منازل السعوديين تتحول إلى مساجد.. والأئمة آباء وأبناء علماء يوضحون كيفية ادائها في المنازل
القطيف: فاطمة المحسن
لن يمنع فيروس كورونا زينب محمد ان ترفع يديها قانتة: “اللهم رب الجود والجبروت، وأهل الكبرياء والعظمة، وأهل العفو والرحمة.. إلخ”، في صلاة العيد، ولكنها لن تؤديها هذه المرة في المسجد كما اعتادت منذ عقود، بل في منزلها، وبدل الشيخ الذي اعتادت الصلاة خلفه سيكون إمامها هذا العام ابنها البكر محمد.
تقول هذه السيدة الستينية: “لكورونا أحكامه، والحمد لله على كل شيء، الحمد لله الذي مكننا من صيام شهر رمضان وقيامه، والحمد له على أن حماني وأسرتي واحبتي من شر الوباء”.
منذ حوالى شهرين هزت جائحة كورونا أسس الحياة حول العالم، ولم تكن دور العبادة بمنأى عن هذا التأثر لتكون في عداد المراكز التي أغلقت في وقت مبكر من إعلان اكتشاف حالات كورونا.
ولأن الحياة تستمر؛ فإن ذلك يعني مضيها بشكل مختلف عن ما ألفناه سابقاً، وصلاة عيد الفطر المبارك، لن تكون هذا العام في المساجد، بل في البيوت.
جماعة وفرادى
يقول السيد حسن السادة لـ”صبرة”: “إن صلاة العيد هي العبادة التي ارتبطت بتوزيع الجوائز، وهو يوم العيد بعد ضيافة الله في شهره الكريم، ودعانا بعد تلك الضيافة في شهره وبيته لأخذ الجوائز في يومي الفطر والأضحى، وقرر لنا صلاة يجتمع فيها المؤمنون سعداء بعطايا ربهم وجوائزه، شاكرين الله على عظيم ضيافته، ينتظمون في صفوف الصلاة لا فرق بين الغني والفقير منهم مكبرين حامدين مهللين مسبحين مصلين على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله شاكرين ربهم على عظيم نعمه”.
ولفت السادة إلى أنه في ظل الظروف التي نعيشها من عدم القدرة على الخروج؛ فإنها تصلى جماعة وفرادى، فيمكن لرب الأسرة أو أحد أفرادها أن يكون إماماً للجماعة في بيته ويصلي بأسرته.
وأبان أن وقتها هو من طلوع الشمس ـ وهو آذان الصلاة ـ ولا آذان ولا إقامة في صلاة العيد، فإذا طلعت الشمس خرج للصلاة، ويمتد وقتها إلى زوال الشمس (آذان الظهر) ولا يقضيها من فاتته.
لا خلاففيها
يتفق الفقهاء على أن صلاة العيد ركعتان يكبر فيهما المصلي خمس تكبيرات في الركعة الأولى بعد القراءة، وأربع تكبيرات في الثانية، ورغم استحبابها فهي الحد الفاصل لأمر واجب، فلا بد من اخراج زكاة الفطر قبل أدائها، حيث يحتاط الفقهاء وجوباً بعدم تأخير إخراج زكاة الفطرة لما بعد الصلاة.
احتفاء
تأتي أهمية صلاة العيد – كما يقول الشيخ علي القطان – متصلة بالجو العظيم الذي يمثله شهر رمضان المبارك، وأنه والرحمة المهداة في لياليه وأيامه وهذا اليوم بجميع أعماله بدء من ليلته و الخروج لصلاة العيد والتكبيرات وغيرها من سنن مستحبة هو احتفاء بما حققه المؤمن من نتائج على مستوى تغير النفس والحياة الأسرية والاجتماعية، وإن رمزية.
خطبة العيد
وقال القطان: “إن خطبة العيد مستحبة بعد صلاة العيد، وهناك الكثير من المؤمنين القادرين على إقامة العيد وخطبتيها بما عندهم من مستوى ثقافي وديني مناسب”.
وسأل: “ما الذي يمنع أرباب الأسرة من إلقاء ولو كلمة موجزة، ولو بالقراءة من خطبة معدة مسبقاً ومكتوبة من قبل طلبة العلم، حيث يستحب الحديث عن زكاة الفطرة، ويبين قدرها وجنسها ومستحقها ووقتها وكيفية الإخراج، ويمكن أيضاً الاستماع إلى الخطب التي يبثها الفضلاء حفظهم الله، وإن كنت أشجع على أن تخوض الأسر هذه التجربة ليعيشوا جواً روحياً ودوراً توعوياً في داخل أسرهم”.
فرصة لتكون عادة
وأكد القطان، أهمية إقامة الصلاة بشرط التزام الاحترازات الوقائية، بأن يصلي أرباب الأسر بزوجاتهم وأبناءهم وبناتهم، فهذه فرصة لتحويل بيوتنا إلى مساجد، وأن نستحضر فيها زينة المسجد من حسن أسلوب في الكلام والدعوة، فتكون بيوتنا جنة العيد، بيوت تتصل ببيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه، ويستحب التكبير بعض صلاة العيد وكذلك والإفطار المستحب بالتمر أو نحوه.
خطبتان غير لازمتين
بدوره، قال الشيخ محمد العبيدان: “إنه في ظل الظروف الراهنة والأوضاع الخاصة قد يفوت بعض المؤمنين استحباب أداء صلاة ووجود الخطبتين فيها، ويغفل هؤلاء على أن الخطبتين لا تلزمان لو أديت صلاة العيد متابعة وليس جماعة”.
وإن كان العبيدان يرى أن “الأجدى برب الأسرة هو أن يصليها بعياله في المنزل وعدم تركها والقيام بأدائها، كما أن الخطبة لا يعتبر فيهما وقت محدد أو موضوع معين ويمكن أن يقدم لهم النصيحة ويحثهم على التعاون والتلاحم والتواد والمحبة، كما يمكنه بيان مسألة فقهية”، لافتاً إلى أن كل تلك الأمور هي بمثابة التقرب بين أفراد الأسرة والتلاحم بينهم وهو ما سعت له الشريعة الإسلامية في سن الصلاة الجماعة والخطبة فيها”.
يوم الرحمة
تكمن أهمية صلاة العيد كما يقول الشيخ جعفر الربح بأنها بالرغم من استحبابها الا انها مظهر من مظاهر المحبة والمودة بين عامة المسلمين، ويوم عيد الفطر هو يوم الرحمة ويوم الجائزة، ويتزاور فيه المؤمنين بعضهم البعض ويتقربون بذلك إلى خالقهم، وفي ظل هذه الظروف وأخذ الحيطة صحياً إما أن تُصلى جماعة بإمامة رب الأسرة أو أحد أفرادها وإن لم يتيسر ذلك صُليت فرادى على أن لا تترك في كل الأحوال استحباباً.