سارة غنام.. أول مهندسة حفر سوائل سعودية تدرّبت في هيوستن، وعملت في عُمان.. وأمس طارت إلى بروناي
تركت مكاتب أرامكو واختارت تعب العمل الميداني في هاليبورتن
القطيف: ليلى العوامي
مساء البارحة؛ استقلت سارة حسين غنّام رحلتها إلى سلطنة بروناي، في واحدة من رحلات العمل الذي اختارته عن قناعة وتصميم. مهندسة الكيمياء؛ اختارت العمل الشاق في أعمال الحفر النفطي. وفضلته على عمل المكاتب والـ “مريسة” الناعمة.. لتخوض تجربة قاسيةً تدرّبت على صعوباتها في هيوستن تكساس. ثم خاضت تجربة العمل الحقيقي في حقول عمان وبروناي. ولم يمنعها كونها أنثى عن عزلة المواقع النائية، ولمدة قد تصل إلى 90 يوماً في الطقوس الصعبة والعمل الشاق.
وفي هذا التقرير؛ تسرد “صُبرة” قصة الشابة القطيفية التي تركت العمل في مكاتب شركة أرامكو، لتؤسس حياتها على عملٍ لا يُقدم على متاعبه إلا الأشدّاء من الرجال.
متعبة وممتعة
لم تكن حياة سارة الغنام العملية عاديةً أو مريحة بحسب قولها. بل متعبة وشاقة، ولكن بالنسبة لها كانت ممتعة لأنها تريد ذلك. ولكن بشكل عام لا تستطيع أن تصف مجال عملها بأنه المجال الممتاز، بل هو منهكٌ فكرياً وجسدياً، إنه “يتطلب منك أن تكوني حاضرة في كل وقت ومتواصلة بشكل مستمر ومباشر مع جميع العاملين في الموقع. صعوبة العمل في “الرقوق” هو عزلة المكان وتأثر الموجودين ببيئة المكان القاسية نوعاً ما والجميع يعرف بيئة “الرقوق”
بداية
أنهت دراستها الجامعية تخصص هندسة كيميائية وبحثت عن شركات للتدريب كي تضيفها لسيرتها الذاتية وتصنع رصيداً قوياً يساعدها في الحصول على وظيفة تناسبها. عرضان قُدما لها: العرض الأول كان من مستشفى Johns Hopkins Aramco لتعمل في المجال الصحي.
والعرض الثاني من شركة halliburton-saudi وفي هذه الشركة وجدت ساره نفسها أمام معدات وأدوات لم ترها من قبل، وهو ما حمسها للعمل أكثر.
أول سعودية
عرض شركة halliburton كان بمثابة كلمة أرشميدس “وجدتها”. بعد انتظار ستة أشهر جاءتها مكالمة من halliburton كي تنضم لفريق العمل. تم توقيع العقد مع الشركة، وأُرسلت للتدريب في مدينة هيوستن تكساس مقر الشركة بأمريكا. وكانت فترة التدريب ثلاثة أشهر. في هذه الفترة كان عليها يومياً اجتياز اختبار. الدراسة مكثفة وصعبة جداً ولم تتصور صعوبتها إلا حينما خاضت التجربة. ولكن لرغبتها الشديدة صبرت وثابرت وتفوقت، فصارت أول سعودية تحصل على هذه الفرصة.
كان الاختبار يوم الإثنين من كل اسبوع ومن يحصل على أقل من 80% من درجة الاختبار يتم طرده من الجامعة. كانت تسمع من حولها يرددون عليها دائماً “سارة أنت حالة خاصة ولن تجتازي.. كوني سعودية”. وكانت تقول في نفسها “أتيت كي أتعلم.. يجب أن اجتاز التدريب رغم صعوبته.. خلاص لا مفر”.
تقول سارة: وصلت لهيوستن للتدريب وليس لدي أي فكرة عن “الرق”. ومن كانوا معي خبرتهم أكثر، وكان هذا عائقاً بالنسبة لي في البداية. ولكن كنت أفكر وأقول “أنا لا أملك المعلومات والخبرة، ولكن كان لدي مهارات تواصل استخدمتها لتحسين صورتي. وحتى لاينتبهوا لقلة معلوماتي وخبرتي كنت أُشعرهم بأني إنسانة قادرة وممتازة وبالفعل؛ وبسبب إيجابية التفكير دخلت مع مجموعتي بمشروع، وحصلنا على المركز الأول فيه، كما حصلت على المركز الأول في التقييم الفردي.
تستحق الصبر
العمل كمهندسة حفر إنجاز لم يسبق لأي فتاة أن قامت به حتى من دول الخليج. لا توجد فتاة عملت مهندسة حفر في “الرق”. ومن وجهة نظري مادامت الفرصة موجودة؛ فليس عيباً أن تعمل الفتاة في مجال حفر السوائل بـ “الرقوق”.. يجب أن تكون هي تريد ذلك وألا تسمع كلام السلبيين من أفراد المجتمع.
رحلة عمان
حينما انتهت من فترة التدريب بهيوستن تكساس؛ انتقلت إلى العمل في عمان لمدة شهرين في فرع شركة هليبورتن عمان. وفي حقل “مخيزنة” بجنوب مسقط كان لديهم سيدات يعملن في “الرق” فعلاً. ولكنه ليس بنفس مسمى تخصص سارة (مهندس سوائل حفر Engineer- Drilling fluid). لكن الموظفين هناك متعجبون من نوعية تخصصها. تقول “كنت حينما أخرج إلى موقع العمل وأجلس في الحافلة؛ أضع حقيبتي بجانبي، وكأن المكان محجوز للحقيبة. فقد كنت الوحيدة في الحافلة”.
تضيف “في كل مكان يوجد معارضون لعمل المرأة وسط الرجال. في كل بلد، حتى في أمريكا. هذه الفكرة ليست مختصة بمجتمع معين، هي طبيعة البشر. وأنا كنت احترم نفسي أينما كنت، لأني أريد أن أتعلم، أريد أن أحقق طموحي”.
رحلة بروناي
أنهت رحلتها التدريبية في عمان، وعادت إلى وطنها. وبعدها انتقلت إلى بروناي في شرق آسيا، في مهمة عمل. عملت كثيراً هناك.. تقول “كنت أخرج ليلاً إلى موقع العمل وأعود. لم أتعرض لأية مشاكل. الكثير كان معي والكثير كان يعلمني وأتعلم منهم. كنت نوعاً ما “في حالي”، حتى وإن تعرضت لبعض المضايقات؛ لم أكن أهتم. مازالت رحلتي الى بروناي قائمة إذ عدت الآن الى الممكلة حيث أعيش، وسأعود قريباً لإكمال مهمتي هناك”.
طبيعة عمل
بشكل عام لايوجد مهندس سوائل حفر من الإناث. الأغلب رجال بشكل عام. والفتيات يفضلن أن يكن مشرفات، أو يعملن مكتبياً. وهناك من تعمل في الموقع أسبوعاً ثم تعود. لكن “طبيعة عملي تتطلب أن أكون في منطقة المشروع منذ انطلاقه إلى أن ينتهي، وأكون مشرفة مباشرة ومتحملة ودقيقة المراقبة. أي خطأ في المشروع سيقع على عاتقي وقد تصل مدة وجودي في الموقع الى 90 يوماً. وهذا ما لايطيقه البعض”.
تضيف “عملي يحتاج الى قدرة تحمل واعتقد أن هناك كثيرات قادرات على ذلك. مهندسة سوائل الحفر لا بد أن تكون ملمة بكل شيء: ثقافة العمل، حسن الاختلاط، معرفة الشخصيات في موقع العمل.. يجب أن تكوني شخصية متأقلمة واستكشافية”.
سارة حسين غنّام |
- تاريخ الميلاد 13/4/1990
مكان الميلاد: الدمام
المدرسة الابتدائية : مدارس الحصان الأهلية
المدرسة المتوسطة: الأولى بالقطيف
المدرسة الثانوية: الرابعة بالقطيف
جامعة: pensylvania state university psu
جامعة: university of colorado denver
الخبرات: مستشفى جون هوبكنز، أرامكو ” البرنامج الصيفي” 80 ساعة تطوع.
شركة هالي بيرتون “البرنامج الصيفي” 6 شهور برنامج تدريب.
مجموعة من البرامج التدريبية في مجال التخصص.
ماشاء الله . عمل مميز
الله يوفقها يارب وترفع رأس والديها وبلدها ولكل مجتهد نصيب
للاسف خبر مليء بالمعلومات المغلوطة. ليست اول سعودية و الكثير من السعوديات دخلوا مجال العمل الميداني في هاليبرتون و غيرها من شركات الخدمات البترولية و انهوا هذه المرحلة بتفوق. سارة لا تزال ببداية طريقها و التلميع لا يفيدها في هذه المرحلة. و لا يوجد فترات عمل ميداني تصل الى ٩٠ يوم، ارجوا تحري الدقة.