[الخويلدية] مسجد السدرة.. مرّت 200 سنة.. وتغيّر البناء واختفت الشجرة الشهادات الشفاهية تربطه باسم شيخ مدفون فيه.. و5 مساجد في القطيف

10 مايو، 2020آخر تحديث: 25 يوليو، 2020

الخويلدية: حسين الشرفاء

تعاقب على إقامة الإمامة فيها 4 من علماء أسرة أبي المكارم، أولهم الشيخ جعفر المتوفى سنة 1342هـ. ويتحدث عن الناس عن قدمه، لكن لا أحد من كبار السن في البلدة؛ يجزم بصحة اسم المسجد التامة.. ولا عام تأسيسه.

إلا أن الشهادات والشواهد؛ تُشير إلى أنه أقدم مساجد الخويلدية السبعة، وأنه ارتبط باسم رجل دين اسمه “الشيخ محمد”، إضافة إلى اسم آخر هو “مسجد السدرة”. والتسمية الأخيرة؛ لها شاهدٌ معروفٌ لدى سكان البلدة الريفية، فقد كانت إلى جواره شجرة كنار “نبق”، زُرعت ليستفاد منها في تغسيل الموتى، خاصة أن المسجد قريبٌ من عين جوفية كانت موجودة اسمها “عين الديرة”، وهذه الحوار كانت بجوار مغتسل الموتى.

هذه السمات تعكس جانباً معروفاً في حياة سكان القطيف قديماً. أغلب المساجد تقع إلى جوار عيون جوفية، وغالباً ما يكون مغتسل الموتى ملاصقاً لأحدهما. وغالباً ـ أيضاً ـ ما تكون هناك “سدرة”.

شهادات كبار السن تقول إنه شُيّد قبل قرابة 200 سنة، في قلب “الديرة” التي كانت مسوّرة، وذات 3 بوّابات لا تُفتح إلا في النهار، ويتناوب على حراستها بعض سكان البلدة، في زمن الغارات والغزوات.

موقع المسجد؛ وضعه أمام 10 أزقة تؤدي إليه، قبل اتساع البلدة الريفية واجتياحها الرقعة الزراعية المحيطة بها.

الاسم..

لا أحد في البلدة عرّف “الشيخ محمد”، والأقاويل لا تُحمَل على محمل التاريخ. بل هي شهادات شفاهية متوارثة تربط “الشيخ” بشخصية اسمها “لطف الله”، وبعضهم يربطها بأحد أبناء الخضر. وذكر أحد كبار السن أن هذا المسجد ومعه مسجد الشيخ راشد و مسجد الشيخ فلاح و مسجد الشيخ عزيز ـ ببلدة البحاري ـ كلها مرتبطة بتاريخ متقارب، يعود إلى تاريخ “مسجد الخضر” ببلدة الربيعية في جزيرة تاروت.. لكن الجزم بذلك أمرٌ صعب.

وتقول بعض الروايات الشفاهية إن “الشيخ محمد”، هو الواقف الأول للمسجد، لذلك حمل اسمه. لكن المجزوم ـ قطعاً ـ هو ارتباط الاسم بالشجرة التي يحترمها سكان القطيف أشدّ احترام “السدرة”. وكانت هذه الشجرة تغطي العديد من المنازل، وكانت نقطة مجالسة لأهالي القرية. وقد ذكر ذلك الحاج عبدالله القاسم الذي وصف ثمرتها الطيبة، ووصل الأمر إلى درجة أن بعض الناس كان ينذرون لها..!

الحاج عبدالله القاسم

تجديد

بقي المسجد على حاله القديم، حسب كلام الخطيب السيد حيدر السادة، فقد كان “بناء المسجد من الطين وسقفه من جذوع النخل، وفرشه الحصير، وله رواق خارجي دون سقف، وله منطقة عالية للمؤذن. وهذه سمة غالبة في مساجد القطيف القديمة. وقال السادة ـ حسب روايات قديمة ـ إن الشيخ محمد مدفون في المسجد نفسه.

وقد أعيد بناء المسجد عام 1401 ه على يد السيد جعفر الشرفا، ثم أعيد ترميمه عام 1421، تحت إشراف السيد علوي السيد جعفر الشرفا، في مساحته التي تبلغ 130 متراً مربعاً.

الخطيب السيد حيدر السادة

ولايات المسجد

أما ولاية المسجد فقد تعددت بتعدد الازمنة، ومنها ولاية السيد موسى السادة، ثم انتقلت الى السيد محسن الشرفا الذي وافاه الاجل في المسجد عند صلاة الفجر، ثم انتقلت الولاية الى أخيه السيد جعفر الشرفا، ثم انتقلت الولاية الى ابنه السيد علوي الشرفا وهو القيوم الحالي، وهو معلم متقاعد.

السيد محسن الشرفاء

السيد جعفر الشرفاء

السيد علوي الشرفاء.. الولي الحالي

أئمة الجماعة

وقد تناوب على الصلاة فيه جماعة كثيرون، بينهم الشيخ جعفر بن الشيخ محمد آل أبي المكارم الذي توفي سنة 1342هـ، ثم ابنه الشيخ علي أبو المكارم المتوفى سنة 1364هـ، ثم الشيخ عبدالمجيد أبو المكارم المتوفى سنة 1423هـ، ثم ابنه الشيخ محمد علي بن الشيخ عبدالمجيد (توفي 1437هـ).

وبعد ذلك أم الجماعة فيه السيد فخري الشرفاء.

الشيخ عبدالمجيد أبو المكارم