المتعافية “جميلة”: خفت من الموت بكورونا قبل أن أرى أولادي أصيبت بالفيروس داخل فندق الحجر.. وشُفيت في مركزي القطيف

القطيف: معصومة الزاهر

لن تنسى السيدة “جميلة حسين” في يوم من الأيام، تفاصيل رحلة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وتسلسل المشاعر لديها في هذه الرحلة، بدءاً بالتوجس والقلق، ثم الترقب والانتظار، إلى الخوف من الموت، حتى انتهى الأمر بمشاعر الفرح والسرور.
جميلة التي تراعي كل الإجراءات الاحترازية الصحية، لم تكن تتوقع أن تقع ضحية للمرض أثناء الحجر الصحي عقب عودتها من خارج المملكة.
وعن قصة إصابتها بالمرض، تقول: “عدتُ من خارج المملكة وخضعت للحجر الصحي لمدة 10 أيام في أحد فنادق الخبر، وكنت مخالطة لزميلة لي مصابة بالمرض دون أن أدري، وفي يوم من الأيام، شعرت هذه الزميلة بالتعب وارتفعت درجة حرارتها، واتصلنا بفريق الحجر، ووصلت سيارة إسعاف نقلت هذه الزميلة إلى المستشفى، في هذه الأثناء، شعرت بتعب مماثل وطلبت منهم الذهاب إلى المستشفى للإطمئنان”.

في المركزي

وأضافت: “في مستشفى القطيف المركزي، جلسنا في غرفة واحدة، واعترضت على ذلك، وطلبت نقل كل واحدة في غرفة مستقلة، خوفاً من نقل المرض، خاصة أن تحاليل زميلتي جاءت إيجابية”.
وقالت: “خضعت للتحاليل الطبية، وجاءت نتائج التحاليل سلبية والحمد لله، وبعدها طلبوا مني الذهاب إلى البيت، ورغم ذلك، كنت خائفة، وشككت في أنني مصابة بالمرض، خاصة بعدما شعرت  بارتفاع درجة الحرارة”.

وتابعت: “رفضت العودة إلى المنزل، وأخبرت الأطباء والممرضات بأنني غير مطمئنة، ولا أرغب في أن يُصاب أحد أولادي بسوء، وطلبت إعادة التحاليل من جديد، فقالوا لي أنني سأعود إلى الحجر والعزل من جديد، ورغم خوفي وقلقي، رحبت بالأمر، مقابل ألا يصاب أحد أبنائي بضرر”.
وتابعت “أجروا لي المزيد من التحاليل الطبية، وخضعت لأشعة على الصدر ليطمئنوا على حالة الرئتين، بعدها خرجت من المستشفى قبل أن تظهر نتائج التحاليل، وأوصاني الطبيب بالبقاء منعزلة في حجرة داخل المنزل بعيداً عن الجميع حتى موعد ظهور النتائج”.

 

بالحجر المنزلي

وتقول جميلة: “بقيت 5 أيام في الحجر المنزلي، كنت خائفة على أولادي كثيراً، شددتُ من إجراءات العزل داخل البيت، وبعدها تلقى ابني اتصالاً من المستشفى بان نتيجتي “إيجابية”. كانت صدمة، ذهبت فورًا إلى المستشفى، الذي تواصل مع أولادي والعاملة المنزلية لفحصهم جميعاً، باعتبارهم مخالطين لي، والحمد لله ظهرت نتائجهم سلبية”.

رحلة العلاج
وتتابع “أم أحمد” “في المستشفى كنت خائفة، لكوننا أربع نساء في غرفة واحدة، ونستخدم دورة الحمام نفسها، وتواصلت مع الممرضات والأطباء هناك لنقلي إلى غرفة مستقلة”. وقالت: “لا أنكر، كنت أخشى  الموت في المستشفى دون أن أرى أولادي الذين تواصلت معهم عبر الهاتف، ولكن في المقابل، لم أيأس ولم أفقد الأمل، شعرت بأن الله سيكون في عوني، ويتم شفائي على خير، وجلست في المستسفى قرابة شهرين تحت الرقابة الطبية، وإجراء التحاليل المخبرية، إلى أن منّ الله علي بالشفاء من هذا المرض”.

وتضيف: لن أنسى هذه الرحلة بكل تفاصيلها، ولن أنسى فضل الله علي بأن أصاب بهذا المرض رغم إلتزامي الإجراءات الاحترازية، وكنت على وشك الموت، ثم يمن الله علي بالشفاء، ولا أقول سوى الحمد لله”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×