يوم حزين في سيهات برحيل رجل مُجتمع.. الدموع تودع “المكحّل” بارك لأصدقائه بحلول رمضان ورحل قبل الصيام

سيهات: شذى المرزوق

عاشت مدينة سيهات يوماً حزيناً في وداع وجه اجتماعيّ مشهود له بالعطاء المستمرّ. وظهر اليوم شيّعه سكان المدينة في مشهد مواساة للمجتمع الذي فقد رقماً مهمّاً في أنشطة الناس وفعالياتاهم. وهكذا فقدت محافظة القطيف نعيم المكحّل في أزمة مفاجئة.

ولم يدع أمر الله الناشط الاجتماعي المكحل فرصة لإتمام آخر عمل تطوعي له، خاتماً ـ مساء أمس الأربعاء ـ حياة مليئة بأعمال الخير. ووافاه أجله لافظاً آخر انفاسه، فيما كان يهم بالمشاركة في البث المباشر لحلقة بعنوان “الحجر الصحي، نقلة نحو ترفيه إلكتروني”. رفع مقدم الحلقة زكريا الدرويش صوته منادياً “أبو عبدالله نعيم”، لكن الموت كان أسرع من المنادي.

ولم تكد تمضي دقائق على رحيله حتى انتشر الخبر في مدينته سيهات ولاحقاً في كل محافظة القطيف انتشار النار في الهشيم، ليخيم الحزن على الجميع ب.وفاة “رجل العطاء” نعيم عبدالله المكحل، إذ فجعت سيهات برحيله المفاجىء إثر نوبة قلبية، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات العزاء والخبر ما بين مصدق ومكذب، فقد كان قبيل الخبر بساعات قلائل يهنىء قائمة جهات الإتصال عنده برسالة تبريك بقدوم الشهر الكريم، متمنياً “الفرج القريب لجميع المسلمين”.

واليوم، احتشد المشيعون في مقبرة سيهات لمواراة الفقيد الثرى، وسط مشاعر حزن على الفقيد.

تعبان.. سلم على الشباب

قال زميله في البث المباشر أمين عباس: “كان موجوداً يتابع البث، وينتظر دوره للظهور، وعندما تأخر… ناداه مقدم البرنامج بلا رد.. اتصلت به تلفونياً فأجابني: “تعبان، سلم على الشباب”.

ويكمل أمين: “بحسب ما وردني من شقيق المرحوم بعد مكالمتي مباشرة، فإنه سقط على الأرض، فكانت المكالمة الأخيرة”.

فاجعة اجتماعية

عرف الدكتور حسين شهاب، الراحل منذ نعومه أظفاره، لصلة قرابة بينهما، ويقول: “كان دائماً مبادراً، لا ينتظر الشكر من أحد، يهرب من الإعلام والظهور، وكان لا يكل ولا يمل مع ابتسامة قلما تجدها عند أحد، حتى في أحلك الأوقات، كنت أتفقد الناس من خلاله، ورغم أنه ليس عضواً رسمياً في جمعيه سيهات، ألا أنك تراه هنا وهناك، لتقديم الخدمة في أعلى مستوياتها”.

رحيل صعب في زمن صعب

ويعتقد زكريا السيهاتي، أن فقدان نعيم المكحل، جاء “في زمن صعب وجائحة عاصفة، مع قرب حلول الشهر الكريم والعيد؛ هناك أشخاص يعملون ليل نهار لقضاء حاجة المجتمع، وفي ظل كل هذه المعطيات؛ تفقد سيهات واحداً من رجال العطاء”.

نم قرير العين

ويرى عبدالواحد اليوسف، أن الفقيد “كان مثالاً للتطوع من الطراز الأول، وممن استلهم من خبرة وعزيمة قادة التطوع في سيهات وفي عمر مبكر، حتى أصبح نموذجاً يُحتذي به جيل اليوم”.

ويعدد اليوسف، بعض ما اتسم به الراحل المكحل، ومنها أنه “لم يكن يحد عطائه بحدود مدينته، أو بحدود لجنة معينة، بل كانت عطاءاته ممتدة في الكثير من مجالات العطاء، وأيضاً مما اتسم به أنه يترك بينه وبين من يختلف معه دائماً خط رجعة، فلا يخطيء في حق أحد، كل ذلك يجعلني أقول نم قرير العين يا أخي فقد أصبحت بين يدي أرحم الراحمين”.

يعمل بصمت وهدوء

تعود علاقة الناشط الاجتماعي في ملتقى التطوير في سيهات تقي اليوسف، بالراحل، إلى سنين الشباب في التسعينات، ويقول عنه: “كان شاباً مؤمناً طموحاً، مهذباً وصاحب أفكار ومبادرات خدمية”.

ولفتت نظر اليوسف، في المكحل “الشخصية الجذابة الرائعة التي تبعث على الثقة والرصانة والعمل الدقيق المتقن، فكانت مخرجاتها عمل الخير والمشاركة في إدارة برامج وفعاليات حسينية الناصر التي استمرت سنين طويلة، حتى نشأت حملة قافلة البتول، وجامع الحمزة، فكان من القيادات الراجحة المؤثرة في إدارتها”.

شعلة العطاء

وقالت عنه وداد المطرود: “نعتبره رمزاً وقدوة وأستاذاً في المجتمع، وقد فقدنا شعلة في العطاء والمبادرات والتميز على مختلف الأصعدة، الوطني، الديني، الاجتماعي، والثقافي، ربطتنا به مهرجان الوفاء عام 2010، حيث كنت أعمل في التنظيم النسائي، فكان صاحب إرادة وهمة، وعمل دؤؤب، صنع كياناً كبيراً بأعماله الخيرية، منظم جداً وصاحب رؤية، فأينما نفتح مجموعة تواصل اجتماعية من شمال القطيف إلى جنوبها ومن شرق سيهات إلى غربها”.

سلام الوداع

عباس نصيف صديق ومشارك للفقيد في الخدمة المجتمعية، يصف آخر اللحظات: “كان معنا للمشاركة في ديوانية الوفاء، ضمن برنامج تحت مظلة مهرجان الوفاء الذي لطالما كان الفقيد سباقاً للعمل فيه طوال سنوات، يتسائل عن سبب تأخر البث المباشر للبرنامج على انستغرام، لحظات وبدأنا البث، ليتواصل معه أحد الزملاء هاتفياً، فاعتذر محملاً لنا سلامه الأخير، سلام الوداع”.

خيرة الشباب

وقال عنه كمال المزعل: “كان من خيرة الشباب والناشطين بالمجتمع، صدمنا خبر وفاته، شارك في الكثير من البرامج والأنشطه وأدار العديد منها باقتدار، ولقد شاركنا في الحفل الماسي لنادي الخليج بمناسبة مرور 50 عاماً على التأسيس، وكنت أقول له إنك قادر على إدارة حفل كامل بهذا الحجم، وليس المشاركة في إحدى اللجان”.

رجل وطني بالدرجة الأولى

وقال عنه صلاح آل مطر، المرشد السابق في مدرسة بن خلدون: “لن تفيه حقه الكلمات، فجعنا برحيله، رجل أجمع الناس على محبته يحبه الله، حمل صفات الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء، ولم يقتصر في خدمته لمجتمع سيهات فقط، بل تعدى ذلك فقد عاصرته وأعرف أن سخاؤه بلا مدى، رجل وطني بالدرجة الأولى، تعدى الحدود، وساهم في دعم جهات وجمعيات في شتى مدن المحافظة”.

نعيم المكحل نشاط اجتماعي حافل

• – الحاج نعيم عبدالله علي المكحل «أبو عبدالله»، من أهالي سيهات.
• – موظف في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
• – ناشط اجتماعي معروف
• – عضو لجنة التوجيه والارشاد بلجنة الطوارئ بجمعية سيهات في أزمة “كورونا”.
• – منذ عام 2003 واضب المكحل على المشاركة السنوية المستمرة في مهرجانات سيهات، وكان عنصراً فعالاً في نجاحها.
• – تعدت مشاركته حدود سيهات للقطيف وبرامجها الاجتماعيه الهادفة، ومنها “رحماء بينهم”.
• – تطوع في حملات الحج والعمرة.
• – له مشاركات في تأبين شهداء الهجمات على مساجد وحسينيات شهدتها المحافظة في سنوات سابقة، ولم يتوان عن تسجيل الحضور للمواساة، والقيام بواجبه وهو أحد حماة الصلاة.
• – قدم في نادي الخليج برامج تزخر بالعطاء، فهو عضو مؤسس لـ”دانة الخليج توستماستر “، وأيضاً عضو اللجنة الثقافية في نادي الخليج لأكثر من 14 سنة، وعضو مشارك في تنظيم مهرجان “محمد يناديكم”، وساهم بانجاح حملات الدم في النادي وخارجه.
• – أما في جمعية سيهات ، فهو عضو لجنة العلاقات العامة، ومتابع ومهتم في برامج الجمعية الاجتماعية التي تخدم سيهات، وكان المدير التنفيذي لإحدى دورات سنابل الخير .
• – رئيس لجنة العلاقات في مهرجان الوفاء.
• – عضو فاعل في حملة البتول.
• – عضو مؤسس في موكب الثقلين.
• – عضو مؤسس في لجنة سفن النجاة.
• – عضو في برنامج بر الوالدين.
• – من أبرز العناصر الداعمة في أعمال وبرامج حسينية الناصر وموكب الثقلين.
• – عضو في لجنة العلاقات العامة لمهرجان القطيف واحتنا فرحانة.
• – عضوفيحملةرحماءالتابعةلخيريةالقطيف النسخة الأخيرة.