المسرحيون: الشهية مفتوحة.. و “كورونا” فرض صوماً إجبارياً بروفات وتحضيرات مكثفة في أوقات العزل
القطيف: بيان آل دخيل
لم يشأ المسرحيون في المملكة، أن يضيعوا فترات العزل المنزلي فيما لا يفيد، فأقبلوا على إنتاج أعمال خاصة، بثوا بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتستعدون حالياً لإنتاج البعض الآخر.
ويؤكد المسرحيون أن شهيتهم مفتوحة، ولولا أزمة كورونا وما صاحبها من إجراءات احترازية، لكان وضع المسرح السعودي أفضل مما هو عليه اليوم.
المسرحيون استثمروا فترة العزل في ورش عمل ودورات مختلفة ولقاءات وحوارات أجريت عن بُعد، وينتظرون أن تنقضي هذه الأزمة بسلام، لتعود الحياة كما كانت، بل وأفضل.
عروض العيد
البداية كانت من الكاتب والناقد المسرحي عباس الحايك، الذي قال: “تأثر المسرح في فترة العزل المنزلي، التي اعتبرها فترة تحضير لعروض العيد بالنسبة لكثير من المسرحيين من بروفات واستعدادات، ولكن ذلك لا يعطل المسرحيين عن الاستمرار في عملهم، فقد يخرج مشروع يمكن عمله عن بُعد”. وأضاف: “المسرحيون قاموا بأعمال متعددة ونوعية في فترة العزل، مثل دورات مجانية ولقاءات مسرحية وحوارات ثرية كفعاليات بيت المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالدمام”، مؤكداً “نحاول أن نعمل أي شيء ممكن لنتجاوز حالة العزلة والظروف التي أجبرتنا على أن نبتعد”.
وتابع “تبدو فترة العزل الحالية فرصة للكتاب المسرحيين لكتابة نصوص وتحضير مشاريع، كما أنها فرصة لمراجعة الحسابات”.
لملمة الشتات
ووصف المؤلف والمخرج المسرحي ياسر الحسن الفترة الحالية بأنها “فترة استجماع قوى وفرصة ذهبية للكاتب المسرحي أو الفنان للإطلاع والكتابة”.
وتعامل الحسن مع الحجر الصحي بإيجابية، وكتب عدة نصوص وسيناريوهات مسرحية. وقال: “لدي وقت يكفي لأطلع على بعض الكتب التي كانت في مكتبتي، ولم يكن لدي وقت لقراءتها”.
ويرى الحسن أن هناك إشكالية في فترة ما قبل كورونا، وهي أن “المشاريع المسرحية كانت متلاحقة في فترات متقاربة جداً، لا تسمح بتطوير الأداوت، أما الفترة الحالية فهي بمثابة فرصة لالتقاط الأنفاس ولملمة شتات الأعمال”.
بدون تردد
أما المخرج المسرحي ماهر الغانم، فأكد أن المجال الفني في العموم قد تفاعل بشكل جيد عبر طرح متنوع لأعمال تدعم توجه الحكومة في التوعية، وهي “مساهمات بسيطة وبشكل فردي من خلال مشاهد تمثيلية أو إنشاء أو شعر، كشكر وتقدير العاملين في القطاعين الصحي والأمني”. وقال: “لو توفرت فرصة للعمل في العيد، لن أتردد في المشاركة بإعادة عمل سابق، ليكون شبه جاهز للجمهور كمساهمة لإسعادهم”.
برامج اليوتيوب
وعلق الممثل المسرحي أحمد الجشي بقوله: “عدم وجود منصة خاصة للعرض، أثر على عملية انتاج أعمال مسرحية جديدة وتقديمها إلى الجمهور، ولكن ذلك لم يمنع من تقديم عروض مسرحية على تطبيق اليوتيوب”.
يضيف: “العرض المسرخي تحول من كونه مباشراً وحياً بين الجمهور والممثلين، إلى عرض عن طريق اليوتيوب، وأصبح الناس يشاهدون العروض من منازلهم”.
وتابع “أثرت علينا الفترة الحالية، وشلت أنشطتنا، ولكن البقاء في المنزل أنعش أموراً كثيرة كالدورات المختلفة في نطاق المسرح”، مضيفاً “صحيح أن المسرح ليس موجوداً بمفهومه المعروف، ولكن هناك ورش ولقاءات فنية ومنصة الإنستغرام، وكل هذه الأنشطة أصبحت جاذبة للفنانين والمقدمين والفنانين وأصبح هناك مكان متنفس للفنانين المسرحيين وغيرهم”.
واختتم الجشي حديثه قائلاً: “فترة العزل نستثمرها في إعداد الأعمال المسرحية وقراءة النصوص الأولية وتحديد البروفات في أيام شهر رمضان المبارك الأولى، لكن هذا الشيء سيكون متوقفاً على كل حال بسبب كورونا، ونتمى أن يزول هذا الوباء، لأننا مشحونون بالأفكار المختلفة”.