إعاقة القلوب
بلقيس السادة
لننظر إلى الحياة وحركتها بعين القلب، فمن عُمي قلبه عُمي بصره وعقله عن كل شيء جميل وواضح وحق..
فليس من العقل أن تخاطب الأصم بلسانك، كما ليس من المعقول أن تقول للكفيف اقرأ!!
لكننا بُلينا بعمى البصيرة منذ أمد بعيد، ومنذ ذاك الوقت ونحن نتخبط شمالًا ويمينًا بدون تحديد هوية وطريق، حتى وقعنا فريسة للنزف الداخلي ولذاك الغراب الذي أعجبته مشيت الطاووس وخيلاؤه، وحاول جاهدًا تقليد مشيته، فلا كان هذا ولا ذاك، ومضينا طويلًا على هذا الطريق الأعوج، منذ هِجرتنا عن الدين!!
مع أن التاريخ يشهد لنا بالحضارة والعلم التي تناقلها الغرب ومنها كان لهم التقدم العلمي..
“فمتى نظرنا إلى قيمنا وتعاليمنا الدينية بصورة صحيحة القراءة كان التوفيق حتمًا منهجًا لمسيرة حياتنا الاجتماعية والعلمية والعملية”
ورسالتنا السماوية تشهد بالرُقي في الأخلاق والشيم من قبل ومن بعد، فهاهم أبناؤنا العرب في مقدمة الأبطال البواسل المتواضعون متخطين الصعاب والوباء بكل شجاعة، خدمة للإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض، وتعاليم الدين المحمدية الذي تشربوا منه حتى الثمالة بالفداء بالنفس في سبيل كرامة وإنقاذ الإنسان وليس قتله، وتهجيره، واِفقاره، بغض النظر عن ديانته ومكانته وتوجهاته..
لكن تبقى الإعاقة لمن لم تناله الرحمة الإلهية في تصدير ذلك لقلبه لكي يتسع له نور الحقيقة في وضوحها كالشمس وإن غيبتها الغيوم..
فلم يكن هذا الوباء إلا رسالة إلهية واضحة لإعادة النظر فيما نتبناه ونؤمن به من أفكار مشوشة أو مقولات منحرفة، أو تصرفات خارجة عن المنطق والعرف المتبع.
فكل البشرية أصبحت وأمست محظورة لإعادة النظر فيما قدمت آنفًا من الأنانية والإستعلاء وجنون العظمة، وما ستقدمه لاحقًا كدرس في القيم الإنسانية والأخلاق والتواضع لله، فله تعالى الحكمة ومايجري وإليه المصير؛ “أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”.. وليس المستكبرون