[كورونا] لا ذبائح.. ولا تجمّعات.. عيد استثنائي وسيلته التهاني الإلكترونية تطورت من "SMS" إلى "واتسآب" و"إنستغرام" و"زوم"

سيهات: شذى المرزوق
على بعد مسافة ساعات من عيد الفطر المبارك، تسترجع خيرية الحكيم أعياداً سابقة، كانت تحضر فيها نفسها لمعايدة الأهل والأصدقاء، ليس بتحضير الكعك والملابس الجديدة وعيديات الأطفال فحسب، بل بإرسال بطاقات معايدة تتضمن كلمات وصوراً لكل المضافين لديها في تطبيق “واتسآب”، وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي، إضافة لإطلاق معايدة مفتوحة للجميع على صفحتها في “إنستغرام”، لتتقبل فيها التهاني والتبريكات مع بقاءها في بيتها.
تذكر الحكيم، أن هذا الأمر كان يستلزم منها ساعات طوالاً، تقضيها أمام الشاشة الذكية في تصميم العبارات على “بنر” بقالب خاص للمعايدة، وكذا لتقديم واستقبال التهاني من غرفتها التي ترى فيها العالم من دون ان تتحرك، ومن دون أن ترى أحداً على أرض الواقع، عدا أفراد عائلتها الذين تتشارك معهم طقوس العيد وفرحته.

متطلبات “كورونا”
وفيما كانت هذه الفكرة تلقى معارضة سابقاً، خصوصاً من كبار السن، والوالدين تحديداً، الذين لا يرون معنى للعيد من دون رؤية الأهل والأصدقاء مباشرة، متنقلين من بيت لآخر للمعايدة، إلا أن المعارضون أذعنوا لمتطلبات الظروف الكورونية التي أجبرت العالم على الانعزال بعيداً عن أي ممارسات اجتماعية، ومنها تبادل الزيارات أو الاجتماعات العائلية تحت مسمى “التباعد الاجتماعي”.
وبدا أن المجتمع بأكمله يتجه لتقبل هذا النوع من المعايدات التي كانت موجودة في الأصل قبل الجائحة، وذلك باستخدام عدد من البرامج والتطبيقات الاجتماعية، من دون عتب عن غياب المعايدات الواقعية المتعارف عليها، وذلك من باب الاحتراز الصحي، للحد من انتشار الفيروس.
الأمر الذي دفع بعدد من العائلات والأصدقاء إلى استغلال التكنولوجيا بشكل أكبر للتواصل والتجمع، على رغم البعد لتبرز عدد من التطبيقات الافتراضية بديلاً آمناً يوفر بعضاً من حميمية من دون مغادرة المنزل، إذ نشطت برامج المحادثات الجماعية بالفيديو والهاتف، بالإضافة للبرامج التي كانت ومازالت منصات للمعايدة.

من “SMS” إلى “فايسبوك”
ويشير جمال الحايك إلى تدرج المعايدة، من رسائل عبر البريد الإلكتروني، إلى رسائل نصية SMS، ومنها لمنصات “فايسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” و”واتسآب”، الذي يشهد شعبية أكبر، لسهولة استخدامه مع اختلاف وتنوع مستخدميه.
ويقول الحايك لـ”صبرة”: اتذكر استخدام جوال النوكيا في إرسال رسائل التهنئة بالعيد التي كانت تنتهي بعبارة: جزء من النص مفقود، إذا ما تم إرسال رسالة تهنئة بعدد أحرف يفوق العدد المسموح به، وفي هذا هو يتشابه مع تويتر، مع أن الأخير أكثر تطوراً وأكثر انفتاحاً على العالم، إلا أنه يقدم كذلك خدمة التدوين المصغر للتهنئة بالعيد بحيث لم يكن يتجاوز الـ140 حرفاً في التغريدة الواحدة”.
أما عن “فايسبوك”، فيرى أنه مع تدرج استخدام البرامج للمعايدة الإلكترونية قفز هذا التطبيق ليكون الأهم في ميدان المراسلات والتفاعل بين الأصدقاء ونشر الصور وذكريات العيد والمنشورات الخاصة، وتطور بعدها ليحوي التطبيق “ماسنجر”، حيث التواصل الفوري للمستخدمين، وإتاحة الفرصة لإنشاء مجموعات للدردشة والتواصل، وحتى لعب الألعاب الإلكترونية”.

“زوم” يدخل على الخط
من جانب آخر، يرى جاسم الشويخات أنه في هذه الفترة تحديداً استحوذت منصات العالم الافتراضي على اهتمام العالم، يقول: “اعتقد أن زوم من أبرز البرامج المستخدمة لتخفيف وطأة الحجر، بعدما قفز للصدارة منذ تفشي الوباء، باعتباره الخيار الأمثل لإجراء مكالمات جماعية تضم أعداداً كبيرة، ولأنه يتيح المجال للإحساس بالطرف الآخر من خلال رؤيته، إذ يتسنى لي الشعور بوجوده أكثر عبر ملامحه وحركات جسده، مما يعني أنه أكثر قرباً مما لو كان مجرد اتصال هاتفي عادي، وهذا هو المتاح الآن للعيد”.

تعليق واحد

  1. نشكر الأخت شذى المرزوق الاعلامية المميزة على جهودها الجميلة في توثيق لحقبة زمنية عاشها البعض منا
    وهي بالنسبة لنا ذكريات جميلة
    تذكرنا المعايدات بالرسائل النصية
    أيام ( جزء من النص مفقود)
    وبعدها الايميل الذي حل الواتساب مكانه
    وبالنسبة للآخرين تاريخ ومعرفة لمراحل التطور خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×