مازال علي مجهولا..
علي مكي الشيخ
مازال علي مجهولا في هندسة قضائه، وأيقونة بقائه ،وتقنية بلاغته، ومجاز صمته،وتناغم ظله بضوئه، وتوظيف علاقات اللغة البنائية في كلامه، وتفكيك نظامه الإشاري،وتحليل عمقها الدلالي.
-مازال علي مجهولا..
في تفاصيل نحوه،وزجاج مسرحه الأبدي،وحكايا شفتيه المموسقة بتداعيات زعفران الفطرة المتحررة من زبد الغناء.
مجهولا في فاعلية سرده الموقع على جسد البيان، وتقسيم ألواح ذاكرة الفراغ
-مايزال علي مجهولا..
في دهشة التأويل ،ومراوغة انزياح الصورة على لسانه،وابتكار معان غير مسبوقة من ذي قبل.
مجهولا في محطات الجفاف المبلل بالوعي حين يتقاسم رغيف اشتغاله بوجه أنسنته..
-مازال علي مجهولا..
وهو يمضغ ألوهة الإيمان،ويسرب غواية العرش إلى قلبه و يعجن هسيس السهر على أجفان أيتامه
مجهولا في قرص القيامة وهو يبلله بزيت الرب وقد تيبس من جشوبة الإيقاع على سيمفونية الزهد العلوي.
-مازال علي مجهولا..
وهو يرمم ثقافة السؤال..”سلوني قبل أن تفقدوني”..
مجهولا حين ينفتح له السؤال إلى مجاميع من منجز غيبي يتمدد إلى اللاعدد..
وهل ضحك السؤال على شفتيه وهو يحاول أن يزرره على قميص الغيب وأوراق العبقرية المطلقة.
-مازال علي مجهولا..
في دمعه المنقوع بأطراف السماء،وفي تمتمة التوحيد على ثغر انزياح الكلام.
مجهولا في أسماله المرقعة التي خجل الضمير من راقعها..مجهولا في حكمة أعماق المسافات التي تطوي آثار السماوات بشهوة وحي يحاول أن يقترب من ردهة بيت علي ع..
ورغم كل هذه النهنهات..مايزال علي..مجهولا..