رافضيٌّ خارجٌ على غزية..!

حبيب محمود

إلى عليّ بن أبي طالب.. العظيم في أخِ الدين، ونظير الخلق

حملت كوفةُ العراقِ القضيّهْ

فخذي القصة التي.. يا أُخيّهْ..!

.. التي لوّح الضبابُ بما فيها

لدىْ شرفةٍ من الدهر حيّهْ..!

ردّدي الآن ما يقولون فيها

إنها قصةٌ وأنتِ حريّهْ…!

أنتِ في قعرِ دمعةٍ، وعليٌّ

عند محرابهِ، ولستِ دعيّه..!

لستِ إلا شجواً طهوراً، وهذا

الماء في وجنتيك عطرُ تحيّه..!

قصةٌ بين مسجدينِ استقامتْ

وهي أحرى بأن تكون النقيّهْ

مبدأٌ مكيُّ المفاصل، مشدودٌ

إلى قبلةِ له مرضيّه..!

وهْي ستونَ فارساً في غلابٍ

من رهاناتهِ، وما خانَ نيّهْ..!

ردّدي، إنني عرفتُ طريقي

قبلَ يرتدَّ نبضُ دربي إليّهْ..!

***

حيرتي مرّةٌ، ووجهُ يقيني

أربكتْهُ غوايةٌ ورويّه..!

أنا، يا سيّدي، هوىً هاشميٌّ

حنّطتْهُ عباءةٌ أُمَويــّة..!

غرّهُ أن ذا الفقارِ كتابٌ

من نُبوءاتِ شيمةٍ علَويـّهْ..!

فاشتفى بالشفارِ، واحتدَّ بالصوم

وصلّى على ضلال البريـّهْ

ليته، إذا رآكَ تعفو، تشهّى

في اقتدار الجَسورِ، روح وصيّه..!

وارتقى، مثلما ارتقيتَ، فأضحى

سيداً، نفسه عليهِ حيِيّه..!

***

ما لأحبابك الحيارى يُحبّونَ
عَليّاً، ويَعبدون عُلَيـّهْ…!

 

المُضلّون، باسم صبحكَ، أشباحُ
مجانينَ، يكتبون المنيّهْ…!

 

والصلاة التي انتهيتَ إليها
طحنتها خيولنا الأعوجيـّهْ…!

قل لأنصاركَ المُغذّين؛ سيروا
سامحوا، لستمُ إلهَ البريـّهْ

لستمُ اللهَ، أيّها الناسُ، لستمْ
دينَهُ المُنتـَقىْ، ولستُمْ نبيـّهْ…!

***

أيها المنبعُ المُطارَد بالرملِ
ليُظميْ حُسينَهُ وعَليّهْ

أيها العدلُ؛ كيف تظلمُ عُبّاداً

أرادوا جنانك السرمديهْ..؟!

أتُراهم رأوا إلهكَ مخبوءاً

بأعطاف مُهجة قَرشيـّهْ..؟!

أم تُراهم توحّدوا فيك، واختاروك

ربّاً على انحراف سجيّه..؟!

أيّها الحيرةُ المهيبة ماذا

وجدوا فيكَ غير نفس زكيـّه..؟!

أيّها المُلتقَىْ.. تفرّقتِ الأسرابُ

وهْيَ السواءُ، وهْو السويـّه..!

أيها الحبّ.. والحزازاتُ شرهىْ

وهو يسمو على قلوب دنيّهْ..!

أيّها المُنتقى من الدّهرِ مذكوراً

على صفحة السماءِ النقيـهْ

أيّها الرّحبُ.. كيف ضُيِّقتَ حتى

صرت فينا جريمةً مذهبيـّه..؟!

كيف أصبحت فتنةً شيعيـّه..؟!

وتحوّلتَ هوّةً سُنيـّه..؟!

أنتَ أسمى من المذاهب مهما

نحرتْنا سيوفنا القبَليـهْ..!

قبليون نصنع الثأرَ بالثأر

ونشكو ظلامةَ وهميّهْ..!

***

أنا أستأذنُ الطريقَ إلى قلبكَ

علّي أصيبُ ما غابَ فيّهْ

إنني أرفض الجنايات، يا قومي

وآويْ إلى جراح الضحيّهْ..!

إنني ذبتُ في عليٍّ عليّاً

وتورّطتُ في أناهُ الأبيّهْ

ليس نُخباً، ولا احتفالاً جَهوراً

كي تُجَلُّوهُ بكرة وعشيـه..!

هكذا خنتُ ما تقولونَ عنهُ

أنا آمنتُ بالحياةِ طريّهْ

وسأبقى، كما وجدتُ دليلي

عاصياً خالصاً لآلِ “غزيـّهْ”..!

رافضيٌّ أنا، أمارسُ غَيّيْ

وأجاري صراحةً نَبَويـّهْ

آبقاً من هتافكم وقراطيسَ

وأدتمْ بحبرها الحريـّه..!

جاحداً فُضلةَ السياساتِ، لا أحفلُ

بالخبزِ في رجيعِ الشهيّهْ..!

ساخطاً، حانقاً، كفوراً بأصنامِ

الخزايا يمالئون بغيّهْ..!

فاسقاً، ليس بين ربي وبيني

غير قلبي.. ولم أكن شُرطيّهْ

فاجراً أستعيذ منّي، وروحيْ

حرةٌ، في خضوعها عفويّهْ

عاقلاً جُنّ، مارقاً عادَ، صبّاً

تابَ، أخلاطَ حكمةٍ فوضويه

فاتّخذْني تطرُّفاً يتقصَّىْ

فيك سوطَ الظلامةِ المنسيّهْ..!

وتوعَّدْ دميْ. أُحبّك غضبانَ

وقد أرعدتْ بك “الشقشقيـّهْ”..!

رافضيٌّ أنا، قبلتُكَ إنساناً

نظيراً، لطينتي البشريـّه..!

لم أنازلْك مسلماً، أو مسيحياً

ولا لُحتَ قبةً بوذيـّهْ..!

الدياناتُ للدياناتِ، والناس

سواءٌ، ولات حينَ مزيـّه..!

***

كلُّ ما قاله الزمانُ، هراءٌ

من هراءٍ، كرحلةٍ عدميّه..!

دِمَنٌ ينبح الصدى في أثافيها

وتعوي رياحُها همجيـهْ

دمنٌ، والقرون تلغو، وتشكو

للخليلين عتمةَ أبديـهْ..!

وعليٌّ ـ كما عليٍّ ـ عليٌّ

شسعُ نعليهِ رايةُ عُلْويّهْ..!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×