دور جديد للزوجات في العيد.. مساعدة الأزواج على الحلاقة كورونا أوجد "كوافيرات ذاتية" في المنازل

القطيف: فاطمة المحسن

يجهد حسن القاسم في رسم “سكسوكته” بدقة، فبعد حوالى ثلاثة أشهر من استخدام ماكينة حلاقة الشعر أصبح أكثر قدرة على فعل ذلك، بخلاف الحال في المرات السابقة، التي انتهت بخدزش في الوجه وجروج في الرأس، أصبح القاسم اليوم يمرّر الماكينة فوق رأسه ذهاباً وإياباً، وهو يقف أمام المرآة، في منزله، لكنه يقر ان هذه المرة مختلفة نوعاً ما، فهي حلاقة العيد.

وفي منزلها تختار حوراء المدن ألوان المكياج المناسبة لوجهها كما تريد، دون الاستعانة بكوافيرة، كما جرى عليه الحال في المرات السابقة، ومنذ عرفت أدوات التبرج بعد دخولها مرحلة المراهقة.

اعتاد القاسم والمدن هذه الأمور منذ 15 مارس الماضي، وهو اليوم الذي أغلقت فيه صالونات الحلاقة الرجالية ومراكز التجميل النسائية، ضمن احترازات الحد من انتشار فيروس كورونا.

تحديات كثيرة، وقصص طريفة، تخللت اعتماد الرجال والنساء على أنفسهم في الحصول على خدمات صالونات الحلاقة ومراكز التجميل، خلال هذه الفترة.

 

الحجر المنزلي
ولا يرى القاسم صعوبة لدى الرجال في الحصول على هذه الخدمات أثناء الحجر الصحي. ويقول: “في ظل إغلاق الصالونات الرجالية، نستطيع أن نوفر هذه الخدمات في منازلنا، فكل رجل يمكنه قص شعره وذقنه بنفسه، وإن كانت البداية صعبة، ولكن يمكن القيام بالمهمة على أحسن وجه بالتدريب والخبرة، فنحن في هذه الفترة ليس مهماً الحصول على المظهر اللائق بنسبة 100%، ولكن حلاقة العيد مختلفة، فالعيون ستكون أكثر تركيزاً على التفاصيل، وإن لم أزر أحداً أو يزورني أحد، ولكن هناك على الأقل الصور التي سألتقطها لنفسي يوم العيد”.

 

مراكز التجميل

كذلك كان قرار إغلاق مراكز التجميل النسائية دافعاً لأن تقوم النساء بخدمة أنفسهن والقيام بخدمات المراكز وهن في منازلهن. وتقول منى الناصر: “في زمن كورونا، أصبحت النساء يعتمدن على أنفسهن”، مضيفة “الكثير من الأسباب تجعل النساء يقمن بأعمال التجميل والتزيين في المنزل، فغلاء أسعار الخدمات المقدمة والوقت المستهلك، وبُعد الصالون المطلوب عن المنزل، تدفع المرأة للاعتماد على نفسها، والأهم من ذلك أن لا أحد يعرف بما يُناسب المرأة أكثر منها، ولذلك تلجأ النساء لتعلم فنون العناية بأنفسهن عن طريق اكتساب الخبرات المتبادلة، والتعلم من الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أو برامج خاصة”.

وتابعت “عندما تذهب النساء لمراكز التجميل يكون هدفهن الحصول على خدمات أفضل، وهذا لا يعني بأنهن لن يستطعن القيام بهذه الخدمات بأنفسهن”. وقالت: “أعتقد أن هذا الوقت هو المناسب لتعلم فنون التجميل والتزيين في المنزل”.

 

استطلاع رأي

كشف استطلاع رأي أجرته “صُبرة” وشارك فيه 48 رجلاً وامرأة (تفاوتت أعمارهم بين 15 و40عاماً) أن 41.5% منهم كانوا يذهبون ـ قبل كورونا ـ إلى صالونات الحلاقة ومراكز التجميل مرتين شهرياً، و6.2% يذهبون 3 مرات شهرياً، و8.3% يذهبون 4 مرات شهرياً.

وتضم قائمة الخدمات التي يطلبها الرجال في الصالونات: حلاقة اللحية وتهذيبها وحلاقة الشعر (75%)، والعناية بالبشرة (12.5%).
وأما قائمة الخدمات النسائية، فتضم: إزالة الشعر غير المرغوب فيه (66%)، العناية بالأظافر (21%)، صبغ الشعر والعناية به (8%) والعناية بالبشرة (7%).

 

الاستعانة بالزوجات

وفي الاستطلاع ذاته، تفاوتت إجابات الرجال حول سؤال تناول قدرتهم على القيام بخدمات صالونات الحلاقة في المنازل، فأكد البعض قدرته الاعتماد التام على نفسه، والآخرون يستعينون بخدمات زوجاتهم”.

وقال رجل شارك في الاستطلاع: “أحلق لنفسي منذ 8 أعوام، ولذلك لم أتأثر بقرار إغلاق صالونات الحلاقة”. وعلق آخر قائلاً: “لم أحلق لنفسي من قبل، ولا أعلم كيف سأصبر على إغلاق الصالونات”.

فرصة الاهتمام

ومنحت فترة الحجر المنزلي وإغلاق صالونات الحلاقة الرجالية بعض الزوجات الفرصة للاعتناء بأزواجهن أكثر في هذا الجانب. ويقول زوج: “زوجتي قررت أن تساعدني في حلاقة الشعر والذقن، ونصحتني أن أهذب ذقني بشكل جديد لم أجربه من قبل، وأكدت لي أنه سيكون مناسباً لي أكثر من الشكل القديم، وقررت أن ألبي رغبتها”.
وكانت إجابة العزاب على السؤال نفسه بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، فضلاً عن كونهم لا يثقون في مساعدة الآخرين لهم.
في محاولة لصنع مفاجأة، قامت زوجة محمد السادة بجولة على المحال بحثاً عن ماكينة حلاقة لزوجها. وقالت: “لأن المحلات التجارية مغلقة، ماعدا الصيدليات، بحثت عن ماكينة حلاقة في 5 صيدليات في يوم واحد، وكانت الاجابة “لا يوجد ماكينات حلاقة، إلى أن وجدتها في الصيدلية السادسة”.

 

عقبات وتحديات

وتشمل العقبات التي يواجهها الرجال أثناء الحلاقة المنزلية، حلاقة الشعر من الخلف، ما قد يؤثر على دقة وشكل الحلاقة، ولا يخلو الأمر من بعض الجروح والخدوش أثناء الحلاقة لمن لا يملك الخبرة الكافية.
أما العقبات النسائية، فتمثلت في عدم قدرة المرأة على تحديد شكل الحاجبين بدقة، واستهلاك الوقت في هذا الأمر، وعدم توفير جميع المواد الخام التي توفرها الصالونات.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×