[أبطال كورونا] زهير آل يتيم: شاهدنا فئراناً وصراصير في محلات أغذية مساعد طبيب بيطري يتجوّل بين الأسواق ليضمن التزام شروط الصحة العامة

القطيف: ليلى العوامي

كان عمل مساعد الطبيب البيطري في إدارة صحة البيئة ببلدية عنك زهير عبدالله آل يتيم قبل ظهور فيروس كورونا يقتصر على الجولات الاعتيادية على المحلات، لإصدار أو تجديد أو نقل أو الغاء الملكية، والتفتيش والرقابة الدورية ومتاليوم ابعة بلاغات شكاوى ٩٤٠، وإعداد التقارير، لكنه حمل مسؤولية أكبر؛ هي التوجيه، والإرشاد، والتوعية بمرض كورونا، ومتابعة جميع المحلات المُستنثناة، وغيرها، وتطبيق الأنظمة عليهم، والحذرالشديد في التعامل داخل المنشأة، وأدواتها، والعمال، وسرعة إنجاز المهمة بدقة، ومتابعتها مع توثيق الملاحظات، وهي مسؤلية يحملها على عاتقه.

طبيعة عمله تجعله حذراً في التعامل مع جميع الحالات التي يشك بها، بقدر من الإمكان، وعمله يحتاج الاحتراز والوقاية، يقول آل يتيم لـ”صبرة”: “دخلت في إحدى جولاتي الرقابية إلى سوبرماركت، فعلم العامل أني مراقباً صحياً، فهرب من أمامي، فأخذت أبحث عنه في المكان حتى وجدته مختبئاً في الفريز”.

6 ساعات من العمل المتواصل تتخللها الكثير من المواقف قد تكون مضحكة، وأحياناً يتفطر لها القلب، ولكن على حد قول زهير: “كله فداء للوطن”.

ميدانياً ومكتبياً

يبدأ زهير دوامه عند الـ10 صباحاً، وينتهي عند الـ3 عصراً، والبداية من مكتبه في الإدارة لمتابعة البلاغات والشكاوى الموجودة على النظام، فيقوم بوضع خطة لعلاج مشاكل المواطنين، وبحسب توجيهات رئيس البلدية أو الرئيس المباشر يقوم زهير ومن معه بالعمل الميداني وإعداد التقارير الموثقة.

ويقول: “إن طبيعة العمل خلال هذه الفترة مرهقة للغاية، فمتابعة جائحة كورونا لا تتطلب فقط متابعة إصابة الشخص، وإنما ملاحظات المكان ومحتوياته من جميع النواحي، وكأنك في موقع جريمة، فلا بد أن تلاحظ كل شيء حتى تكتشف الجاني”، مضيفاً: “نحن نشكل خط الدفاع الأول لمتابعة جوانب السلامة، ومنها متابعة المنشأة وتقييمها، ومتابعة العمال داخل المحلات، وخارجها”.

 

العمل والحماية الشخصية

ويتابع آل يتيم: “أن المراقب الصحي يساهم بصورة كبيرة  في حماية المجتمع، فنحن نكافح الأمراض الوبائية، إلى جانب تثقيف المجتمع أثناء العمل الميداني”، مردفاً أن “من أصعب المواقف التي واجهتني في بداية الأزمة الحالية هي الموازنة بين القيام بالعمل وسلامة العائلة، والحذر من الإصابة لا قدر الله، والحفاظ على الثبات في العمل إلى نهاية المشوار إن شاء الله بكل خير، وصحة وسلامة للجميع، وللأسف عدم تفهم البعض، من مواطنين، وعمال لمتطلبات التعامل مع هذ االوباء، مما يجعلنا نتشدد في تطبيق الأنظمة”.

أما عن وسائل الوقاية التي يتخدها زهير ومن معه، فيقول: “في كل مرة ننتهي من موقع، نعقم الأيدي قدر الإمكان، وقد نبدل الكمامات والقفازات كل ساعتين، بحسب الحاجة”.

قد تكون من أكثر المشاكل التي واجهت آل يتيم أثناء قيامه بعمله هي التزاحم في نقاط التفتيش، وعدم توافر التجهيزات المطلوبة في بعض المحال، وعدم تمكن بعض العمال من الفحص للحصول على شهادة صحية، يقول: “نسعى لتكثيف الجهد والعمل للسيطرة على الوباء، والحذر والالتزام للوقاية من الإصابة.”

مخالفات مؤلمة

اما أكثر المواقف المؤلمة في نفس المراقب الصحي فهو ما يراه من “تقاعس بعض أصحاب المحلات في تطبيق الأنظمة الصحية حتى في هذه الأزمة التي نمر بها، والتي نحن بحاجة خلالها بل في كل الأوقات إلى التزام الوقاية والحذر، فنحن جزء من هذا الوطن الغالي، ولا بد أن نكون على قدر من المسؤولية”.

ويبدي زهير آل يتيم ألمه لما شاهده في بعض المحلات، من مطاعم أو بوفيهات أو مغاسل أو محال حلاقة “رأينا الفئران والصراصير، أو لحوم ودجاج ومواد غذائية مجهولة المصدر، أو عمالاً لا يحملون شهادات صحية، أو مهنهم غير مطابقة لطبيعة المنشأة الصحية التي يعملون فيها”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×