مشايخ القطيف: رؤية هلال رمضان “متعذرة”.. وأسطح المنازل كافية للاستهلال لأول مرة في التاريخ الإسلامي.. وباء صحي يضع علامات استفهام أمام الاستهلال

سيهات: شذى المرزوق

يبدو أن الاستهلال لشهر رمضان المقبل سيكون مختلفاً عما سبقه من أهلة طوال 1439 عاماً (فرض الصيام في العام الثاني للهجرة النبوية)، في ظل منع التجول في غالبية الدولة الإسلامية وغيرها، إثر تفشي جائحة كورونا. ويعزز ذلك أن غالبية فقهاء المسلمين يعتمدون الرؤية بالعين المجردة، ويستبعدون الحسابات الفلكية أو الرؤية بالعين المسلحة (التلسكوب).

وسيساند هلال رمضان المقبل – على ما يبدو – العزل الوقائي، فبحسب ما أعلن فلكيون أن الرؤية “متعذرة”، فلا داعي للخروج، وستكون أسطح المنازل كافية للاستهلال.

وفي كلّ عام يتحوّل استهلال شهر رمضان المبارك إلى موضوع اختلاف فقهي معروف، على مستوى الدول الإسلامية.

وفي الداخل السعودي يُحسَم الأمر رسمياً عبر المحكمة العليا في المملكة التي يعتمد الديوان الملكي حكمها الشرعي، فيصوم جميع المسلمين السنة في البلاد، وهم الغالبية.

لكنّ الأمر لا يُحسم لدى المسلمين الشيعة في المملكة. وكثيراً ما يحدثُ اختلاف تبعاً لاختلاف المرجعيات الفقهية، والمباني التي يعتمدها فقهاء الشيعة.

ومن المرجّح أن يشهد هلال الشهر الكريم، هذا العام، وربما عيد الفطر المبارك اختلافاً جديداً، مردُّه الاحترازات الصحية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا الجديد. إذا من الممكن أن يتعذّر خروج المستهلين إلى مواقع خارج المناطق السكنية، كما اعتادوا في كل عام، وبالتالي؛ تتعذّر رؤية الهلال في النطاقات السكنية الملوّثة ضوئياً.

“صُبرة” استطلعت آراء علماء في القطيف والدمام، بمختلفة أطيافهم لتخرج بالحصيلة التالية:

الخنيزي: لا عبرة في المناظير والتلسكوب

الشيخ عبدالله الخنيزي

في البداية قال الشيخ عبدالله الخنيزي “من الممكن الاستهلال من أسطح المنازل، أو قد يتمكن البعض من أخذ تصريح للخروج للاستهلال”.

وأشار الشيخ الخنيزي إلى أن “دخول الشهر يتمّ بوجود الهلال في الأفق عند غروب الشمس، بحيث يكون قابلاً للرؤية بالعين المجردة الاعتيادية، مالم تكن هنالك موانع خارجية تتعذر معها الرؤية”. وأضاف “يحصل الاطمئنان بتوفر الاشتراطات الخاصة بثبوت الهلال، كشهادة العدول فيما يخص الرؤية مع مراعاة سائر الخصوصيات المؤثرة في رؤيته بالعين المجردة”.

وقال “لا عبرة في البينة إذا كانت بالرؤية المسلحة كالمناظير والتلسكوب”.

وفي حال تعذر الرؤية استشهد الشيخ الخنيزي بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “…فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فاذا غُمّ عليكم فعدوا شعبان ثلاثين يوماً”. أي أن “الصيام وافطار العيد مشروطان  برؤية الهلال، وفي حال تعذر الرؤية يكون الحكم للصيام بإكمال عدة شعبان”.

ونبّه الخنيزي إلى أن “صيام اليوم الأخير من شعبان قد يكون بنية الاستحباب أو بنية القضاء، ولكن يحرم صيام العيد”.

أبو المكارم: كلُّ مكلف يأخذ برأي مرجعه

من جانب آخر رآ الشيخ منتظر بن الشيخ محمد علي الشيخ جعفر أن “الحظر سيؤثر نوعا ما؛ لأن المكان الذي يصلح للاستهلال يكون عادة خارج البلد بعيداً عن المدن والأضواء والمباني وغير ذلك من العوامل المؤثرة في عملية رصد الهلال”.

وأضاف الشيخ أبو المكارم “لكن هذا الأمر لا يسوّغ لنا شرعا الاعتماد على الحسابات الفلكية أو المناظير -على الخلاف بين المراجع-، ففي هذه الحالة يستهل المؤمنون بحسب إمكانيتهم؛ وما يستطيعون؛ وبالمقدار المصرح لهم، وإن لم يتمكنوا من الاستهلال بهذه الكيفية، ولم يُر في المناطق القريبة التي يسكنها من يستطيع الخروج للاستهلال، ولم يمكن إثباته بإحدى الطرق الشرعية التي أشار إليها العلماء العظام؛ فليكملوا العدة ثلاثين يوما – وكل مكلف يأخذ رأي مرجعه في هذه المسألة- فطريقنا للحكم بدخول الشهر محصور في أمور قد حددها الشارع المقدس وهي: إما رؤية الهلال، وإما إكمال العدة للشهر السابق، وإما الشياع المفيد للعلم برؤيته، وإما شهادة العدلين برؤيته”.
وقال “في مسألة رؤية الهلال اختلاف في فتاوى علمائنا العظام؛ فمنهم من يكتفي بالحساب الفلكي، ومنهم من يكتفي بالعين المسلحة، ومنهم من لا يكتفي إلا بالعين المجردة؛ وغير ذلك من الطرق الشرعية المتعلقة بثبوت الهلال”.

آل شبّر: رؤية 29 شعبان شبه محسومة

وعمّا إذا كان منع التجول سيؤثر في مهمة الاستهلال الميدانية؛ قال مسؤول لجنة الاستهلال في القطيف والدمام السيد إدريس آل شبرلـ”صُبرة”: “قطعاً سيؤثر، ولكن يستطيع بعض المؤمنين التحري من أسطح المنازل”، لافتاً إلى أن الرؤية يوم 29 من شهر شعبان الجاري لتحري غرة شهر الله الفضيل “شبه محسومة، وذلك حسب المعطيات الفلكية، بعدم تأكيد إمكان الرؤية في ذلك اليوم، لذلك الاحتمال الأقوى أن يكمل شهر شعبان عدته 30 يوماً”.

السيد السلمان: تتسهّل

بيد أن لإمام مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في الدمام السيد علي السيد ناصر السلمان رأياً مختصراً جداً، فهو يقول: “إن شاء الله سنستهل”.

الحبيل: شعبان هذا العام 30 يوماً

وعما إذ كان بالإمكان الاعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد ولادة هلال الشهر الكريم، أو استعمال التلسكوب والمناظير في الرؤية، أجاب عضو لجنة الاستهلال في القطيف والدمام إمام مسجد الخضر في تاروت الشيخ عبد الكريم الحبيل: “يعتمد مجلس الاستهلال في القطيف في إثبات الأهلة على الرؤية بالعين المجردة، وقد أعلنت المراصد الفلكية أن مساء الخميس (ليلة الجمعة) التي هي ليلة الاستهلال ستكون رؤية الهلال فيها بالعين المجردة غير ممكنة، وعليه سيكون شهر شعبان إتمام عدة (30 يوماً)، ويوم السبت سيكون غرة شهر رمضان المبارك”.

آل سيف: تحرّوا الهلال من أسطح المنازل

ويتفق معه عضو اللجنة إمام مسجد الرفعة في تاروت الشيخ فوزي آل سيف، بالقول: “لاحاجة للخروج لرؤية الهلال بالعين المجردة، بالإمكان القيام بذلك من على أسطح المنازل، فإن تعذرت الرؤية فهناك طرق أخرى مادام هذا غير مثبت للهلال”.

وأضاف آل سيف: “لايختلف الحال سواءً كان هناك منع تجول  أو لا، إذا كانت الرؤية غير ممكنة، ولا يحتاج أن ننتقل للرؤية بالتلسكوب لأنه لايُرى في هذا حجة شرعية، وقد ينتظر إلى أن تقوم بينة في أماكن أخرى، ويكون الأفق واحد بيننا وبينهم.فإن لم يكن هذا ولا ذاك سيكون بإكمال العدة 30 يوماً لشعبان”.

حيثيات هلال شهر رمضان

وكان مجلس الاستهلال الشرعي في القطيف والدمام أصدر الأسبوع الماضي، حيثيات هلال شهر رمضان المبارك، ثم تبعه بيان جمعية الفلك في القطيف.

وتوقعت الجمعية”رؤية الهلال بالعين المجردة، يوم الخميس 23 إبريل، كما أن رؤية الهلال مستبعدة من أغلب مناطق العالم، في هذا اليوم، وقد تبدأ إمكانية الرؤية بالمنظار من وسط الأميركيتين، أما بالعين المجردة فقد تبدأ من وسط المحيط الهادي بحسب معيار يالوب”.

وأوضحت الجمعية أن إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة ستكون أكثر سهولة يوم الجمعة 24 إبريل، عند توافر الظروف الجوية المناسبة، وكذلك الحال في معظم مناطق العالم.

ولم يستبعد المجلس، إمكانية رؤية الهلال يوم الخميس غرب أميركا بالعين المجردة في حال صفاء الجو التام، والتلسكوب في شرق أميركا، وفي اليوم التالي ستسهل الرؤية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث سيكون أفق المنطقة يوم الخميس بحسب المعطيات التالية: ارتفاع القمر عن الأفق لحظة غروب كامل قرص الشمس: 4 درجات، والاستطالة: 7 درجات، ونسبة الإضاءة: 38.0%.

 

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
    نأمل أيضاً أن نسمع رأي الفلكيين

    مع وافر الشكر والتقدير لكم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×