أيتها المرأة.. زوجك “نملة” ويُريد أن يكون “ملكاً”.. و “وزارة الداخلية” أقلُّ منه كورونا يُضاعف "نكد" الأزواج.. ومن حسن الحظ أن الطلاق متوقف

القطيف: بيان آل دخيل

صورة غير معقولة انتشرت عالمياً؛ تظهر فيها لوحة كبيرة تعرض فيها زوجةٌ من إحدى الدول  زوجهاً للبيع..

مقطع فيديو لسيدة عربية؛ تقول فيه إن أول شيء سوف تفعله بعد زوال أزمة كورونا هو الحصول على الطلاق.. وأول مكان سوف تقصده هو المحكمة..!

مقاطع فيديو وصور وتصاميم؛ تتحدّث عن “الأزواج المزعجين” في أزمة كورونا ومنع التجوّل..!

وسائل التواصل الاجتماعي ربما تقدّم أدلة  على وجود أزمات في المنازل، لكنها ـ بالتأكيد ـ تضع إشارات إلى وجود “نكد” يعيش في المنازل بين الأزواج.

النملة والملك

لأسابيع طويلة؛ تحوّل أكثر الرجال إلى “نمل” يخرجون من المنازل لجلب الطعام فقط. وحين يعودون يريدون أن يكونوا ملوكاً على مدار الساعة. ومفهوم “وزارة الداخلية” الذي احتكرته الزوجات في أدبيات الناس اختلف.. الزوج/ الملك يريد أن يكون وزيراً للداخلية والخارجية والتجارة.. ومراقباً عاماً.. وإعلاماً منزلياً ينتقد الأوضاع.. وتختلط قراراته بآرائه بمزاجه الخاص..!

في الحجر

في هذا الوضع؛ تُشير أصابع الاتهام إلى أن المكوث المستمر في المنزل نجح في إثارة المشكلات الزوجية أكثر من ذي قبل، وبالتالي ربما رفع من وتيرة الشحناء بين الأزواج المتنافرين سابقاً. في المقابل، لكنّ المتخصصين يختلفون في هذه الاتهامات، فمنهم من يبرئ طول فترة الحجر المنزلي من أي عنف ينشأ في أوساط الأسر، ومنهم ما يرى أن الحجر المنزلي يزيد من حدة العنف إذا كان موجوداً من قبل..  

مشكلات بسيطة

البداية كانت من الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد، الذي رأى أن “الحجر قد يسبب مشكلات بين الزوجين”. وقال: “تحديد حالات العنف التي انتشرت مع الحجر المنزلي غير ممكن، لأن ذلك بحاجة إلى دراسات مفصلة”. وأضاف: “للعنف أسباب متعددة، ومن المحتمل أن يكون بسبب المرأة أو بسبب الرجل أو لأسباب خارجية”.

ولم يتلق العيد سوى استشارة أو اثنتين منذ بدء انتشار الفيروس في المملكة، موضحاً أنها “مشكلات عادية في المجمل، ولم تخرج عن ترمومتر المشكلات الأسرية المعتادة”. ويرى العيد أن العنف بشكل عام ليس بسبب الحجر الصحي”. وقال: “من المبكر جداً أن نشير إلي أن الحجر الصحي سبب العنف، لأن حالات العنف موجودة، لا تختلف كثيراً قبل الحجر وبعده”.

ويواصل العيد: “جميع الأزواج قد تحدث بينهم مشكلات بسيطة، المهم هنا هو السعي ومحاولة حلها قبل أن تتفاقم”.

الحياة مسرح

ويتفق المستشار الأسري عبد الهادي البريه مع العيد فيما ذهب إليه، ويقول: “لا يمكن تأكيد أن  المشكلات الزوجية بسبب الحجر الصحي”. وقال: “هذا يحتاج إلى بحث ودراسة وتقصٍ لأكثر من حالة”.  ويتلقى البريه استفسارات عن حالات عنف بمختلف أشكاله بصفة مستمرة، ولكنه لا يريد الربط بين العنف والحجر”.

البريه نشر تغريدة في “تويتر” قبل أيام قال فيها: “اليوم تلقيت 4 حالات “ضرب زوجات” بخلاف الأيام السابقة خلال هذا الأسبوع، حالتان منها تقدمت فيهما الزوجتان بشكوى لشدة الضرب، والحالتان الأخريان تعرض الزوجان فيهما لمشكلات متعلقة بالعمل في شركات تنقيب عن النفط”. وقال: “لا يمكن تفسير العنف في هذه الحالات بطبيعة الظرف العام بسبب كورونا”. ويؤكد “علينا النظر للحياة كمسرح كبير، نأخذ فيها الدور الذي نريده، باعتبار طبيعة التقمص سوف تنعكس إيجاباً على تعامل الأشخاص مع الأزمة الحالية”.

تجنب المواجهة

ونصح البرية بالتجديد في الحياة الأسرية، باعتباره مطلباً على صعيد مستويات عديدة؛ جسدي وذهني ونفسي. وأيضاً بتجنب المواجهة مع الآخر، والوعي بأهمية إدراك الأدوار وتغيير ما يمكن تغييره. وينظر البريه إلى الجانب المشرق لكورونا. ويقول: “الطلاق يقع في الغالب بشكل انفعالي، وجاءت احترازات كورونا لتمنح فرصة لإعادة النظر في هذا القرار، بدليل تراجع حالات الطلاق في زمن كورونا”.

 

حالة مستقرة

 وبدت الاختصاصية النفسية فاطمة آل عجيان متفائلة وايجابية إلى حد كبير، رغم الضعوطات التي تسببها أزمة كورونا في المجتمع. وقالت: “لا يمكن نكران هذه الضغوطات، ورغم ذلك، هناك قرب وتعاون وتقرب روحي لأفراد الأسرة إلى الله، وهناك حالة مستقرة أكثر من أي وقت”.

ولا تنكر آل عجيان وجود مشكلات بين الأزواج “الحياة بها موج وسكون وركود، ولا يمكننا أن نقول إن العنف قد زاد في هذه الفترة دون سواها، لأن هناك ألفة وتعاوناً وتقبلاً ومبادرات أكثر من ذي قبل”.

 

الضغوط تتزايد

من جهته، قال المرشد الأسري ورئيس مركز البيت السعيد في صفوى الشيخ صالح آل إبراهيم: “من خلال الاستشارات التي تلقاها المركز مؤخراً، لوحظ أن هناك زيادة في حجم المشكلات الزوجية بالعموم، بعضها قد وصل إلى حد الطلاق”. وعن العنف، أكد آل إبراهيم أن “جزءاً منه يعتمد على طبيعة العلاقة بين الزوجين، فإذا كان هناك عنف سابقاً قبل الحجر، فهو حتماً سيزيد بسبب الظروف الحالية”.

وأوضح آل إبراهيم أن “بعض الأسر تمر حالياً بضغوط مختلفة، وهذه الضعوط قد تدفعها إلى العنف، وهذا الأمر لا يختص بمجتمعنا وحده، بل على مستوى العالم”.  وينصح آل إبراهيم الأزواج باحتواء المشكلات والترفيه عن النفس وتعلم مهارات التعامل مع الضغوط، كما نصح بالبعد الروحي، والاستفادة من القرآن الكريم والأدعية المختلفة التي تعالج السلوكيات الخاطئة.

اللهم إني صائم

ومع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك، يرى آل إبراهيم أن كلمة “اللهم إني صائم” التي يكثر ذكرها في الشهر الفضيل، يمكن وصفها كمهارة ورسالة على الصبر والتغاضي عند مواجهة بعض الضغوط.

 وأنواع العنف بحسب آل إبراهيم “عنف لفظي: الشتم والسباب، وعنف جسدي: الضرب باختلاف أشكاله ودرجاته، وعنف نفسي: الضغط والحرمان وعدم التعبير عن المشاعر والاحتقار”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×