[أبطال كورونا] حُسنى آل نصر.. 12 ساعة يومياً بين أسرة المصابين رسائل طفلتها زينب تشحنها بالتفاؤل في مواجهة الفيروس
القطيف: ليلى العوامي
تقضي حُسنى محمد آل نصر 12 ساعة يومياً بين أسرة العزل الصحي للمصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، فهي أخصائي أول تمريض رعاية حرجة في مجمّع الدمام الطبي، وتعمل حالياً في إدارة المخاطر في المجمع، ورئيسة تمريض بالإنابة لأحد أقسام العزل في مستشفى القطيف المركزي.
ترتدي آل نصر الزي الخاص لوقايتها من العدوى، وتقول لـ”صبرة”: “قد يراه البعض عملاً بطولياً، ولكنه رسالتنا الإنسانية تجاه وطننا وأهلنا في كل مكان”.
قد يعد الممارسون الصحيون أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى، رغم وجود مستلزمات الوقاية، ولكن المخالطة اليومية للمرضى، أو من رذاذ الهواء، قد يكون له ثقل نفسي عليهم، ويكون سبباً في تغير نمط حياتهم.
أمل وتفاؤل
تصف حُسنى يومها قائلة: “أصحو يومياً عند السادسة صباحاً وأتوجه للمستشفى بكامل الأمل والتفاؤل بأن نرى الراحة، والطمأنينة على وجوه المرضى في غرف العزل الصحي في القسم، ويمر الوقت سريعاً ما بين رعاية المرضى وإنجاز بعض الأمور الإدارية والتنظيمية لشؤون الممرضات، هكذا هو يومي”.
المسؤولية التي تحملتها حُسنى آل نصر باعتبارها رئيسة تمريض لم تكن جديدة عليها، فقد عملت سابقاً رئيسة للتمريض في طوارئ مجمع الدمام الطبي، ولكنها تقول: “من أكثر الصعوبات التي واجهتها هي احتضان طاقم التمريض، فليس من السهل العمل في قسم الكوفيد، والتواصل المباشر مع المرضى، فكنت اشعر تجاههم بمسؤولية بالغة من جميع النواحي، وأهمها الجانب النفسي، فكان زرع الطمأنينة في قلوبهم وتبديد المخاوف، والهواجس بحمل العدوى لهم ولذويهم هاجساً بالنسبة لي”.
وتضيف: “من أبرز الصعوبات في القسم هي أننا نتعامل مع جميع المحجورين كمصابين بالكورونا، سواءً كان مصاباً أو مجرد اشتباه، والدخول إلى المريض يحتاج إلى بروتوكول خاص، يبدأ بتعبئة نماذج خاصة وينتهي بلباس مخصص”.
الخوف على الأسرة
وتصف حالها “من حين الى آخر ينتابني الخوف بأن اُصاب بالعدوى وأنقلها لأطفالي، وفي هذه المهمة اكتشفت أن المنع عطاء، وأن مع العسر يسرا، وأن لطفه تعالى لم يفارقنا لحظة، وأن المحنة فجرت طاقات وأظهرت قدرات وغيرت تفكير كل من حولنا، وأن مشاعر الجزع والسخط والأذى التي انتابتهم تغيرت للرضا والسعادة والامتنان بعد حالات التعافي التي حققناها، فالحمد لله حمداً كثيراً، فمع الدعم النفسي لا مخاوف، وهناك توجيه إدارة المستشفى لكافة الطاقم الطبي، وتلاحم الجميع ما يشعرنا بالقوة والطمأنينة في مواجهة المرض”.
من الصعب أن ترى ممارساً صحياً جالساً في منزله، وهو أكثر الأشخاص قدرة على منح التفاؤل للمرضى المصابين في المستشفى، وهناك من كان خيارهم التعرض للخطورة والضغوط، من أجل علاج هؤلاء المرضى، وفي ذات الوقت هم حريصون على عدم نقل العدوى إلى أبنائهم.
رسائل الأبناء
وتقول حُسنى: “إن الرسائل التي يرسلها الأبناء للوالدين العاملين في المجال الصحي هي رسائل تملئها المشاعر، خاصة حينما تسمع عبر الهاتف وأنت في قمة التعب كلمة: ماما أحبك، أو: أنت جميلة، وحينما تعود للمنزل ترى أحد الأبناء جهز لك طعاماً، أو رسم لك لوحة جميلة”.
وهذه ما قدمته زينب ذات الثمان سنوات لأمها؛ لوحة وصفتها بـ”الملكة” التي تلبس اللباس الأخضر والكمام الواقي، لم تنس الطفلة البريئة الكمام، وكأنها تقول لأمها: “احترزي يا ماما، وأعملي أيضاً”.
ووجهت حُسنى في ختام حديثها رسالة: “ان ما نراه من حالات التعافي دليل على وعي وطني، وهذا الوعي سيترجم إلى زوال الفيروس في وقت قريب إن شاء الله”.
هكذا رسمتها طفلتها