
أصدر القاص عادل الحوشان ما يُضارع نعياً لدار “طوى” التي يمتلكها، معلناً توقفها عن خيار نشر الكتاب. وفي صفحته الشخصية، فيس بوك، نشر الحوشان ـ أمس ـ ما وصفه بـ “البيان قبل الأخير”، “تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2018، المعرض الذي شهد ولادة طوى كأول دار نشر وثقافة سعودية مهاجرة، بعد معاناة طويلة مع النشر المحلي وهجرته للخارج، وتتابع دور النشر المحلية لخوض التجربة مما أدّى إلى نهوض حركة التأليف والنشر في الداخل والخارج، وصناعة أصوات محلية يُمكنها أن تذهب بعيداً، ومنذ توقف الأندية الأدبية عند دور محدد في دعمها لحركة التأليف والنشر، وعدم وجود مبادرة تتبنّاها وتقف معها وزارة الثقافة والإعلام.. اليوم تتوقف طوى عن الركض بعد 11 عاماً”.
وقال الحوشان “فخورون بما فعلنا بكلّ تأكيد، رغم جميع ما حدث ويحدث”، وأضاف “غامرنا مغامرة في غاية الخطورة، بما تحمله العبارة من معنى، ودخلنا زرقة المحيط بتجارب نشر عريقة سبقتنا بعشرات السنين وعرفت الدهاليز والأقبية والممرات والشوارع والساحات جميعها، ورغم ذلك نعرف أنّنا وقفنا في مرحلة من المراحل ضمن أهمّ دور النشر العربية في تصنيف المثقف والناشر العريق العارف والمحترم”.
عناوين وترجمات
قدّمنا كُتباً بعناوين لم تكن ستنشر لمؤلفين سعوديين لأسباب نعرفها تماماً. وقدّمنا ترجمات عالمية لم يكن ليعرفها ليس فقط القارئ المحلي؛ بل القارئ العربي. وأصبحنا الخيار الأول لكُتّابٍ عرب من مناطق مختلفة، وهذا يجعلنا على اعتزاز تام بما فعلنا.
نافسنا بقوّة على أقرب المواقع لعقل القارئ العربي وذائقته وأدواته. حصدنا في مسيرتنا ما يُقارب عشر جوائز… ولا زالت عناوين كتب طوى ترنّ أجراساً هائلة في المكتبات وقوائم القارئ الباحث عن الإلهام.
للتاريخ طوى 2002 أو كما أسميناها “تويتر السعودية” والتي تحَمّلنا فيها الكثير وأوقفت 2005، بكلّ تضحياتها التي لم نتحدث عنها بعد، ولم يأتِ الوقت لذلك، هي طوى 2007 ـ 2018. إنّه تاريخ الأعمار القصيرة بالنسبة لنا، ووُلد برضانا الكامل وسيُولد غيره ما دامت الحياة لنا”.
لن نتوقف
وأضاف مستدركاً “لن تتوقف طوى عن العمل، لكن (الكتاب) لم يعد ضمن خياراتها، وستكون هناك مشاريع أخرى للفنون والآداب والثقافة، مشاريع كنّا ولا نزال نحلم بها، مثلما فعلنا من قبل.
وستبقى الكُتب التي طبعتها طوى في الـ 11 عاماً الماضية كما هي، في مشاركات محدودة ووفق طلبات المكتبات حال طلبها من مكتب عملنا الدائم في بيروت.
والأعوام القليلة التي لم نطبع فيها أيّ كتاب، بطولها وبقسوة قرار الإيقاف بالنسبة لنا، كانت كافية لقناعتنا بالتوقف تماماً.. هذا مع المحاولات الكثيرة والكبيرة لثنينا عن القرار”.
شكراً
ووجه الحوشان “شكراً للأصدقاء الذين دعموا طوى بمواقفهم وعلى رأس الهرم وكلّ هرم.. وذكر منهم:
• هاشم الجحدلي، عرّاب الكتاب في العالم العربي برمته دون استثناء.. سيّد الشغف ومرمِّم أخشاب أرواحنا.
• صالح زمانان الذي ما إن يكتب عبارة على رأس الليل، إلا ويعطي طوى المطرقة والسكين والرصاصة.
• يحيى امقاسم رغم كلّ شيء، ورغم يومه 14 مارس تحديداً.
• علي الشدوي بأرواح الرعاة والقطعان والجنود.
• مجاهد عبدالمتعالي الغائب إلاّ عن قلب طوى والزاهد إلاّ عن الحرية والسلام.
• عبدالله الكعيد، الذي يصبغ جروح طوى بالقار والوقار ويأخذنا حال تعمّق التعب فينا إلى أعالي الجبال.
• العم إبراهيم فلاح رغم قدمه المعطوبة وطوال سنواتنا وهو يدفعنا ويوقظنا قبل الموعد بأيام.
• رجال ألمع الرجال…
• جازان وأحبابنا فيها.
• البنات اللواتي فرِحن وقدّمن لنا الورد.
• المؤلفون الشباب الذين أحبّوا طوى أكثر منّا.
هؤلاء هم وغيرهم، من عشنا في ظلالهم طويلاً وأخذنا من أعمارهم ما لا يُمكن أن نُكفّر به عن سيئاتنا.
لهم كلّ الحب والعرفان إلى الأبد.
أمّا طوى فستبقى ونحن نتذكر أول بيان لها عندما كان عمرها قصيراً 2002، وأصدرت أول بياناتها ضد الإرهاب.. هي هي تُعيده مرةً أُخرى ضدّ الخراب الكثير.
وسنُعلن قريباً عن جهاتِ وعناوين بيوتنا التي نسكنها.
طوى للثقافة والنشر والإعلام
14 مارس 2018“