[أبطال كورونا] إيمان المختار: أسرتي خافت مني.. وخافت عليّ..! 12 ساعة عمل يومياً في حماية عمال النظافة في "مركزي القطيف"
القطيف: ليلى العوامي
وجدت إيمان محمد المختار قبل شهرين، صعوبات في استيعاب أسرتها طبيعة عملها في مكافحة فيروس كورونا، فهي مسؤولة قسم صحة البيئة بالإنابة في مستشفى القطيف المركزي.
تحمل إيمان على عاتقها حماية العاملين معها والمرضى في الوقت ذاته، وهي سعيدة بعملها على غرار أي ممارس صحي في هذا الوطن، حباً وكرامة.
12 ساعة عم
كانت تمارس عملها 12 ساعة يومياً دون أيام راحة، وكانت علامات التعب تبدو على وجهها، ورغم اللوم الذي كنت تسمعه من زوجها وأهلها، بسبب عدم معرفتهم طبيعة العمل الذي تقدمه، يزداد حماسها يوماً بعد آخر، وتقول لـ”صبرة”: “لم أكن أهتم بلومهم، لأني واثقة من أنه إذا أتضحت الأمور سيتغير كل شيء”.
وتضيف: “ازدادت المسؤولية وأحسست بأن على عاتقي أمانة كبيرة يجب تأديتها على أكمل وجه، حتى يزول هذا الفيروس وترجع الحياة طبيعية، وكنت استمتع بالعمل، وأنا أرى المتعافين أمامي يخرجون من المستشفى كل يوم”.
موقف الأسرة تغير
وتعود لموقف أسرتها وتقول: “في البداية كان زوجي وبعض أفراد أسرتي يخافون من مقابلتي، لأني أعمل مع حالات كورونا مباشرة، وكنت اتأثر وأقول في نفسي: أنا أحمل رسالة كبيرة، وسيعرف الجميع قيمتها بعد السيطرة على هذا الوباء”.
وبعد مرور شهرين من الوضع، بدأت نظرة زوجها وأسرتها تختلف، “هم فخورون بما أقدمه من جهد وتعب في تقديم هذه الرسالة، شهران لم أر أهلي سوى بمكالمات الفيديو، كانت الوسيلة الوحيدة لأطمئن عليهم وأسمع أخبارهم، خوفاً عليهم، وحينما أرى أختي التي تعمل معي في ذات المستشفى أشعر وكأني أرى والدي وأخوتي فيها، فأطمئن عليهم وأستمد منها طاقة السعادة والأمل”.
وتقول إيمان: “منذ أن ظهرت لدينا بالمستشفى أول إصابة بفيروس كورونا، وأتى بعده تنفيذ الحجر على محافظة القطيف، بدأ الشعور بالمسؤولية في داخلي يكبر، خصوصاً أن جائحة كورونا شيء جديد علينا، مما جعلنا نؤسس ونخطط لمهام عمل جديدة في قسم صحة البيئة، متبعين بذلك سياسة وقوانين وإجراءات وزارة الصحة”.
الخوف شيء طبيعي
وتقر المختار بأن “كل منا بحاجة إلى الدعم المعنوي في مثل هذه الأمور، فالأزمة حركت الكثير، سواءً على المستوى الأسري والمجتمعي والعملي وكل شيء، والمهمة علينا ـ نحن الموظفين في مجال الصحة ـ كبيرة، ولابد أن نكون على قدر المسؤولية”.
ولا تخجل من القول: “إن الخوف من عدم السيطرة على الوضع الذي نعيشه شيء طبيعي ولابد أن نشعر به”، مستدركة “قربنا من الله وشعورنا أن هناك من يحتاجنا كان يمدنا بالقوة حتى نكون سنداً للمرضى، وكانت الإيجابية شعاري طوال الوقت”.
دورنا كبير
يتمثل دور إيمان المختار في تثقيف عمال النظافة، وإزالة الشعور بالخوف منهم، وكانت رسالتهم “لاتخافوا حينما تقومون بتنظيف غرف المرضى، خذوا الاحتياطات اللازمة”.
وتتابع: “كان حجم العمل كبيراً جداً، خصوصاً أنني كنت خائفة في بداية الأزمة من عدم السيطرة على الوضع، بسبب خوف عمال النظافة من دخول غرف مرضى كورونا والقيام بعمليات التنظيف، لخوفهم من العدوى وعدم معرفتهم بأخذ الاحتياطات اللازمة، فتم العمل على تثقيف العمال حول الاحتياطات الاحترازية”.
التثقيف والتدريب والإشراف المباشر على العاملين والمشرفين هو ما تقوم به إيمان يومياً، من خلال التأكد من اتباعهم الاحترازات من ارتداء الملابس الواقية، والتزامهم طريقة غسل وتعقيم اليدين، وكيفية استعمال مواد التطهير والتنظيف المعتمدة من وزارة الصحة.
وفي ختام حديثها؛ توجه إيمان المختار رسالة للجميع: “نحن نتعب تعباً جميلاً لأجل سلامة الجميع، ونحافظ على سلامة المرضى، ونوفر بيئة سليمة صحية وآمنة للمرضى، والمراجعين والعاملين في المستشفى، لذا أنصح الجميع بالتزام الجلوس في المنزل، وعدم مخالطة الآخرين حتى مع فك الحجر، والسماح بالخروج يجب ألايكون إلا للضرورة، لنقضي على هذا الفيروس”.
بوركت جهودك ياأيمان المحبة لك مرفت المطر ❤️