[أبطال كورونا] زينب البو.. أنقذت زوجها الطبيب الهمل من المرض في عيد ميلاده تحملت آلام الغربة 28 يوماً وقادت سفينة الأسرة حتى برّ الأمان

سيهات: شذى المرزوق
كوقع الصدمة كان خبر إصابة زوجها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، فالطبيب المعالج أصبح بحاجة إلى علاج؛ زوج مريض، وغربة، وطفل في شهره الثلاثين، وخوف من انتقال العدوى.
لكن زينب البو، زوجة استشاري العظام حسين الهمل، سرعان ما استوعبت الصدمة، وقررت أن تكون الربان الذي يبحر بالسفينة وسط هذه الأمواج المتلاطمة. والسباحة وسط الأمواج ليست غريبة عليها، فهي المنحدرة من سيهات تلك المدينة الغافية على شواطئ الخليج العربي.

في ألمانيا
قبل تسع سنوات انتقلت الأسرة للعيش في ألمانيا، البلد الذي درس وعمل فيه زوجها، تحملت فيه زينب البعد عن الأهل والغربة عن الوطن، ولكنها سرعان ما تكيفت مع كل ذلك.
ومع انتشار فيروس كورونا، عمل زوجها في خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الوباء، رغم أن تخصصه بعيد نسبياً عن عالم الفيروسات، فهو استشاري عظام، لكن الواجب الإنساني دفعه لمباشرة حالات مصابة أو مشتبه بإصابتها. وهنا جدت زينب نفسها أمام مسؤولية كبيرة، وهي حماية عائلتها.

استعداد نفسي

تقول لـ”صبرة”: “منذ تحول ميديكال بارك في مدينة ميونخ الألمانية، حيث يعمل زوجي، إلى مستشفى لاستقبال حالات كورونا وأنا في حال من الاستعداد النفسي والمعنوي والصحي لمحاربة هذا العدو”.
تبدأ مهمة زينب بعد عودة زوجها من العمل حتى عودته إليه، من تباعد وتعقيم وتدابير وقائية لها وطفلها عبدالله، حولت غرفته إلى مكان معزول، واستمر بهم هذا الحال حتى إعلان المفاجأة التي فجرها في وجهها زوجها “أنا مصاب بكورونا”.

الله معنا

تتذكر 28 يوماً عاشتها وهي تصبر نفسها وتواسيها بأن “الله معنا”، وبعد 3 أسابيع من مخالطة زوجها مريضة مصابة جاءت النتيجة الايجابية لإصابته هو أيضاً، كانت قبلها تراه متغير الحال، يواظب على تناول المكملات الغذائية والفيتامينات، وأبرزها الزنك وفيتامين د، وسي، ويعاني من صعوبة في التنفس وصداع شديد، تضيف: “اخبرني بخبر اصابته، وأردف أنه ايقن بإصابته بعدما فقد حاستي الشم والتذوق، ولكنه منىّ النفس بسلامته وصحته، وأنه لا يعاني من شيء، حتى جاء الخبر الأكيد”.

مسؤولة عائلة

تحمد زينب، الله الذي أمدها بالصبر والقدرة على التعامل مع الموقف بما يحتاج من عناية، لافتة إلى أن شعورها بأنها مسؤولة أمام ربها عن هذه العائلة الصغيرة بعد إصابة معيلها “جعلني استجمع قوتي لاتمم المهمة في حمايتها، كنت أعيد على نفسي كلمات التشجيع: إن لم أقم بواجبي فقد تتحول المعاناة إلى ما هو أشد، وما علي إلا أن اتوكل على الله، واستمر فيما يتوجب علي فعله” وفقاً لما قالت.
أول ما عملته كان تجهيز غرفة الصغير بسرير خاص لزوجها، وأدوات تعقيم يستخدمها، بالإضافة للاحتياجات الأساسية من ملابس، وسلة مهملات، وأواني ذات استخدام واحد، ثم التخلص منها، ورفع جميع ألعاب ابنها وحاجاته، بخلاف التعقيم المتواصل لكل أرجاء المنزل.

فيصل

نوهت زينب بأن منتصف شهر ابريل الماضي كان هو الفيصل لهذه المعاناة، إذ تلقوا النتيجة النهائية بعد زيارة المكتب الصحي، أخبروهما يومها بسلبية النتائج والتشافي.
تقول زينب: “ما حدث بعدها كان هبة ونعمة من الله، احتفل بها قلبي الذي أرهقه الحال والغربة، إذ وصلت النتيجة النهائية لزوجي تزامناً مع عيد ميلاده، وبعد بقائي وابني أسبوعين في حجر ألمانيا، جاءت الصدفة التي بشرتنا بسلبية نتائجنا، بالتزامن مع فتح المجال للسفر والعودة إلى أرض الوطن عبر طائرة سعودية أقلتنا ومواطنين سعوديين آخرين”.
سارعت أسرة الهمل لحجز التذاكر والعودة، “وها نحن الآن في مدينتنا سيهات الحبيبة، بعد حجر آخر دام 10 أيام في العاصمة الرياض”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×