من داخل البيوت.. عيديات القطيف برامج صغيرة.. وفرحة كبيرة كورونا منع التجمّعات.. والناس تغلّبوا على عزلتهم بالتواصل

القطيف: ليلى العوامي

رغم البقاء والمنزل وحضور “كورونا” ضيفاً ثقيلاً عليها وعلى أسرتها، إلا أن رقية حسن ترى أن عيدها كان “مميزاً بكل تفاصيله الصغيرة منها قبل الكبيرة”. صلت رقية صلاة العيد خلف زوجها،واصفة التجربة بأنها كانت “جميلة ومميزة”، وتقول: “شكراً كورونا، ولكن أرجوك أرحل”.

فطور العيد

آخر فطور لمعين محمد الحمادي كان في الـ12 ليل أمس (الأحد)، تقول: “حين جلست لأتناول فطور آخر يوم من شهر رمضان، كانت عائلتي في المطبخ تجهز حلويات العيد، كان الوضع ممتعاً، فقد اعتدنا عليه كل رمضان، ولكن ما لم اعتد عليه هو أن ننتهي من صلاة العيد ونكون في المنزل”.

وتضيف: “بدأت أجواء العيد بوالدايَّ وهما يتدارسان بعض سور القرآن، وحينما أشرقت شمس صباح العيد صلينا جميعنا بإمامة والدي، وباركنا لبعضنا، وسط أجواء عائلية صغيرة، والفطور الذي أعدته والدتي وكان مميزاً، فقد امتلأت طاولتنا بأشهى المأكولات”.

الا أن معين افتقدت هذا العام التجمعات العائلية في بيت جدها، مستدركة بالقول: “إنه عيدٌ واحد، وبعده أعياد كثيرة سنكون معهم بإذن الله، والحمد لله على كل حال”.

هدايا مضاعفة

جهزت فاطمة آل سعيد هدايا مضاعفة لأطفالها، فهي ترى أن يوم العيد “يوم توزيع الجوائز من الله سبحانه وتعالى، فإذا كان هذا من الله لعباده، فما بالنا لا نوزع الجوائز على من هم أمانة بين أيدينا، فالفرحة لا بد لها أن تكتمل، وأن نسد بعض نواقصها في ظل عدم استطاعتنا معايدة الأهل والأحباب”.

وتقول آل سعيد: “إن الجانب النفسي هو الأهم بالقيام بالأعمال العبادية من صلاة وتسبيح وذكر لله مع الأطفال ووالدهم، وحثهم على إقامة صلاة العيد، وإن كانت متأخرة عما هي كل عام منذ الفجر”.

برنامج العيد

أعدت فاطمة مع زوجها برنامجاً لإحياء هذا اليوم مع أطفالهما، لتكون “بركة” متصلة بالرحمة المهداة في شهر رمضان، مضيفة “أقمنا العبادات، وحان وقت الجوائز لهم، فبعد أن ارتدينا ملابسنا الجديدة، وأصررت على بناتي أن يضعن مساحيق التجميل التي تليق بالعيد، لا التي تتناسب والمنزل فقط؛ أخبرت الجميع بأن يكون على أهبة الاستعداد للقاء العيد”.

وترى آل سعيد أن لقاء الأحبة لا يقتصر على المساجد، أو منزل والدها، أو والد زوجها، وإنما تستطيع أن تلتقي بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فصلة الرحم في هذا اليوم لا بد أن تستمر، بالخروج، أو بالبقاء في المنزل، فالصور وتوثيقها مهم لمشاركتها مع الأهل والأحباب.

وتقول: “تحدثت أنا وزوجي وأولادي عبر مواقع التواصل مع الجميع، فقد كنا مصرين على إحياء العيد كما هو كل عام من دون نقص، والحمد لله الذي وفقنا لذلك، وإن كان بجهد أكبر مما كنا عليه، ونتباعد اليوم لنقترب غداً”.

تقريب البعيد

بدأ خالد خليفة المصوف يومه بصلاة العيد، يقول: “رغم أنها لأول مرة أقيمها في المنزل، لكن كان لها فائدة كبيرة لي ولأفراد أسرتي والحمد لله، فلقد عززنا صباحنا بالتبريكات للأهل والأصحاب والجيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي اعتبرها في هذه الجائحة من أفضل الوسائل لتقريب البعيد بالصوت والصورة”.

ويضيف المصوف “قمنا بإعداد الإفطار، والتزامنا الجلسة في المنزل جاء طبيعياً، فقد اعتدنا عليه في الأشهر الماضية، وجمَّلنا جلستنا في صباح العيد، وحتى الظهيرة بالأحاديث الجميلة، وتذكر بعض المواقف المضحكة، وهناك العيديات التي تم توزيعها للأهل عبر خدمة أونلاين”.

ويقر بأن هناك من هو متضايق، لأنه لم يذهب لبيت الجد، ولكنه يقول لهم: “غداً أجمل، وعلى الوالدين خلق أجواء جميلة لهم، وتوفير الألعاب الثقافية في هذه الأيام، فنفسية الآباء تنعكس إما سلباً أو إيجاباً على أبنائهم”.

أجمل اللحظات

زهرة حسن الأبيض كان يتردد على بالها سؤال منذ بداية جائحة كورونا: كيف سيبدو عيد الفطر هذا العام في ظل هذه الظروف؟ وكيف ستقضي أوقاته؟ خصوصاً مع محاولة بعض السلبيين نشر فكرة أنه لا يوجد عيد هذا العام.

تقول الأبيض: “أرى أننا في أمس الحاجة للبهجة، والفرح في هذه الظروف الاستثنائية، لذا لم أفوت فرصة الاحتفال بهذا اليوم، ولأنني من الطاقم الصحي، ومرتبطة بدوام يومي، وبسبب ظروف الحظر، وضيق الوقت المسموح بالتسوق، وحرصاً مني على تطبيق التباعد الاجتماعي لم يكن لدي متسع من الوقت لشراء تجهيزات العيد، ولأنه العيد مشاركة وتواصل؛ فقد كان التواصل المرئي بين أفراد العائلة والأصدقاء أفضل طريقة مما أعطى هذا العيد طابعاً خاصاً تحتمه الظروف الحالية، ولكن لم تقلل أبداً من فرحة هذا اليوم، بل كانت لحظات المشاركة من أجمل اللحظات”.

عادات لم تغب

لم يستوعب عادل عبدالله السلطان حقيقة الوباء منذ البداية، ولكنه تعايش معه بكل مشاعره، خوفاً من فقد الأحبة، يقول: “لم يخطر على البال بأن يصبح عيداً جافاً، وأن يؤثر الحظر على فرحة أطفالنا، فهذا العيد نكهته بعيدةً عن الأعياد الأخرى”.

ويضيف السلطان “الواقع يفرض نفسه على الجميع، تلك الابتسامات والسرور يجب أن نزرعها في وجوه أطفالنا، وتشجعت الصباح وأنهيت صلاة العيد، وتناولنا وجبة الفطور المفضلة: الكبدة، وألبسنا أطفالنا ملابس العيد، والتقطنا الصور للذكرى”، مضيفاً: “أن ما يميز عيد هذا العام أن أطفالي سيجلسون بين جدران البيت، ولكننا سنحاول جاهدين بأن نغير الروتين بشيء مفرح ونعطيهم طابعاً جميلاً وننشر السرور”.

فرحة العيد

بدأ يوم نضال المسيري عند الرابعة فجراً بمتابعة البث المباشر لإحياء أعمال يوم العيد على “يوتيوب”، إلى حين دخول وقت صلاة العيد، فأقامها عبر البث المرئي.

يقول: “ترتيبات العيد من الضروريات في كل منزل، يوم العيد عادة يكون فيه النوم مضطرب قليلاً، وأخذت لنفسي قسطاً من الراحة حتى العاشرة صباحاً، بعدها مارست عملي بكتابة بعض التوصيات، والارشادات للحماية في واتسآب، وإرسالها عبر خدمة إضاءات، وللأهل النصيب الأكبر هذا اليوم، فالعيد فرحة في كل زمان ومكان، والعيد بهجة الصغار قبل الكبار، والحمد لله وجود عائلتي وتناولي غداء العيد معهم نعمة قد ينقصها تجمع العائلة الأكبر، ولكن في الأيام المقبلة سنعوض كل ذلك”.

تواصل رغم التباعد

ويرى محمد عبدالرزاق ملا رضي الزاير، أن عيد 2020 “تباعد أجساد، وعناق قلوب، ورغم ما حمله هذا العيد من أحداث وتحديات جمة ومؤثرة على حياة الأفراد والمجتمعات في العالم، فالهاجس الأكبر كان توضيح التغيير الجذري لأطفالي في هذه السنة، والذي اختلف عن باقي السنوات حيث امتلأت ذاكرتهم بأحداث كثيرة من التحضيرات اللازمة قبل يوم العيد، والترتيب ليوم العيد نفسه، ومما ساهم في تخفيف هذا الأثر كان الحوار المستمر معهم بخصوص الإجراءات المتبعة وضرورة التزامها لمصلحة الجميع، وكذلك التوجه إلى منصات التواصل الاجتماعي التي وفرت بيئة حاضنة للتواصل في ظل انعدام الاتصال المادي”.

وعلى الصعيد الشخصي، يرى أن التباعد عن الأهل كان “صعباً، خصوصاً عن الأم التي اعتدنا لقاءها، وعناقها في هذا اليوم. ورغم البعد؛ فلا زال التواصل مستمراً بالدعاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×