وطنكم لم يخذلكم.. فلا تخذلوه
حبيب محمود
قبل أن يصل فيروس كورونا الجديد إلى بلادنا؛ حضّرت الحكومة نفسها لدخول اختباره. وحين اكتُشِفت أولى الحالات؛ دخلت قاعة الاختبار اليوميّ فوراً. ومنذ الثاني من مارس الماضي؛ وهي تملأ أوراق اختباراتها بإجاباتٍ لا تتوقّف. إجابات الصحة، إجابات الأمن، إجابات الاقتصاد، إجابات المجتمع، إجابات السياسة، حتى إجابات الثقافة والرياضة والفن وفّرت إجاباتها ضمن حزمة مزدحمة بالإجراءات.
حسناً؛ بعد قرابة الشهرين؛ حافظت على شفّافيتها وصرامتها معاً. ونجحت في التحكم في الوباء، وحافظت على ألّا يكون الوباء كارثياً، وحجّمت نتائجه، بحيث لم تصل نسبة المتوفين إلى 1%، مقابل وصول نسبة المتعافين إلى 13.5%. وهذا يُحسب بتقدير بالغ للأجهزة العلاجية.
أما الأجهزة الوقائية؛ قدّمت حملات التقصي النشط أكثر البراهين وضوحاً على فكرة “الاستباق”. وعلى الرغم من أن الأيام الأخيرة تشهد تزايداً يومياً؛ فإن هذا المؤشر ما زال يُشير إلى أن الوباء تحت التحكم.
المهمّ أن الأجهزة الحكومية ما زالت في مرحلة الاختبارات اليومية، وهي تبلى بلاءً حسناً. وجزءٌ من هذا الاختبار انتقل إلى السكان اليوم، مواطنين ومقيمين. وحتى العشرين من شهر رمضان بات الناس مسؤولين عن أنفسهم ضمن ضوابط منع التجوّل.
طيلة الأسابيع الماضية؛ عرف الناس ما لهم وما عليهم بالقوة الجبرية، وطُبّق عليهم منع التجول الكلي تحت طائلة المساءلة الصارمة. أما الآن؛ فقد تخفّفوا من قيودٍ كثيرة، بمنع التجوّل الجزئي في أغلب المناطق.
وطنهم لم يخذلهم حتى في أشدّ حالات صرامته، وعليهم ألّا يخذلوه حين حمّلهم الثقة، وأوكل جزءاً كبيراً من المسؤولية على عاتقهم.